20-11-2008, 05:41 PM
|
|
عضو مهم جداً
|
|
تاريخ التسجيل: May 2008
الدولة: فى ارض الله
المشاركات: 642
معدل تقييم المستوى: 1108969
|
|
مفاتيح في تربية وبناء النفس
مفاتيح في تربية وبناء النفس
لا شك أن الإنسان يمتلك قدرات عظيمة ، ومواهب جمّة سواء كان ذلك في الجوانب العملية ، أو الجوانب العلمية ، أو غيره ...
لكن ... هناك مصدر أساسي للتفوق والنجاح ، وأعتقد أنه من المهم أن نعطي هذا المصدر الإهتمام البالغ ، سواء كان ذلك في تربية النفس ، أو تربية الغير ...
هذا المصدر هو إصلاح النفس ، وتربيتها التربية المثالية التي يريدها الله عز وجل منا ...
وسوف ألفت انتباهك أيها القارئ ، إلى 12 مفتاحا ، علها أن تسهم في بناءك للنفس ، وتكون مجرد مفاتيح لسر البناء الذاتي ...
وطريقتي في هذا الموضوع هو الإشارة والتذكير ببعض الأمور التي احسب بأنها لا تغيب على أحد ، واخترت 12 مفتاحا من بين مئات المفاتيح لبناء النفس ، لأني أشعر بأهميتها والتركيز عليها في تهذيب النفس وبناءها ... وهناك أمور كثيرة تساعد في تربية وتهذيب النفس.
المفتاح الأول / الإعتناء بالقرآن الكريم ...
القرآن الكريم له أثره العظيم في إصلاح النفوس وتزكيتها ، وهذا كان اهتمام الرسول صلى الله عليه وسلم في تربيته لأصحابه ، وخير شاهد على ذلك ما قاله جندب بن عبد الله -رضي الله عنه- قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم ونحن فتيان حزاورة( 1 ) فتعلمنا الإيمان قبل أن نتعلم القرآن، ثم تعلمنا القرآن فازددنا به إيماناً ( 2 ) .
فالإعتناء بالقرآن تلاوة ، وحفظا ، وتدبرا ، مفتاح المفاتيح التي تبني النفس الإنسانية ... ومن الوسائل العملية التي تساعد الإنسان في الإعتناء بكتاب الله عز وجل ما يلي :-
1- سماع شريط أو قراءة كتاب عن فضل القرآن وأهميته
2- الانضمام إلى حلقة تحفيظ القرآن سواء كان ذلك في الحي أو البلدة التي يعيش فيها الإنسان ، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول ( وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده)
3-" أن يُحَسِّنَ نظرته للقرآن وينظر له على أنه كتاب شامل ' ومنهج حياة متكاملة ، فإن الزاوية التي ينظر منها والصورة التي يرسمها للقرآن مرتبطة ارتباطاً مباشراً في كيفية التعامل مع القرآن والإعتناء به "
4- المحافظة على جو النص القرآني ' وعدم الانشغال بأي شاغل أثناء التلاوة ، ويحرص على أن يحضر الإنسان كل أجهزة وأدوات الاستجابة والتأثر "
5- أن يختار الوقت المناسب في جدوله اليومي وقتاً مخصصاً للقرآن ' وهذا الوقت غير أوقات الصلوات ...
فمثلا ... لو خصص الإنسان مقدار ثلث ساعة يوميا ، تختص بتلاوة القرآن بتدبر ، ويصطحب معه أثناء القراءة تفسير تيسير الكريم الرحمن في تفسير الكلام المنان للشيخ عبد الرحمن السعدي من أجل الوقوف على بعض الآيات التي لا يعرف تفسيرها ، ويكون ذلك يوميا ، ويحاول الإنسان أن يزيد في هذه المدّة ولا ينقص عنها حتى يصبح ذلك شيء أساسي في أيامه كلها ... وكذلك
لو خصص وقتا مثل ذلك للحفظ ، فيحفظ كل يوم نصف وجه ، ويراجع ما حفظه خلال الأسبوع
أن يحاول الإنسان استخدام المرتل الإلكتروني ، ويكون له أوقات محددة من أسبوعه في التعلم عن طريقه ...
