08-11-2008, 01:53 AM
|
|
مراقب عام
|
|
تاريخ التسجيل: Sep 2006
الدولة: Dammam
المشاركات: 138,378
معدل تقييم المستوى: 21475150
|
|
تذكير في زمن إنشغال القلوب
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مما قرأت وأعجبني
تصدقنا بخمسة وتمنينا بها على الله الأماني !!
روي أن داود عليه السلام سأل ربه أن يريه الميزان ، فأراه كل كفة
كما بين المشرق والمغرب ، فغشي عليه ، ثم أفاق فقال : إلهي !
من ذا الذي يقدر أن يملأ كفته حسنات ؟ فقال :
يا داود .. إني إذا رضيت ملأتها بتمرة ..
حكي أن موسى عليه السلام مر برجل يدعو ويتضرع
فقال موسى : لو كانت حاجته بيدي لقضيتها ، فأوحى الله تعالى إليه :
أنا أرحم به منك ، ولكنه يدعوني وله غنم وقلبه عند غنمه
وأنا لا أقبل دعوة عبد قلبه عند غيري ..
كان طاووس اليماني بمكة فراودته امرأة عن نفسه فلم يزل
حتى أتى بها إلى المسجد الحرام والناس مجتمعون فقال لها :
اقضي ما تريدين ، قالت : في هذا الموضع ؟
قال : فالحياء من نظر الله أحق ..
وخالد بن الوليد : احتبس درعه واعتده في سبيل الله ثم أتبعها خيله
ثم أتبعها نفسه ..
وجهز عثمان جيش العسرة من جيبه ، فسمع الثمن نقدا على المنبر :
" اللهم اغفر لعثمان ما تقدم من ذنبه وما تأخر "
يقول الرسول عليه الصلاة والسلام :
" لعن الله اليهود ، إن الله لما حرّم عليهم شحوم الميتة جمّلوه فباعوه فأكلوا ثمنه "
وذاك يسمع الغناء ويقول : غناء إسلامي ، والبعيد يتناول المسكر
ويقول : شراب روحي .. وعلام الغيوب لا يُلعب عليه ولا يُخادع ..
" يخادعون الله وهو خادعهم "
حفظ عن الشافعي كلمات من أروع الكلمات ، قالوا : تفرّد بها عن الناس ، يقول فيها :
" ما جادلت أحدا إلا أحببت أن تكون له الغلبة "
فأينا يستطيع ذلك ؟
ويقول : " لو أعلم أن الماء يفسد مروءتي ما شربته "
فكيف بمن يفسد دينه ومروءته بغير شرب الماء ؟؟
ويقول : " وددت لو أن الناس استفادوا من علمي ، ولم ينسبوه لي "
وهذا منتهى الصدق والإخلاص مع الله .......
دخل قيس بن أبي حازم على أحد خلفاء بني أمية فقال له الخليفة :
أتبقى معي ولك نصف ملكي ؟
قال قيس : وكم تعطيني من جناح البعوضة ؟
دخل رجل على أبي ذر فوجد بيته فارغا فكلمه في ذلك فقال :
" إن لنا بيتا أصلح من هذا ، فما كان عندنا من صالح متاعنا وجهناه
إلى ذلك البيت ، فقال الرجل : لا بد لكم في هذا البيت من شيء ، فقال :
إن صاحب هذا البيت لا يدعنا فيه ..
وكان داود يقول : " إلهي إذا ذكرت خطيئتي ضاقت علي الأرض برحبها
وإذا ذكرت رحمتك ارتدت إلي روحي ، سبحانك إني أتيت أطباء عبادك
ليداووني فكلهم دلوني عليك فبؤسا للقانطين من رحمتك "
وكان يقول : إلهي وسيدي كم هذه الوحشة بيني وبينك ؟
فأوحى الله تعالى إليه :
" يادواد ذلك أنس الطاعة وهذه وحشة المعصية "
وفي الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال :
" لا يدخل النار من بكى من خشية الله تعالى حتى يلج اللبن في الضرع "
شكا نبي من الأنبياء الله تعالى الجوع والفقر ، فأوحى الله تعالى إليه :
عبدي أما رضيت أن عصمت قلبك من أن تكفر بي حتى تسألني الدنيا
فأخذ التراب ووضعه على رأسه وقال : بلى يارب قد رضيت ..
