علمتني سود الايام تهوين الصعاب
وكيف اثبّت خطوتي في مدى الدرب البعيد
وكيف اغض الطرف عن كذبة وعود السراب
وعلمتني كيف اداري عنى الجرح الجديد
وكيف اميّز فعلتي هي خطا ولا صواب
وكيف اهدي ثورة الغيض وعناد العنيد
الخطا ما هو بدرب لبدايات الحساب
الخطا من صار ينسى خطاياه ويعيد
والندم من دون عزمٍ مثل اكل التراب
ومن يعلمه الخطا ... صار اكبر مستفيد
العذر أشْين من الذنب لو تهوى العتاب
وانت عذرك ذنب ... والذنب لا يمكن يحيد
تدري ان اعذارك تزيد في وقت الخراب
وكل ما زاد الخراب ... اعتذارك لي يزيد
مل قلبي من معاذير منزوع الرقاب
والمطر لا زاد ينضح من السد العتيد
ما هقيت الشوق يفرض مراسيل الكتاب
وما أظن الدمع يغسل خطا جرح الشهيد
لو عرفت الدمع .. ما كان كحّلت الهداب
كان عينك تشتكي من عنى دمعٍ زهيد
ولو عرفت العشق .. ما كان سنّيت الحراب
ما يذوق الجرح من كان في عشقك سعيد
ولو عرفت دواي .. ماكان جرحي فيك طاب
كان كفّك ضم جرحي قبل نزف الوريد
ولو عرفت الآه .. ما كان عجّلت الذهاب
ما يعرف الآه لي ما عرف ضرب الجريد
الاصابع ما تساوت ولو طفت الرحاب
والطبايع ما تشابه تريد .. او .. ما تريد
والثعلب ما يقترب من قطيعٍ الذياب
والردي يبقى ردي ... حتى لو زاد الرصيد
لا تقارن هدّت الحر ... وهداد الغراب
ولا تظم اقوالك لمبدأ الراي السديد
من يدق الباب مرّه بيوصله الجواب
والاشاره تكفي الحر ما تكفي العبيد
ولا انا متحسفٍ يوم ظني فيك خاب
ويوم لاجلك كنت اعني حروفي والقصيد
ولّت آمال الرجى ... ثم اعلنت الغياب
والطعن في الميّت اصلا حرام .. وما يفيد
بس ليتك تستمع دامك بعزّ الشباب
وتفهم الاقوال مني .. لاني ما بعيد
الندم من دون عزمٍ مثل اكل التراب
والخطا من دون عفوٍ مثل قيد الحديد
هادي المنصوري