6- أن يعوِّد الإنسان نفسه على سماع القرآن الكريم بتلاواته المتعددة ، فلا يكون سماع الأناشيد ، والمحاضرات ، أكثر من سماع القرآن ... و شراء مصحف مجود ، والتعلم عن طريقه
7- التخليه ... والتحليه --- وطريقة ذلك أن يتخلى الإنسان عن بعض الإعتقادات الخاطئة عن تعامله مع القرآن ، كأن يقول أنا غير قادر على تلاوة القرآن ... أو أنا غير قادر على المحافظة على جدولي الأسبوعي مع القرآن وهكذا من الخيالات المثبطة عن التعامل مع القرآن بإعتناء ، والواجب أن يحدث الإنسان نفسه بأنه يستطيع التخلي عن المعوقات التي تعيقه عن الإعتناء بالقرآن ، ويحدث نفسه بأنه سوف يحفظ ويتقن القرآن ... وغير ذلك من الشعور الذي يفضي إلى النفس حبّ القرآن والأنس به ... - و صحبة أهل القرآن " وهذ خير معين على الإعتناء به " و كثرة التفكير في القرآن
8-. الدعاء ، وكان ذلك هدي الحبيب صلى الله عليه وسلم حيث كان يقول في دعائه ( اللهم إني عبدك وابن عبدك وابن أمتك ناصيتي بيدك ماض في حكمك عدل في قضاؤك أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو علمته أحدا من خلقك أو أنزلته في كتابك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي ) ...
يقول عبد الله بن مسعود /
ينبغي لقارئ القرآن أن يُعرف بِلَيْله إذ الناس نائمون، وبنهاره إذ الناس مفطرون، وببكائه إذ الناس يضحكون، وبورعه إذ الناس يخلطون، وبصمته إذ الناس يخوضون، وبخشوعه إذ الناس يختالون، وبحزنه إذ الناس يفرحون..
المفتاح الثاني / ذكر الله عز وجل ...
من الوسائل العملية على ذلك :-
1- قراءة القرآن الكريم بتدبر .
2- حفظ الأذكار التي تقال بعد الصلاة وفي الصباح والمساء وغير ذلك من الأذكار التي تقال في مواضع كثيرة في حياة الإنسان و المحافظة عليها محافظة جيدة وعتاب النفس على تفويت ذلك.
3- الخلوة من أجل ذكر الله عز وجل وتهيئة الأوقات المناسبة لذلك.
وقد ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم أن من السبعة الذين يظلهم الله غي ظله يوم لا ظلّ إلا ظله (( رجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه )) متفق عليه.
4- تعويد اللسان على الذكر المطلق من التسبيح والتهليل والتحميد والتكبير والاستغفار سواء كان ذلك أثناء الجلوس في مجلس أو المشي على الطريق أو الجلوس على النت أو غير ذلك ... فمثلا لو جلس الإنسان على النت ساعة أو ساعتين ماذا ينقصه لو حرك لسانه بذكر الله ؟!! و الجلوس مع صاحب يذكرك دائما بأن تذكر الله سواء كان ذلك بقوله أو بفعله و الدعاء لله عز وجل بالإعانة على ذلك .
5- الذهاب للأماكن التي تعين على ذكر الله مثل الجلوس في المساجد ، وزيارة المقابر ، وطلعة التفكر في مخلوقات الله ، والدروس والمحاضرات
6- تذكر عيوب النفس وسيئاتها ، وأن مثل هذه الأذكار سوف تذهب السيئات لما تشمل من الحسنات العظيمة ... قال تعالى ( إن الحسناتِ يذهبن السيئات )و اللجوء إلى الذكر عند حصول الحزن والهم والغم .
