14-11-2008, 03:22 AM
|
|
|
|
تاريخ التسجيل: Oct 2007
المشاركات: 3,402
معدل تقييم المستوى: 223
|
|
~ أضـــــــــواء الـشــــــــارع ~
حاره داخل مدينة .. ليل .. شارع وأضواء .. وصفوف بيوت ..
البيت الأول .. في أول الشارع بجانب أول عمود إناره .. بيت أبوعبدالله ..
الأطفال نائمون .. أم عبدالله تنظر بتأفف إلى أبو عبدالله المرهق الذي تتلوى عيناه جوعا لبعض من نوم ،
تمد يدها .. هات .. فلوس ..
أبوعبدالله يرمي في وجهها المحفظة .. هربا من لسانها السليط .. ويرمي بجثته على السرير
ويرحل في نوم عميق هربا من ردة فعل أم عبدالله بعد أن تتفاجأ بالمحفظة خاليه تصفر فيها الريح
بيت أبوعبدالله يقول لا زوجة تتفهم ولا وضع إجتماعي يلملم ..
مطالبه .. النظر في الرواتب وإعادة برمجة عقل الزوجة ........... ولماذا لا يعيدون النظر في توزيع الثروه !!!
****
البيت الثاني .. بيت أبو خالد .. ثالث بيت بجانب ثالث عمود إناره ..
أبو خالد على الإنترنت عشر ساعات على التوالي .. الساعة الواحده بعد منتصف الليل ..
تشرف أم خالد .. بكامل زينتها .. إنتهى العرس .. وتبحث عن سريرها تريد أن تندس ..
الأولاد نيام عند الشغالة ..
أبو خالد .. على المسنجر ..
طلعت حنين الشوق .. والله إشتقتلك ياقلبي ..
وينها زوجتك .. تحلم في العرس الثاني .....................
أبوخالد يشبع عطش حاجات مكبوته ..
بيت أبو خالد يقول .. زواج فاشل .. زوجة تهيم في عالم .. والزوج في عالم .. والأطفال للخالق ..
أقواله .. يشتم الزواج التقليدي .. ويطالب بحرية الإختيار .. والتكافؤ في المعيار ..
****
البيت الثالث .. بيت أبو أحمد .. مقابل بيت أبو عبدالله .. بجانب عمود الإناره المقابل
أحمد مريض بمرض عضال .. كل الأطباء في مستشفيات الدولة .. عجزت عن علاجه ..
تقرر السفر للخارج .. شخص الطبيب الأجنبي كل ما في الأمر خطأ من طبيب البلد ..
شهرين ويعود أحمد متعافي .. وكل الأمور تمام ..
بيت أبو أحمد .. يشتكي من أهم وأسوأ وزارة في البلد .. الصحة ..
يطالب إما أن تباد ويعاد بناءها من عدم .. أو تعدم ويعاد تكوينها بعد الهدم .. لا حل ثالث ..
****
البيت الرابع .. بيت أبو ليلى .. آخر بيت في الشارع .. بجانب آخر عمود إناره
صراخ .. وصياح وتكسير .. أبو ليلى يضرب أم ليلى وبناتها .. قد أخزته وطعنت رجولته ..
عندما كانت خلفتها كلها بنات .. وليتفنن في التعذيب زاد العيار .. فذهب اللب ..
بلا وعي .. ضرب ليلى على رقبتها .. ليلى تلفظ آخر أنفاسها سعيده لنهاية هذا العذاب ..
بيت أبو ليلى .. يندد بالتخلف وبإنتشار الإعتداء الأسري .. يطالب برحمة وبتدخل فوري وقوي ..
****
البيت الخامس .. بيت أبو سوسو .. بجانب خامس عمود إناره ..
سوسو وأخواتها .. من مجمع تجاري إلى مجمع تجاري .. جلابية آخر طرز " عباية " ..
ألوان الطيف تنعش المحيا .. وأطايب تهب كل ما تغنجن " سوسو وأخواتها " وتمايلن على كل من هب ودب ..
شاب طفران .. أنهكت قواه الغريزه وجيبه خالي .. الحل أمامه له ماملكت يمينه .. " سوسو وأخواتها "
إبتسامه ،، فنظرة ،، فرقم في قصاصة ،،، وآه ياقلبي ..
عفوا .. أبو سوسو وأم سوسو .. يتسوقان في " الشانزليزيه " ..
والبركة في السواق كومار .. والخادمات ميري .. ومليكه .. ونانسي ..
عفوا ... شقيق سوسو " عبودي " آخر العنقود مع توأم روحه " حماده " ..
