27-05-2015, 08:31 AM
|
|
عضو مميز
|
|
تاريخ التسجيل: Mar 2010
المشاركات: 859
معدل تقييم المستوى: 1157579
|
|
اجتنبوا السبع الموبقات
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
قال الله تعالى ( وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ المُؤْمِنِينَ )
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اجتنبوا السبع الموبقات: الشركَ بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرّم الله إلا بالحق, وأكل الربا, وأكل مال اليتيم, والتولّي يوم الزحف، وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات)، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم السحر في المرتبة الثانية، بعد الشرك بالله عز وجل, إذ السحر قسيم الشرك.. نوع من أنواعه.. صنفٌ مِن أصنافه, وأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أنّ تعلّم السحر حرام ((من تعلّم شيئا من السحر قليلاً كان أو كثيراً كان ذلك آخر عهده من الله)).
قصة السحر
لمّا مات نبيُّ الله سُليمان جاء الشيطان فدفن تحت كرسيه أنواعًا من السحر, وألوناً من الكفر: طلاسمَ وألغازاً, ثم بثّ في بني إسرائيل أنّ سُليمان بن داود كان يَملككم بالسحر, كان يُسيطر عليكم بألوانٍ من السحر، فنفى الله عنه هذه التُّهمة في هذه الآية (وما كفر سُليمان ولكنّ الشياطين كفروا يُعلمون الناس السحر)، قال أهل التفسير: مفهوم الآية أنّ سُليمان عليه السلام -وحاشاه- لو كان ساحراً لكان كافراً, فعُلِم من الآية أنّ الساحر كافر. قال الله عزّ وجلّ: (يُعلمون الناس السحر وما أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت وما يُعلمان من أحد حتى يقولا إنّما نحن فتنة فلا تكفر)، هاروتُ وماروتُ شيطانان يُعلمان الناس السحر, لكنّهما لا يُعلِّمان أحداً, ولا يُلقِّنان شخصاً, حتى يُحذراه ويُنذراه، يقولان له: "يا عبد الله إنّما نحن فتنة، جعلنا الله فتنة للعباد، فإذا تعلمت السحر فقد كفرت, فلا تكفر". يروي الإمام ابن كثير، رحمه الله، في تفسير هذه الآية "أنّ امرأةً جاءت إلى أمّنا عائشة بنت الصديق، رضي الله عنهما، قالت لها: يا أمّ المؤمنين إني أذنبت ذنباً، قالت: وما ذاك؟ قالت خرج زوجي فلم يَرجِع، فأُخبِرتُ أنّ رَجُلين بأرض بابل يُعلّمان الناس السّحر، فأتيتُهما فقلتُ لهما: إني أريد أن أتعلم السّحر لأستردّ زوجي، قالا ليَ: يا أمةَ الله! إنّما نحن فتنةٌ فلا تكفري. فقلتُ: بلى، أريد أن أتعلّم السّحر. فقالا ليَ: اذهبي إلى ذلك المكان فبولي فيه. -عيّنا لها مكاناً، حددا لها بقعةً من الأرض- قالت: فذهبتُ وما فعلتُ ثم رجعت, قالا ليَ: ماذا رأيتِ؟ قلتُ: ما رأيت شيئاً, قالا: إنّك كاذبة ارجعي فبولي, قالت: ففعلت ثم أتيتهما, فقالا ليَ: وما رأيتِ؟ قلت: رأيتُ كأنّ فارسًا خرج من فرجي فصعد في السماء, فقالا لها: ذلك إيمانك قد خرج منكِ. الذي يتعلم السحر, الذي يُمارسه, الذي يُباشره, كافرٌ بالله العظيم، ليس من دين الإسلام في قليلٍ أو كثير, قال الله عز وجل: (ولا يُفلح الساحر حيث أتى). قال أهل التفسير: عُلِم مِنْ استقراء أدلّة القرآن أنّ الله لا يَنفي الفلاح إلاّ عمّن كان كافراً. لا يَنفي الله الفلاح بإطلاق إلا عمّن كان كافراً، (ومَنْ أظلم مِمَن افترى على الله كذباً أو كذّب بآياته إنه لا يُفلح الظالمون)، (إنه لا يُفلح المجرمون)، (ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلالٌ وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب إنّ الذين يفترون على الله الكذب لا يُفلحون)، الله جلّ جلاله نَفى الفلاح في هذه الآيات عن أصنافٍ من الكفار، فلمّا قال: (ولا يُفلح الساحر حيث أتى)، عُلِمَ يَقينا أنّ الساحر كافر, وهذا مذهب الإمامين الجليلين مالك بن أنس، وأبي حنيفة النُعمان، وهو قول أصحاب الإمام أحمد رحمة الله على الجميع.
|