7- الجلوس بعد الفجر في المسجد سواء كان ذلك للرجال ، أو في البيت للنساء لأن هذا الوقت وقت هادئ يستطيع الإنسان أن يهيئ نفسه لإغتنامه بالذكر -
8- قراءة الأحاديث الصحيحة التي تشحذ من الهمم في الإكثار من الذكر ، وأيضا التي تبين الأجور المترتبة على ذلك .
9- تذكر قول الله تعالى ( والذاكرين الله كثيراً والذاكرات ** أعد الله لهم مغفرةً وأجراً عظيما ) الأحزاب35
وأخيرا / كلما زاد حبك لله فإنك تزداد من ذكره ، لأن المرء إذا أحبَّ شيئا فإنه يكثر من ذكره .
المفتاح الثالث / البكاء من خشية الله ...
من الوسائل المعينة على ذلك : -
1- التأمل والتدبر في هذا الحديث ...
عَن أبي مَسعودٍ -رضي اللَّه عنه- قالَ: قال لي النبيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم: "اقْرَأْ علَّي القُرآنَ" قلتُ: يا رسُولَ اللَّه ، أَقْرَأُ عَلَيْكَ، وَعَلَيْكَ أُنْزِلَ؟، قالَ: " إِني أُحِبُّ أَنْ أَسْمَعَهُ مِنْ غَيْرِي" فقرَأْتُ عليه سورَةَ النِّساء، حتى جِئْتُ إلى هذِهِ الآية: { فَكَيْفَ إِذا جِئْنا مِنْ كُلِّ أُمَّة بِشَهيد وِجئْنا بِكَ عَلى هَؤلاءِ شَهِيداً } قال: " حَسْبُكَ الآن" فَالْتَفَتَّ إِليْهِ، فَإِذَا عِيْناهُ تَذْرِفانِ. متفقٌ عليه ...
تأمل ... فَإِذَا عِيْناهُ تَذْرِفانِ ... نسأل الله من فضله ...
2- قراءة وتدبر كتاب الله عز وجل و حضور أو سماع المواعظ التي ترقق القلب
3- الإكثار من الخلوات بالله عز وجل ... قال صلى الله عليه وسلم ( ورَجُلٌ ذَكَرَ اللَّه خالِياً فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ) متفقٌ عليه ...
4- التأمل في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم ( وعَن عبد اللَّه بنِ الشِّخِّير-رضي اللَّه عنه- قال: أَتَيْتُ رسُولَ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم وَهُو يُصلِّي ولجوْفِهِ أَزِيزٌ كَأَزِيزِ المرْجَلِ مِنَ البُكَاءِ )
5- قول عبد الله بن عمرو بن العاص ابكوا فان لم تبكوا فتباكوا، ويكون هذا في الخلوة وليس أمام الناس ( ولا يعتمد الإنسان على التباكي من أجل أن لا يفقد إذراف الدموع من الخدين من غير تكلف
6- تذكر ذنوبك عندما تتذكر وقوفك بين يدي الجبار سبحانه وتعالى ووقوفك على جسر جهنم ...
7- محاسبة النفس وتذكر عيوبها ...
8- معرفة الله تعالى بأسمائه وصفاته فمن عرف الله خافه ورجاه ، ومن خافه ورجاه رق قلبه ودمعت عينه ، ومن جهل ربه قسى قلبه وقحطت عينه ...
9- - أكل الحلال ... سئل بعض الصالحين : بم تلين القلوب ؟ قال : بأكل الحلال .
10- الدعاء : وقد استعاذ النبي صلى الله عليه وسلم من القلب الذي لا يخشع ...
المفتاح الرابع / القراءة ...
من الوسائل العملية في القراءة ...
1- الإهتمام بالعلم الشرعي ...
2- وضع صورة الكتاب أو المجلة أو ما تريده قراءته في ذهنك دائما جهزك الشخصي حتى لا تنساه
3- وضع الخطة السنوية في جدول وتكون هذه الخطة بإستشارة أحد طلبة العلم ...
