المثالية شعارهم ، والمكر والخداع أبرز خصالهم ، يكذبون على الكل حتى على أنفسهم ، يحبون المال حبا جما ، يسرقونه من جيوب الضعفاء ، لا توجد قوة بشرية تردعهم ، توجد جهات تدعمهم في ذلك ، ومن أمن العقوبة أساء الأدب ، لا يتوقفون عند أي محطة توبة ، لأن ضمائرهم ميتة ، يصطادون فريستهم بإعلان وظيفي ، ويقابلونها بمظهر مزيف ، فألسنتهم لا تنطق الا ب قال الله وقال الرسول صلى الله عليه وسلم ، وما أن تقع الفريسة بشباكهم الا و وقد تبخرت مثاليتهم وبان الوجه الحقيقي لهم ، الوجه العبوس الذي لا يكترث إلا لجمع المال كما ذكرت .
للأسف وزارة التعليم تساهم بدمار التعليم وكيف لا تفعل وهي تضع العراقيل أمام الخريج الجامعي ، تتعاون مع المركز الوطني للقياس في سلب أحلام الضعفاء ، الضعفاء الذين تكبد أهاليهم تكاليف الدراسة على أمل حصد ثمار ما زرعوا غير مدركين بأن الخريج الذي يخفق بتجاوز الاختبارات التي باتت شرطا اساسيا في الحصول على وظيفة حكومية لا يجد سوى الاستسلام لشبكة الصيادين وأعني الشركات الخاصة والمدارسة الأهلية ، لن أتطرق للشركات بل سأكشف الخبايا التي تدور بأروقة المدارس الأهلية .
قبل توقيع المعلم للعقد مع المدرسة يتفقون معه على أنهم سيأخذون بيده ويستفيدون من خبرته وسنوات الضياع التي درس فيها سيتم تعويضها بسنوات إيجابية وبعد التوقيع تتغير الأمور وتمزق جميع الاتفاقيات ، فالمدرسة تتفق مع المعلم اتفاق ويخلون به بسرعة تفوق الوصف فمثلا خريج الانجليزي قد يتفقون معه بأنه سيدرس لغة انجليزية وفي الحقيقة يجعلونه يدرس أكثر من مقرر ، وربما يجعلونه حارسا للمدرسة ، حتى المرتبات لا يجعلون الموظف السعودي يفرح باستلامه لها لانهم يخلقون الحجج ليتمكنوا من اكلها ، يمتصون طاقته لكي يقدم استقالته هذا جل ما يفكرون به .
كيف يتمكن المعلم من آداء مهنته والطالب على دراية كاملة بأنه أكثر أهمية وانتاجية منه وأنه سيحصل على ما يريد حتى لو اعترض طريقه عشرات المعلمين !
المدارس الخاصة تستقطب الأجانب بشكل واضح وفاضح وتعطيهم مرتبات ضئيلة لكنها تفتح لهم باب الاستثمار في المدرسة ، فبعض المعلمين يبيع الأسئلة ويعطي الدرجات لمن يدرس عنده دروس خصوصية ، بمعنى أنه اذا أردت أن تصبح ضمن المميزين فلابد أن تدرس عند هذا المعلم المحتال ، وبعضهم يدعي بأنه لا مجال لاختبار الطلاب لكثرة غيابهم او لسوء سلوكهم بالتالي يضغط عليهم ليدفعوا له فيختبرهم !
كما أنهم يعتقدون بأن السعودي قاطع طريق فيتعاملون معه تعاملا غير تربوي فيحاولون طرده من مهنته ليتسنى لهم البقاء لأطول فترة ممكنه .
عند الامتحان يكرم المرء أو يهان ، في المدرسة الخاصة يكون حال المعلم أشبه بكلب الحراسة المقيد في سور المنزل ، والذي وأن ارتفع نباحه لن يردع اللصوص من السرقة ، فالمعلم الذي يعترض يتم الاستغناء عنه .
المدارس الأهلية مقبرة الطلاب الناجحين ، فمالك المدرسة وجميع منسوبي المدرسة ينظرون للطالب نظرة دونية ويعاملونه كما لو كان فاشلا وميؤوس من احياء النجاح في نفسه ، يبترون كل طموح في حياة هذا الطالب ويخرجونه للحياة جثة هامدة ، يبيعون له شهادة تخرجه بطريقة ملتوية ، فيكون له ما يستحق ولا عزاء للانهزاميين .
سيف ماطر