إشراقة
سر الهجرة الوظيفية إلى الخليج


د. هاشم عبده هاشم
@@ لدينا مشكلة أجور جادة..
@@ والسبب في ذلك هو تخلف السلالم الوظيفية عن مجاراة سوق العمل ومعدل سرعة التنمية في المملكة.. وذلك بفعل قدم تلك الكوادر الوظيفية بالنسبة للكثير من المهن والتخصصات الحيوية المهمة..
@@ يحدث هذا بالنسبة لأعضاء هيئة التدريس بالجامعات.. ولخريجي كليات الطب.. وكليات الهندسة.. وأقسام الإعلام.. والقانون.. والمكتبات والمعلومات والحاسب الآلي.. وحتى خريجي الكليات النظرية الأخرى.. فهم يعتبرون مظلومين أشد الظلم..
@@ وإلا فكيف نتصور عضو هيئة تدريس بجامعة ما.. قضى حوالي ثلاثين سنة من عمره في عمليات تحصيل مضنية.. تكللت في النهاية بحصوله على درجة الدكتوراه.. ولا يتجاوز مرتبه عند التعيين (9500) ريال؟
@@ في الوقت الذي لا يتجاوز مرتب خريج كلية الطب (8000) ريال ويحصل خريج كلية الهندسة على مرتب لا يزيد على (5000) ريال مع بداية أول مربوط للوظيفة..
@@ أما حال بقية التخصصات فإن راتبها يظل في حدود (4000) ريال..
@@ وعلينا أن نتخيل.. كيف يمكن لهذا الخريج أن يبني نفسه..؟!
@@ إن مستوى المعيشة المرتفع في بلادنا..
@@ ومعدلات التضخم المتصاعدة.. يفرضان مراجعة أنظمة وقوانين وسلالم التوظيف وبدلاتها ولا سيما في ظل الضرورة القصوى لشمول موظفي الدولة بالتغطية التأمينية شأنهم في ذلك شأن موظفي القطاع الخاص والمؤسسات الحكومية والأهلية الأخرى..
@@ لقد سمعنا كثيراً عن تعديلات جذرية للعديد من الكوادر الوظيفية لكن شيئاً من ذلك لم يتم حتى الآن..
@@ وأن ما حدث هو تسرب أعداد كبيرة من أبناء المملكة للعمل بدول الخليج العربي.. إما لتدني مرتبات الوظائف المتاحة ومزاياها في بلادنا مقارنة بما هو موجود في عُمان والبحرين فضلاً عن قطر والإمارات والكويت.. وإما لعدم وجود وظائف أصلاً.. الأمر الذي يدل على أن لدينا أكثر من مشكلة..
@@ وكما قلت - في البداية - فإن أبرز هذه المشاكل يتمثل في الفجوة الكبيرة بين معدلات النمو الاقتصادي المرتفعة التي تشهدها بلادنا.. وبين متوسط دخل الفرد المتدني..
@@ وكم أتمنى أن تقوم وزارة الخدمة المدنية بمعالجة هذا الوضع.. فهي أول من يدرك حقيقة هذه الفجوة.. ويدرك مدى الأضرار التي تلحق بالمواطنين بشكل عام.. وبموظفي الدولة بشكل خاص.. ولا سيما في ظل تجميد برامج الترقية وعدم اعتماد العلاوات الدورية بصورة منتظمة..
@@ فهل نجد إجابة محددة..؟!
@@ وننقل لنصف سكان المملكة ما يطمئنهم إلى أن الانتظار لن يطول.. وأن تغييراً جذرياً سوف يطرأ على مرتبات موظفي الدولة بعد أن نكون قد أعدنا النظر في مراتب التوظيف وعالجناها بصورة فعالة.. وتغلبنا على هاجس التضخم الوظيفي واعطينا الناس حقوقها كاملة.. ومكناهم من العيش الكريم في وطن لا يمكن أن يبخل على أبنائه بما هم مستحقون له.. والله المستعان.
@@@

ضمير مستتر: @@ ( ليس كثيراً على المواطن أن يعيش في بحبوبة في وطن انعم الله عليه بالكثير من الخيرات).



المصدر
http://www.alriyadh.com/2008/10/01/article377626.html