4- تطبيق هذه المقترح من خلال الأربع الأشهر القادمة بقراءة كتاب واحد كل أسبوع ( قراءة متأنية ) ...
6- صحبة أصحاب الهمم الذين يعتنون بالقراءة ... و نقل ما تقرأ إلى الغير
7 - تحديد وقت خاصا للقراءة مثل ساعة في اليوم ساعتين ثلاث ساعات الخ و تهيئة مكان خاص للقراءة ...
8- انشاء مكتبة خاصة بالكتب داخل البيت والإهتمام بترتيبها وتنسيقها ...
9- التدرج فلا يجدي أن يتقلب القارئ بين بطون الكتب من غير تدرج ...
10- الزيارة الشهرية للمكتبات الإسلامية ...
أخيرا القراءة القراءة ... فإنسان لا يقرأ لا يرقى ...
المفتاح الخامس / التعلم الذاتي
تعريف التعلم الذاتي : هو النشاط التعلمي الذي يقوم به المتعلم مدفوعاً برغبته الذاتية بهدف تنمية استعداداته وإمكاناته وقدراته مستجيباً لميوله واهتماماته بما يحقق تنمية شخصيته وتكاملها ، والتفاعل الناجح مع مجتمعه عن طريق الاعتماد على نفسه والثقة بقدراته في عملية التعليم والتعلم وفيه نعلم المتعلم كيف يتعلم ومن أين يحصل على مصادر التعلم .
من الوسائل العملية لتحقيق وسيلة التعلم الذاتي ...
1- تقوى الله عز وجل ( واتقوا الله ويعلمكم الله)0 البقرة282
2- الاستعداد والتهيؤ لذلك -- ويكون ذلك من جميع الجوانب سواء كانت تربوية أو نفسية او إجتماعية أو غير ذلك ...
3- اجتناب مفسدات القلوب : وهي كثرة الكلام والطعام والنوم والخلطة و الابتعاد عن مواطن المغريات والملهيات التي تضيع الوقت
4- عدم مسايرة المجتمع في قلب الحياة إلى لهو وعبث وتسلية ، مثل : كثرة الرحلات والزيارات والمناسبات العائلية و تحديد العلاقة بالمجتمع والرفقاء .
5- قوة الإرادة ...
ولتقوية الإرادة وسائل عديدة ، منها :
أ – الإيحاء الذاتي بأنك إنسان قادر على التعلم ، ولا تتهم نفسك بالعجز ،
ب – قراءة الكتب في العلوم التربوية وعلم النفس التي تبين أسباب قوة وضعف الإرادة ...
6- صحبة أصحاب الهمم العالية و المشاركة في البرامج الجماعية المنضبطة التي تخدم هدف التعلم والتربية ... مثل المراكز الصيفية للشباب ، والدور النسائية للنساء ، والدورات التعليمية المفيدة.
المفتاح السادس / قيام الليل ...
ومن الوسائل المعينة على ذلك ...
1-الإخلاص لله في قيام الليل ...
2- استشعار أن ربك الجليل يدعوك للقيام ...
3- استشعار أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم التي تدعو للقيام ...
4- معرفة مدى تلذذ السلف بقيام الليل وقراءة أحوالهم وسيرهم في ذلك
5- إدراك أن قيام الليل سبب لطرد الغفلة عن القلب ...
7- معرفة مدى اجتهاد الرسول صلى الله عليه وسلم في قيام الليل ...
7- دعاء الله بأن ييسر لك القيام ...
8- النوم على طهارة و التبكير إلى النوم بعد صلاة العشاء والنوم على نية القيام للصلاة و المحافظة على الأذكار الشرعية قبل النوم ...
9- اجتناب الذنوب والمعاصي ...