وكان يحيى بن معاذ يبكي ويقول : إلهي ليس يبكيني اليوم ذنب وإن عظم
وإنما يبكيني حالتي التي لا أدري كيف أنا بها عندك ..
قال يحيى بن معاذ : لا يُرفع للمؤمن قط سيئة إلا وهي بين حسنتين
رجاء العفو قبلها ، وخوف العقاب بعدها ..
قيل للحسن البصري : كيف تصنع بمجالسة أقوام يخوفوننا
حتى تكاد قلوبنا أن تطير ، فقال :
والله لأن تجالس من يخوفك حتى يدركك الأمن خير من أن تجالس من يؤمنك حتى يدركك الخوف ..
ما مثل من سّوف التوبة إلا كمثل من احتاج إلى قلع شجرة فرآها قوية
لا تنقلع إلا بمشقة شديدة فقال : أدخرها سنة ثم أعود لأقتلعها
وهذا من حماقته وغبائه ، فهو يعلم أن الشجرة كلما بقيت ازداد رسوخها
وكلما طال عمره ازداد ضعفه !
كان بعض الصالحين يتعلق بأستار الكعبة ويقول :
ههنا وعدتني ، وإلى هنا دعوتني ، أفتدخلني النار وتوحيدك في قلبي ؟
ما أظنك تفعل ، وإن فعلت فلا تجمع بيني وبين قوم قد عاديتهم فيك ..
يقال ستة أشياء إذا قاربت الصغائر ألحقتها بالكبائر ، وإذا كانت مع الكبائر عظم وزرها وتزايد أمرها :
الأول : العزم على العود إلى مثل الذنب وهو الإصرار ، ولذلك قيل :
" لا صغيرة مع الإصرار ، ولا كبيرة مع الإستغفار "
الثاني : أن يستصغر الذنب ، فإنه يكبر إثمه على قدر استصغاره له
فإن تصغير الذنب تصغير أمر الرب وفي تعظيم الذنب تعظيم الرب سبحانه وتعالى ..
وفي الحديث : " المؤمن يرى ذنبه كالجبل فوقه يخاف أن يقع عليه
والمنافق يرى ذنبه كذباب وقع على وجهه فأطاره "
قال أبو سعيد الخدري : " إنكم لتعملون أشياء هي أدق عندكم من الشعر
كنا نعدها في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم من الموبقات "
الثالث : السرور بالذنب ، فإن القلب يسود بقدر الفرح بالذنب ..
يروى أن بعض بني إسرائيل تاب من ذنب وعبد الله تعالى سنين
ثم سأل بعض الأنبياء أن يدعو له بالقبول ، فأوحى الله عز وجل إليه :
لو تشفّع بأهل السموات والأرض ما قبلته وحلاوة الذنب في قلبه ..
الرابع : أن يتهاون بمنة الله تعالى عليه في ستره عليه وحلمه عنه
وإمهاله حيث لم يعاجله بالعقوبة ويخاف ان يكون ذلك الستر مقتا
من الله تعالى وإمهالا ليزداد ذنوبا فيأخذه على غرة ..
الخامس : إظهار الذنب بأن يفعله مجاهرا ويتحدث به ويفتخر به وفي ذلك زيادة جراءة .. وفي الخبر :
" كل الناس معافى إلا المجاهرون "
وقال بعضهم : " لا تذنب ، فإن أذنبت فلا ترغب غيرك فتكتسب ذنبين
قال الله تعالى : " المنافقون والمنافقات بعضهم من بعض يأمرون بالمنكر
وينهون عن المعروف "
وقال بعض السلف : ما انتهك المؤمن حرمة لأخيه أعظم
من أن يساعده على معصية الله تعالى ..