لديهم سهره عاجله آخر الليل لمناقشة وضع الجيل الجديد .. الذي يتسائل مع نفسه لأي فئه يندرج ..
بيت أبو سوسو .. مستمتع دام الأسرة غائبة عن ربوعه .. ويطالب بالنظر في موضوع زواج الشباب ..
ويقترح هل هناك من إمكانية لتوفير كل مستلزمات الزواج الأولية لكل شاب .. وهل سيؤثر ذلك على ميزانية البلد ..
أما عائلة أبو سوسو .. فتحتاج إلى غسيل دماغ عاجل غير آجل ..
****
البيت السادس .. بيت أبو مصطفى .. آخر بيت إجار في آخر الشارع .. بجانب عمود الإناره المعطل
غرفة وصالة وحمام ومطبخ ..
أم مصطفى تعد غلة اليوم .. لتضعها مع غلة أبو مصطفى .. لتدخل في الحساب المصرفي مع إشراقة الصباح ..
فما بقي سوى خمسون ويكتمل المليون ..
أبو مصطفى : يا أم مصطفى جهزنا الفيلا ،، والسياره من الوكيل ،، ومع آخر هالسنه على البلد على طول ..
يخرب بيت الخليج " طوووووووووووووط " زلونا زل .. باالله مو لازم نتقاسم معاهم هالبترول ..
بيت أبو مصطفى .. لازال ولائه للبلد .. فسوء معاملة أبو مصطفى وعائلته .. قد زادت الأحقاد في جنباته ..
يطالب بال***** .. يطالب بتعديل التركيبة السكانية ..
ويعرض على أبو مصطفى صفقه .. مستعدين لإقتسام هالبترول مقابل إقتسام ثروات تعج بها بلدانكم ..
وينوه إلى أن هناك كم خليجي لم يتعرفوا على شكل البترول للآن ..
****
البيت السابع .. بيت أم طاهر .. آخر بيت في الصف الثاني من الحارة .. بجانب عمود إناره ..
أبناء أم طاهر .. طاهر، وموسى ..تخرجوا من الجامعة .. طاهر يحضر للدكتوراه ..
وموسى يحضر ماجستير .. وزينب الأخت الصغرى صيدلانية .. غير مقبولين في أي جهه حكومية
والدتهم .. تخيط وتعيل عائلتها من مردود عملها .. زوج أم طاهر توفي قبل أن يفرح بخبر التجنيس ..
بيت أم طاهر .. يشكي .. عالقون ولدوا هنا وسيموتون هنا .. لا يعرفون سوى هذه الأرض .. ولائهم لها ..
" ثروة بلا جذور ولكنها تزهر الأرض .. خير من جذور تجعل الأرض بورا بلا حرث " ..
****
البيت الثامن .. بيت أبو محمد .. بجانب بيت أبو خالد .. بجانب رابع عمود إناره ..
أبو محمد يجري وراء محمد بــ " العقال "
محمد لا يريد الذهاب للمدرسة .. بالأمس شتمه المدرس فكانت ردة فعل محمد .. أنه ضرب المدرس ..
محمد طفل شديد الذكاء .. ولكن مستوى عقله فاق إحتمال مناهجنا وطرق التعليم الحديثة المطورة ..
والبيئة المدرسية التي تشرح النفس والخاطر ..
محمد حاليا يتسلق سور المدرسة .. مشهد يتكرر ..
مطالبات بيت أبو محمد .. نفس مصير وزارة الصحة ,, تهدم وزراة التربية والتعليم .. وتزال عن بكرة أبيها ..
ويعاد إعمارها بعقول آدمية إنسانية .. تقدمية تعترف بأن منتسبوها من بني البشر .. قابلين للإستهلاك التطوري ..
****
البيت التاسع .. أول بيت في الشارع الثاني من الحارة .. بجانب أول عمود إناره ..
أكبر بيت وأفخم بيت .. بيت الدكتور مــاجد ..
الساعة التاسعة ليلا .. نام أطفال الدكتور ماجد .. ساره وناصر .. السيدة لمياء زوجة الدكتور ماجد ..
تعد عشاءا رومانسيا لها ولزوجها الذي تهيم به حبا .. ويهيم بها عشقا .. تناولا العشاء تسامرا ..
وناما قريرا العين ..
أما بيت الدكتور ماجد فلم يصرح بشئ .. لم يستوعب النهاية السعيدة بعد ...........................
إنطفأت أضواء الشارع ...... وشرخ ضوء الشمس ظلام واقع الشارع .......
وبدأت العجلة بالدوران من جديد .. لا جديد ..............
م/ن
|