10- معرفة الثواب العظيم الذي أعده الله لأهل قيام الليل .و أنه سبب لسعادة القلب وانشراح الصدر
11- إدراك مدى قلة وغربة من يقوم الليل ...
12- اجتناب كثرة الأكل والشرب وعدم الإفراط في النوم ...
13- محاسبة النفس وتوبيخها على ترك القيام ...
14- مجاهدة النفس وإكراهها على القيام و صحبة من يشجعون على قيام الليل ...
15- نضح الماء على الوجه عند الاستيقاظ لقيام الليل ...
16- الزهد في الدنيا و التعلق بالدار الآخرة و الإكثار من ذكر الموت ...
المفتاح السابع / الإخلاص ...
ومن الوسائل العملية المعينة على الإخلاص :-
1- الوقوف على أخبار المخلصين وما يعين على الإخلاص.
2- محاسبة النفس قبل العمل و أثناء العمل و بعد العمل ... هل هذا العمل لله خالصا أم لله ولحظوظ النفس وحظوظ الدنيا أم للناس والعياذ بالله .
3- تدريب النفس بعدم عمل أي عمل إلا بنية ( أن يستشعر النية في العمل لله ).
4- حضور مجالس العلماء الذين بمجالستهم تتعلم الإخلاص .
5- الدعاء و قراءة الكتب التي تذم الرياء.
6- الإكثار من الأعمال الخفية و الإكثار من الخلوات
7- كراهية المدح و النظر إلى الأعمال بعين التقصير
8- مصاحبة المخلصين و عدم التحدث بالأعمال الصالحة أمام الناس
المفتاح الثامن / حضور مجالس الذكر ...
ومن الوسائل العملية المعينة على ذلك :-
1- قراءة فضائل مجالس الذكر ، ومعرفة الأجور المترتبة على ذلك و - حضور هذه المجالس كل ليلة ...
2- سماع شريط إسلامي كل أسبوع ، بحيث يتم التركيز في سماعه .
3- صحبة محبي مثل هذه المجالس ...
4 وذلك بالجلوس أمام قناة المجد العلمية كل ليلة بين المغرب والعشاء حسب توقيت مكة المكرمة ...
5- التنويع بين حضور هذه المجالس و الشعور التام بحاجة النفس لمثل هذه المجالس ...
6- سماع المحاضرات الصوتية عن طريق النت
7-. تذكر هدية ختام المجلس ( قوموا مغفورا لكم قد بدّلت سيئاتكم حسنات ) ...
المفتاح التاسع / بر الوالدين ...
ومن الوسائل العملية التي تعين على ذلك ...
1- تذكر وترديد وتدبر الآيتين 23- 24 في سورة الإسراء{وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً }
والآية 14 – 15 من سورة لقمان ...
{وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ * وَإِن جَاهَدَاكَ عَلى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ }
2- قراءة كتب عن بر الوالدين .
3- كتابة المهام المطلوب فعلها للوالدين كل يوم ، سواء كان ذلك في المفكرة أو الجوال .
4- الإستماع المؤدب لهما عند نداء أحدهم ... كأن يقول بعد ما يناديه أحدهما ( لبيه – يا عيوني – يا حياتي – آمر يا أبي – آمري يا أمي – غالي والطلب رخيص ... وغير ذلك من العبارات التي توحي بالبر عند النداء ... وينبغي التنويع بين هذه العبارات بين فترة وأخرى ...
5- نداءهما بأحسن وأرق الألفاظ كأن يقال ( يا أبي ... يا أمي ) ، ومرة يناديهما بالكنية كأن يقول ( يا أبو عبد الله ، يا أم عبد الله ) ومرة يقول ( يا الغالي – يا الغالية ) ومرة يقول ( يا أحسن أب في الدنيا - يا أجمل أم في الدنيا ) وهكذا من العبارات التي تدخل إلى القلب السرور والفرح ، وتوحي ببرك لهما ...
6- مصاحبة من يعين على برِّ الوالدين سواءً كان ذلك بقوله أو أفعاله ...