السادس : أن يكون المذنب عالما يُقتدى به كما ورد في الحديث :
" من سن سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها لا ينقص
من اوزارهم شيئا "
وقال ابن عباس رحمه الله تعالى : وويل للعالم من الأتباع ، يزل زلة
فيرجع عنها ويحملها الناس فيذهبون بها في الآفاق ..
روي أن عالما من بني إسرائيل كان على بدعة ثم رجع عنها وعمل
في الإصلاح دهرا ، فأوحى الله تعالى إلى نبي من أنبيائهم ، قل لفلان
إن ذنبك لو كان فيما بيني وبينك لغفرته لك ولكن كيف بمن أضللت
من عبادي فأدخلتهم النار ؟
يقال : من تاب من ذنب وجاهد نفسه على تركه ، صرفه
الله تعالى عنه ..
قال يحيى بن معاذ : ذنب واحد بعد التوبة أقبح من سبعين قبلها ..
وقال الحسن البصري : لو لم يذنب المؤمن لطار في الهواء
ولكن الله تعالى قمعه بالذنوب ..
وقال أيضا : بين العبد وبين الله حد من المعاصي إذا بلغه طبع الله
على قلبه فلم يوفق لخير ..
روي أن سليمان عليه الصلاة والسلام كان يوما يسير على البساط
والريح تحمله فنظر ثوبه فأعجبه فوضعته الريح وقالت :
إنما أطعتك إذا أطعت الله تعالى ..
ويقال ما نسي أحد القرآن إلا بذنب أحدثه ..
ويقال : من عقوبة العاصي أن تمقته قلوب الصالحين ..
وقال أبو سليمان الداراني : لا يفوت احدا صلاة الجماعة إلا بذنب ..
وقال الفضيل : ما أنكرت من تغير الزمان وجفاء الأخوان فذنوبك أورثتك ذلك ..
وفي بعض كتب الله عز وجل : إذا عصاني من يعرفني سلطت عليه من لايعرفني ..
وقال حماد بن زيد : إذا أذنب الرجل أصبح ومذلته في وجهه ..
وقال يحيي بن معاذ : ابن آدم احذر الشيطان فإنه عتيق وأنت جديد وهو فارغ وأنت مشغول ، وهمته واحدة وهو هلاكك وأنت مع همم كثيرة ..
قال يزيد بن ميسرة : إن الله تعالى يقول : " أيها الشاب التارك شهوته المبذل شبابه من أجلي أنت عندي كبعض ملائكتي "
كان أبو مسلم الخولاني يعلق في البيت سوطا بالليل ويقف للصلاة كلما فتر ضرب نفسه ، ويقول : أنت أحق بالضرب من دابتي ..
أخي ..
هل رأيت لمتزينين برياش الدنيا سمتا كأثواب الصالحين ؟
هل رأيت سكرا أحسن من صعق الواجدين ؟
هل شاهدت ماءً صافيا أنقى من دموع المتأسفين ؟
هل رأيت رؤوسا مائلة أجمل من رؤوس المنكسرين ؟
هل لصق بالأرض شيء أحسن من جباه المصلين ؟
هل ارتفعت أكف ، وانبسطت أيد فضاهت أكف التائبين ؟
أخي ..
إن مالت نفسك إلى الشهوات فألجمها بلجام التقوى
وإن أعرضت عن الطاعات فسقها بسوط المجاهدة
ووالله لن تجد ذرة من العافية مالم تجد مرارة الدواء ...
يا أصحاب الذنوب ...
احذروا زلة يقول الحبيب منها :
" هذا فراق بيني وبينك "
منقوووووووول للفائدة
أسأل الله أن يحرم وجوهنا عن النار
__________________
ومن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلا يخاف ظلما ولا هضما
|