26-09-2008, 01:16 AM
|
عضو جديد
|
|
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 16
معدل تقييم المستوى: 34
|
|
حتى لا نخسر رمضان
شهر رمضان شهر الحب و الوئام و العفو والصفح , فلنكن فيه من أوسع الناس صدوراً و أرحمهم قلوباً وألينهم نفوساً , ولنحذر كل الحذر من التهاجر والتقاطع والتدابر و الشحناء , ذلك لأن من أعظم أسباب الخسارة في رمضان و في غيره امتلاء القلوب بالغل والحسد والحقد , وابتعاد كثيرين عن الصفح و العفو والتسامح , كم من الناس ممن يمضون هذا الشهر الكريم متشاحنين , وكم من الصائمين ممن ظلوا متقاطعين متهاجرين , يعملون و يعملون , ويرجون و يأملون , ولكنهم بنص رسول الله محرومون , قال : صلى الله عليه وسلم )تفتح أبواب الجنة يوم الاثنين والخميس فيغفر لكل عبد لا يشرك بالله شيئاً , إلا رجل كانت بينه وبين أخيه شحناء . فيقال : أنظروا هذين حتى يصطلحا ( أفلم يأن لقلوب المتنافرة أن تتقارب وتتآلف ؟! ألم يأن للأيدي أن تتصافح و تتماسك ؟! إلى متى والقلوب تعاند الفطرة السوية ؟! إلى متى و الكبر يوقد ضرامها ويشعل فتيلها ؟! هل ينجح رمضان هذا العام غي أن يعيد البسمة لوجه طال عبوسها ؟1 وهل ينجح أن يكسر نفوساً طال تكبرها و تجبرها ؟! إن قلوباً لم تفلح المواعظ في إعادتها للحق فإن لفح جهنم هو القادر على أن يكسر مكابرتها ويرغم أنف باطلها , إن نفوساً لم تنكسر في رمضان و تخشع لذكر الله حرية أن يخسر أصحابها يوم تبيض وجوه و تسود وجوه : قال تعال )ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قويهم لذكر الله وما نزل من الحق و لا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون ( .
أيها المسلمون المتهاجرون كيف ترجون الفلاح وقد سددتم طريقه ؟! كيف ترجون الأجر وقد أوصدتم أبوابه ؟! كيف تأملون القبول وقد غلظتم حجابه ؟! كيف تطلبون أن تستلذ بصيام أو قيام أو ذكر و قراءة القرآن و أنتم قد أفسدتموها بالتحاسد و ملأتموها بالتباغض ؟! إن قلوباً ملئت بهذه الأمراض الفتاكة حرية أن لا يبقى فيها مكان للذة , و إن قوماً و لجت بيوتهم اللعنة حريون أن لا يجدوا طعم الراحة , )فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض و تقطعوا أرحامكم أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم و أعمى أبصارهم ( .
أيها المتاجرون , لقد سئل رسول الرحمة والهدى : صلى الله عليه وسلم أي الناس أفضل ؟ قال : ) كل مخموم القب صدوق اللسان ( , قالوا صدوق اللسان نعرفه , فما مخموم القلب ؟ قال : ) هو التقي النقي لا إثم فيه و لا بغي و لا غل ولا حسد ( .
فلنطهر قلوبنا لنفلح , و نتصالح مع إخواننا نؤجر , و لا نؤجل و نسوف فنخسر , ونتوب إلى الله جميعاً أيها المؤمنون لعلنا نفلح.
|