7- الدعابة والمزاح الذي يدخل السرور على الوالدين ، بحيث أن ذلك لا يسقط هيبتهم ، ولا يفسد ودَّهم .
8- عند الجلوس على مأدبة الطعام ، فاختر لهما أحسن الأماكن ، ولا تبدأ حتى يبدءان ، وقّرِّب لهما ما يشتهيان من لذيذ الطعام .
9- الهدية بين كلِّ فترة وفترة ، والتنويع في ذلك ... فليست الهدية مقتصرة فقط على الأعياد ، أو في المناسبات ، بل تكون متواصلة...
1- الذهاب بهما إلى بيت الله الحرام على حسب الإستطاعة بين الحين والآخر ...
2- الذهاب بهما للرحلات التي يرغبونها ويفضلونها ...
3- تقبيلهما ( دائماً ) وليس يكون ذلك مقتصرا في المناسبات والأفراح ... فتارة يكون التقبيل على الجبين ، ومرة على اليد .
4- الذهاب مع الوالدين إلى ملتقياتهم ، ومجالسهم ، والإكثار من مصاحبتهم ...
5- القيام منهما عند دخول أحدهما ، وإشعارهما بالتقدير والإحترام ...
6- تجديد غرفة الوالدين ، مثل أن يجدد ( المفارش – السرير – الدولاب – الإتيان بشيء جديد في الغرفة ) ...
7- ذكر محاسنهما أمامهما ( كأن تذكر بأثر بموقف أبيك عليك يوم كذا وكذا – وتذكر أثر موقف أمك عليك في يوم كذا وكذا ) وذلك أمام الأبناء ، أو الإخوان ، أو الزوجات ، أو الأقارب ...
8- الفرح لفرحهما ... والحزن لحزنهما ...
9- تعميق المفهوم الصحيح لبرّ الوالدين في نفسك ثم بعد ذلك التطبيق على أرض الواقع و دعاء الله عز وجل بأن يرزقك بِرَّهما ، والإحسان إليهما و الدعاء لهما دائما ( وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا ) .
10- عندما تخاطب أحدهما ، فابتسم وأنصت واجعل نظراتك التي توحي بالحب والرحمة في عينيه ، حتى في وقت غضب أحدهما ...
11- منافسة الأخوان والأخوات في فعل وسائل البِّر بهم . و قراءة سير وأخبار البارِّين بالوالدين ..
12- استشارتهما وأخذ آراءهما و تذكر فضل بر الوالدين في كتاب الله وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم ...
المفتاح العاشر / مراقبة الله عز وجل في السر والعلن ...
ومن الوسائل العملية التي تساعد على ذلك :-
1- تذكر وترديد وتدبر قول الله تعالى ( ألم يعلم بأن الله يرى ) العلق14
وقول الله ( إن الله كان عليكم رقيبا ) النساء 1
وقول الله ( يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور ) غافر19
وقول الله ( يَسْتَخْفُونَ مِنْ النَّاسِ وَلَا يَسْتَخْفُونَ مِنْ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لَا يَرْضَى مِنْ الْقَوْلِ ) النساء108
وقول الله (يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنْ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ )ا لحديد4
وقول الله (وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوْ اجْهَرُوا بِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (13) أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ) الملك13
2- تذكر أن الله يراك و تربية النفس على استشعار رقابة الله في كل عمل ...
3- أن تعبد الله كأ نك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك ( وهذه مرتبة الإحسان ) ...
4-...
5- 6- تعظيم شعائر الله.و كثرة الخلوة بالله عز وجل و معرفة ودراسة أسما الله وصفاته.
7- الخوف من أن يقبضك الله على عمل لا يرضاه ( وهذا يدل على سوء الخاتمة ) ...
المفتاح الحادي عشر / تعلم فنّ الحوار ...
لا شك أن الحوار له أهمية في بناء النفس والعقل ، وهو الإطار الفني للدعوة ، والسحر الحلال الذي يأسر عقول الناس وأفئدتهم ...
