03-11-2008, 09:17 AM
|
|
|
|
تاريخ التسجيل: Nov 2006
الدولة: ّ~*< مهبــــط الوحــــي>*~
المشاركات: 4,525
معدل تقييم المستوى: 218734
|
|
البطالة
نوفمبر 2008
عبد الإله محمد جدع
ما ذنب تلك الآلاف من الشباب الذين تخرّجوا من تخصّصات لا ترغبها سوق العمل!!!؟؟
وما ذنب هؤلاء في عدم تجاوب بعض منشآت القطاع الخاص مع سياسات السعودة.
تلقيت في بريدي الإلكتروني رسالة من شاب سعودي مثل آلاف الشباب .. يعاني من داء البطالة !! هذا الداء الذي ينقض على أحلام الشباب وآمالهم .. ويهدّد مستقبلهم .. ويفتك بحاضرهم يوما بعد يوم.. بعد أن قضوا سنوات عديدة من أعمارهم في جد وكفاح من اجل التخرج ليجدوا أنفسهم بعدها متسكعين في الطرقات العامة أو المقاهي بانتظار فرص العمل التي قد لا تأتي.!! فالشهادة والتخرّج هاجسان يسعى الشباب لتحقيقها أملا في مستقبل مشرق زاخر بالأماني والأحلام للانخراط في مؤسسات المجتمع والبناء الفاعل للحضارة ولتحقيق الذات. وصاحب الرسالة من الشباب الذين درسوا بجد لينال درجة البكالوريوس (إعلام - علاقات عامة) بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف من جامعة الملك عبد العزيز !!.. وحصل على العديد من الدورات التدريبية في عدد من المجالات، ومع ذلك مضى على تخرّجه وقت ولم يجد العمل المناسب لمؤهلاته وقدراته على الرغم من أنه لم يترك باباً إلا طرقه مستعينا بالله لكنه لم يجد غير المواعيد و(التطفيش) لأنه ليس لديه واسطة ليلتحق بوظيفة في القطاع العام فاتجه إلى القطاع الخاص.. وعن القطاع الخاص حدّث ولا حرج!! فالظلم والإجحاف هما وسيلة أغلب شركات القطاع الخاص إذ أن الشركات تستنزف الشاب في مقابل مرتبات زهيدة لاتسمن ولا تغني من جوع..وقد جرّه العوز وقلة ذات اليد على العمل في أحد الفنادق براتب 1300 ريال فقط قَبِلَها مكرهاً وهو يتحسّف على أيام الدراسة والجد والاجتهاد والحصول على الشهادات فكلها تذهب أدراج الرياح . وقد كتب رسالته إليَّ لعلّ صوته يُسمع وقضيته تُنظر مثل آلاف الشباب الذين لم يعودوا يجدون سوى المزيد من أوقات الفراغ .. واليأس .. والحسرة على أيام عمرهم التي تمضي ! وإن كنت قد كتبت لغير مرة عن البطالة ومعاناة الشباب إلا أنني أقف اليوم مجدّدا لأتناول هذه الظاهرة التي تجاوزت حدودها وليس ثمّة تحركات تشفي الصدور . ومازلنا نتحدّث عن ضعف مستوى تأهيل كثير من طالبي العمل (وهذه مشكلات مخرجات التعليم التي نستمر في توصيفها دون حل ناجع !!) ونتحدّث عن عدم ملاءمة تخصصات بعضهم لاحتياجات سوق العمل . دون أن نسأل : ما ذنب تلك الآلاف من الشباب الذين تخرّجوا من تخصّصات لا ترغبها سوق العمل!!!؟؟ وما ذنب هؤلاء في عدم تجاوب بعض منشآت القطاع الخاص مع سياسات السعودة. وكلنا يعلم ماعاناه ويعانيه معالي وزير العمل في دفع قطار السعودة الذي اضطرته الظروف وعراقيل وقوة بعض ذوي النفوذ في القطاع الخاص إلى تعديل مسارات قطبانه وربما تغييرها . وللقطاع الخاص وجهات نظر مقبولة أحياناً بالنظر إلى ضعف مخرجات التعليم. لكن ذلك لا يعني ضياع الشباب وتركهم يقعون ضحية الفراغ واليأس والحاجة . تلك مشاكل ليست جديدة ولابد من حلول توفيقية جذرية من الدولة فلم تعد تفلح المهدّئات والمسكّنات أو الإجراءات الرمزية بل الأمر يحتاج إلى تحدّ وقرارات حاسمة.. إذ لا تكفي جهود وزير العمل ونحتاج إلى تفعيل دور الاستراتيجية الوطنية لمكافحة البطالة ودور صندوق تنمية الموارد البشرية، فقد اصطدم كما أسلفت بعراقيل ونفوذ أقطاب القطاع الخاص الذي لم تعد تفلح معه الشعارات الوطنية وإغراءات زيادة عدد التأشيرات أو نسب السعودة ولابد من أدوار وطنية تنبئ عن مشاركات اجتماعية صادقة فاعلة تؤكّد الانتماء لأرض الوطن ، وهناك تجارب يفترض أن يحتذى بها منها تجربة جريدة الحياة في تدريب الإعلاميين أطلقت عليه (برنامج مدرسة الحياة) وهو يسير في مرحلتين الأول: طوال السنة الأخيرة للطالب للتعاون مع الصحيفة عن طريق منسّق لهذا البرنامج ليتمرّس في إعداد قطع صحفية صغيرة ثم مرحلة ثانية: توقّع فيها عقود مع الطلاب المتميزين الذين تمّ اختيارهم فيتنقّلون في دورة تدريبية حول مكاتب الجريدة في العالم ومن يثبت كفاءته يلتحق بالمؤسسة وهي خطوة لابد من الاقتداء بها ليس من المؤسسات الصحفية بل البنوك والشركات الكبرى..
دوحة الشعر:
يا سيدي أدمى الجحود فؤادي
وتناوبوا في جرحه حسّادي.
منقول عن المدينه
2/ 11 / 2008
|