13-08-2015, 09:57 AM
|
عضو جديد
|
|
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 11
معدل تقييم المستوى: 19
|
|
الحرب ضد البطالة : الإستراتيجيات والنتائج !!
الحرب ضد البطالة : الإستراتيجيات والنتائج !!
لا أحد يكره النصر ويحب الهزيمة، فكلنا نبحث عن النصر لما فيه من لذة، ونتجنب الهزيمة لما فيها من الألم، والحياة حرب كبرى، تتخللها حروب صغرى تختلف في حجمها وشكلها وعمرها. نربح بعضها ونخسر بعضها، نستخدم معها الحلول العنترية أحيانا والشيبونية أحيانا.
ومن الحروب التي خضتها ولازلت أخوضها، الحرب ضد البطالة، تلك التي لاتبقي الطموح ولاتذر، ولم يكن أمامي الا خياران للتعامل معها: المواجهة أو الفرار، وكلاهما مر، فمواجهتها مرة، والفرار منها أمر! ، لذلك اخترت المواجهة مكرها أخاك لا بطل،(واذا لم تكن إلا الأسنة مركبا..... فما حيلة المظطر الا ركوبها ).(( وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لاتعلمون)).
وقد عبست البطالة بوجهها، وكشرت عن أنيابها، عندما عدت من بعثتي الدراسية في الخارج، حيث الماء والخضرة والوجه الحسن، قضيت ثلاث سنين سمان هناك، لم يخطر على بالي يوما ما ان تلك الثلاث سيتبعهن أخريات عجاف ولسن سمان!، وبعد العبوس والتكشير اشتعلت شرارة الحرب ضد البطالة ، ودقت أجراسها، وقرعت طبولها، فظننت في البداية انها لن تطول، واني سأنهيها في أقٌل وقت وجهد وتكلفة، الا ان رياح الحقيقة أتت عكس اتجاه سفينة الأمنيات.
وبدأت أفكر في الاستراتيجيات المناسبة لمواجهة البطالة، وبعد استعراض الكثير منها، قررت ان تكون الاستراتيجية بريدية الكترونية، وذلك عن طريق القيام بغارات بريدية الكترونية في مناطق القطاع العام والخاص على مواقع أصحاب العمل ، وبدأت الغارات صباحا ومساءا، بعضها عشوائية وبعضها دقيقة، لكن مع مرور الوقت تبين لي أن ارسال الايميلات على مواقع أصحاب العمل ضياع وقت وجهد ، فلانتائج ملموسة على أرض الواقع، ولا مؤشرات تدل على النصر.
لذا قررت تغيير الاستراتيجية البريدية الالكترونية وتنفيذ استراتيجية أخرى، فكانت الاستراتيجية البديلة " المواجهة بريا " وليس المواجهة من وراء حجاب، وبدأ الزحف على مناطق القطاعين العام والخاص، وزارة وزارة هيئة هيئة شركة شركة مؤسسة مؤسسة، أخرج في كل مرة مؤملا بالغنائم وأعود بعد كل مرة محملا بالخسائر، فالجهات الموظفة بمجرد دخول الباحث عن العمل فيها تدك وتبيد جيش أحلامه، ولو كان متسلحا بأحدث الشهادات والدورات ويملك الكثير من الخبرات.
الحرب لازالت مستمرة ولم تنته، وأعترف اني أتلقى الخسائر يوما بعد يوم في حربي ضد البطالة، ولا أخشى من الاعتراف بذلك، فأنا أؤمن بمقولة " الاعتراف بالحق فضيلة " ، ولست كبعض المسئولين في الجهات ذات العلاقة بالبطالة ، الذين يؤمنون بمقولة " الاعتراف بالحق فشيلة "، فلا يعترفون بفشلهم في مواجهة البطالة، واعترافي بالهزيمة لا يعني الاستسلام،لأني سأنتصرعلى البطالة يوما ما ، طالت الحرب أمدها أو قصرت، سواء دامت أياما أو شهورا أو سنين.
الخاتمــــــــة
إلى من يهمه الأمر ،،
إن لم نقض على البطالة، سوف تقضي البطالة علينا، وللقضاء عليها، نحتاج إلى رجال يحسنون الأفاعيل لا الأقاويل، لا نريد أن نسمع جعجعة، بل نريد أن نرى طحنا، البطالة حرب يخوضها الشباب ، تقتل أحلامهم وتبيد طموحهم وتدك حصون صبرهم ، وماكنت البطالة لتفعل ذلك لولا الفساد ، لذا إن لم نقض على الفساد، سوف يقضي الفساد على البلاد والعباد.
|