ومن الوسائل العملية التي تساعد الإنسان في ممارسة الحوار بشكل جيد ما يلي :-
1- أن يعوِّد الإنسان لسانه على القول الحسن مع المخالف ، سواء كان مع احد أفراد الأسرة ، أو مع أي فرد يختلف معه في أمرٍ ما ، قال الله تعالى ( وقولوا للناس حسنا ) البقرة83
2- متابعة البرامج الحوارية في بعض القنوات المفيدة
3- أن تتعلم مهارات الإتصال مع الآخر من خلال حضور الدورات التي تقام في فن الحوار .
4- المشاركة في ساحات الحوار على شبكة النت ...
5- أن يتعود الإنسان على وضوح الرسالة في حديثه .
6- أان يتعود الإنسان على تسلسل الأفكار أثناء الحديث و تعلم فن الإقناع .
7- أن يمتلك الإنسان الثقة في نفسه ، بأنه قادر على الحوار ...
8- أن لا تبدأ أي حوار لديك حتى تسأل نفسك ... هل هذا النقاش أو الحوار خالصاً لوجه الله ---- أم خالصاً لهوى النفس ...
9- الإصرار والمثابرة على تعلم آداب الحوار ...
وأخيرا لغة الحوار لغة جميلة جدا ... وهي لغة خاصة بالأقوياء وأتمنى أن تكون منهم ...
المفتاح الثاني عشر / الشعور بالتقصير ...
لقد مات عند كثير من الناس الشعور بالتقصير ، حتى ظنوا بأنهم على خير عظيم ، فغياب الشعور بألم الذنوب الصغيرة مثلا ، وسيلة كبرى إلى إقتراف ذنوب كثيرة والرسول صلى الله عليه وسلم يقول { إياكم ومحقرات الذنوب فإنها إذا اجتمعت على العبد أهلكته } وقس على ذلك العبادات ، وطلب العلم ، وإصلاح النفس ، والإهتمام بالدعوة ...
ومهما كان الإنسان ، ومهما كانت همته ، إلا أنه دائما يُشْعِرُ نفسه بأنه مقصر ، وأنه مفرِّط ، وليس ذلك من أجل اليأس والإحباط ، وإنما من أجل الرُّقي ببناء النفس ، وإعطائها الإهتمام الأكبر ...
ومن الوسائل العملية التي تساعد الإنسان على الشعور بالتقصير ما يلي :-
- صحبة أصحاب الهمم ، لأن ذلك يُفضي مباشرةً إلى الإقتداء ، وإكتشاف الضعف الذي لديك ، وهذا مؤشر قوي في اكتشاف نفسك من ناحية التقصير ...
- معاتبة النفس عند ضياع الوقت ... فعاتب نفسك المرة الأولى والثانية والثالثة والرابعة ... وليكن العتاب الأخير أقوى من الذي قبله ، حتى تتهذب نفسك من حب الفوضوية في التعامل مع الأوقات ...
- إذا عملت العمل ( أياً كان العمل ) فلا تنظر له بأنه قد وصل إلى درجة الكمال ، بل أشعر نفسك ، بأنك لم تبذل طاقتك في إنجازه على الوضع الصحيح ومن ذلك مقارنته بأعمال شبيهه له في المضمون ، وأفضل منه في الكيف ...
- تذكر الآثار السلبية التي تنتج من عدم الشعور بالقصور وذلك بمعرفة السلبيات التي إختلجت هذا العمل ...
- معرفة طبيعة النفس ، وتكيفيها على الأعمال التي ينبغي أن تمارس ...
- قراءة سيرة الرسول صلى الله عيه وسلم ، فسيرته تعطر الهمم ، وتستنفر العزائم ، وتنير الدروب - الدعاء ، فيدعي الإنسان ربه بأن يخلصه من التقصير في كل عمل ، ويسأله السداد والتوفيق ...
|