منذ طفولتنا تمر علينا مواقف عديدة ,, وانكساراتٌ مؤلمة !
ربما لايلاحظها سوانا ..! وهذا أشد إيلاماً

انكساراتٌ تتوالى!
تنهمر علينا كالسيل الجارف !
ربما يتخللها بصيص أمل ,, و قليلٌ من الفرح والابتسامات !
لكنها لا تكفينا!

فانكساراتنا كانت أكبر من أن يحتويها فرحٌ بسيط!

في طفولتي ,, صرخت بي والدتي دون قصدٍ منها أمام أصحابي!
لم يغب هذا الموقف عن بالي فقد كان كبيراً وجارحاً بالنسبة لي!
وفي ذات الوقت ,, أهدتني والدتي أيضاً علبة ألعابٍ كبيرة !
فرحت بهذه الهدية كثيراً .. تباهيت بها أمام نفس الأصحاب !

أصحابي نسوا بأن أمي وبختني أمامهم !
وراحوا يطالبون أمهاتهم بتعاملٍ كتعامل أمي !

أما أنا ,,
فعند أي لحظة انكسار ,, لاأتذكر سوى بأنها وبختني أمامهم

أحبكِ أمي ,, أحبكِ أكثر مما تتصورين !
لكنها كانت خيالات طفلة ,, بل انكساراتٍ ~ علمتني أن لاأوبخ طفلاً مهما حصل وأن لاأرضيه بعد توبيخي بهدية أرى أنها أكبر من ألمه
لأنه لاشيء أكبر من ألم الطفولة مهما كان سخيفاً وبسيطاً

في طفولتي ,,
دللني جدي كثيراً ,, بقيت عنده شهوراً طويلة في قريته ,, أرافقه لمزرعته ,, وأعود معه كل ليلة !
أرفض الذهاب لبيتنا رغم اغراءات والداي الكبيرة

وفجأة ,, لم يتجاوز عمري الحادية عشر ,, أرى الوجوه باكية !
أمرنا والدي بالاستعجال للذهاب لبيت جدي !
منذ وصولنا .. صدمني صوت العويل والبكاء ..!
منظر جدتي وهي تغطي وجهها بردائها وتبكي خلفه لكي لانراها!
منظر الناس الذين امتلئ بهم بيت جدي !
ومكانه الفارغ ...!!!
هنا كان الإنكسار الأكبر ..!
اتستحق طفولتنا كل هذا الذعر ..؟؟
هل لأني طفلة ,, يخبئون عني هذا الخبر .. يكذبون بل يهذون بجملٍ لاتقنعني !
لأنصدم في النهاية ..؟؟!
وبالرغم من عشقي لوالدي ولما قدمه لي طوال حياتي ,, إلا أنني لاأزال أتذكر بأنه لم يمهد لي خبراً كهذا وجعلني أفهمه بعقلي الطفولي وأبكي لوحدي ألماً وخوف !
كسرني هذا الموقف وعلمني بأن لاأكذب على أي طفل مهما حصل !
علمني بأن اخبره الحقيقة بطريقته حتى يستوعبها !


انكسارات الأطفال كبيرة ولن تُمحى !
رفقاً بهم ,, فلن ينسوا أي موقف يمر عليهم .. اجعلوا مايرسخ في ذاكرتهم ( أمل و سعادة وفرح وحب )
لاتكسروهم حباً وشفقة! .. هم يستحقون أن يُعاملوا بعقل

ملاحظة:
- لم أكتب منذ فترة طويلة ..اعذروني إن كان هناك خللٌ يتوسط سطوري
- مقالتي لاتعني بأني لا أحب والداي .. بل هم جنتي ونور طريقي في هذه الدنيا
لكني أردت أن أوصل مابداخلي كما هو ,, أرجوا أن يكون قد وصل
- الأطفال يستحقون منّا الكثير .. يستحقون النجاح والتربية الصحيحة الناجحة فلنتعاون سوياً لننشأ جيلاً رائع