أحبتي ..
إنَّ الذي يعيش مترقباً للنهاية ..
يعيش مستعداً لها ،..
فيقلُّ عند الموت ..
ندمه وحسراته.

لذا قال شقيق البلخي رحمه الله :
استعد إذا جاءك الموت أن لا تصيح بأعلى الصوت تطلب الرجعة ..
فلا يستجاب لك .

أردت من هذه الموعظة ..
إيقاظ القلوب ..
إيقاظ القلوب من سباتها ..
وزجر النفوس عن التمادي في غيها وشهواتها .

أردت من هذه الموعظة ..
أن يزيد الصالح في صلاحه..
وأن يستيقظ الغافل قبل حسرته وقبل مماته .

لقد رأيت الحياة تمضي مسرعة ..
ومعظم أهلها في غفلة ..
ناس يأتون ..
وآخرون يرحلون ..
أرحام تدفع ..
وأرض تبلع ..
والناس غافلون ..
ولا يستيقظون إلا ..
عند معاينة الموت وسكراته ..
أحبتي ..
إنَّ الحياة على ظهر هذه الحياة موقوتة ..
إنَّ الحياة على ظهر هذه الحياة موقوتة محدودة ..
وستأتي النهاية حتماً ..
سيموت ..
الصالحون ، والطالحون..
ويموت ..
المتقون ، والمذنبون..

ويموت ..

الأبطال المجاهدون ، والجبناء القاعدون..
ويموت ..
الشرفاء الذين يعيشون للآخرة ، ويموت الحريصون الذين يعيشون لحطام ومتاع الحياة..
يموت ..
أصحاب الهمم العالية ، ويموت التافهون الذين لا يعيشون إلا من أجل شهوات الفروج والبطون ..
قال الله جل في علاه : { كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ } ..

وقال : { كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ } ..

ستموت ..
نعم ستموت ..
إنها الحقيقة التي ..
نهرب منها دائماً ..
إنها الحقيقة التي ..
يسقط عندها ..
جبروت المتجبرين ..
وعناد الملحدين ..
وطغيان البغاة المتألهين ..
إنها الحقيقة التي ..
شرب من كأسها ..
العصاة ، والطائعون ..
وشرب من كأسها ..
الأنبياء ، والمرسلون ..

قال الله :{ وَ مَاْ جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الخُلْدَ أَفَإِنْ مِّتَّ فَهُمُ الخَاْلِدُونَ } ..

إنها الحقيقة التي ..
تعلن على مدى الزمان والمكان ..
في أذن كل سامع ..
وفي عقل كل عاقل ..
وفي قلب كل حيّ ..
أنَّ الكل سيموت ..

أنَّ الكل سيموت إلا ذو العزة والجبروت .

قال الله جلَّ َفي شأنه : { كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ } ..

إنها الحقيقة التي ..

لا مفرَّ منها ولا مهرب طال الزمان أو قصر { قُلْ إِنَّ المَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلاقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلِى عَالِمِ الغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ }..

نعم ..
إنه ملاقيكم ..
في أي مكان تكونون ستموتون
أيها القوي ..
أيها القوي الفتيّ..
أيها الذكي العبقري ..
أيها الأمير والكبير..
أيها الفقير والصغير ..
كل باكٍ سيُبكى ..
وكل ناعٍ سيُنعى ..
وكل مذخور سيفنى ..
وكل مذكور سيُنسى ..
ليس غير الله يبقى ..
من علا فالله أعلى ..
اعلم رعاك الله ..
أنه من عاش مات ..
ومن مات فات ..
وكل ما هو آتٍ آت ..
{ مَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ اللهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللهِ لآتٍ } ..
إنَّ حياتك ..
إنما تبدأ ..
بعد مماتك ..

من بريدي

__________________
ومن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلا يخاف ظلما ولا هضما

مشكور يا خ فضل على النقل
تقبل مروري

محمد العتيبي

شكرا لك.

مشكووووووور
وجزاك الله خير وجعله في موازين حسناتك

بارك الله فيك ونفع بك أخوانك وأخواتك

أحسنت
جزاكـ الله خير

جزاك الله خيرآ
يعطيك العافيه على التذكير...

كنت اتوقع أن الموت أبعد مايكون عن عائلتي أو عن شخص أحبه ولكني وجدته قريب وأقرب مايكون ولكننا نتغافله أو نحاول أن لا نتذكره ...
بعد وفاة والدي الغالي رحمه الله عرفت أن للموت وجود وأن كل نفس ذائقة الموت وقتها تذكرت أيام مضت علي وخصوصا في رمضان عندما يحين وقت الفطور وابدأ بالدعاء فكانت دعواتي دائما" أن يطيل الله في عمر والدي ووالدتي ... وأخرها في شهر رمضان الفائت كنت أكثف الدعاء لوالدي لأنه كان مريض ولكن لم يكن مرضه لاشفاء منه وكان لدي أمل في شفائه وأن يعود لنا كما كان ولكن تدهورت حالته الصحية فجاه وكان يذكر الموت على لسانه من بداية دخول رمضان كنت أبكي بشده عندما أسمع كلمة الموت منه ....
فجأه وفي يوم فضيل وهو يوم الجمعه رحل الغالي رحل عني وعن أمي وعن أخوتي جميعا ... كانت أخر كلمة سمعتها منه (توصيه منه علي وعلى زوجي بأن اننتبه على حفيده الذي أسميته بأسمه... وقبلة منه لأبني الذي دوما سيذكرني بوالدي رحمه الله)
لقد امنت بالموت بعد رحيله عنا وأصبحت أدعي بأن يحسن الله خواتمنا ويجعل أخر ماينطق منا في هذه الدنيا شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله ...
شكرا على هذا الموضوع وااسف على الاطاله ...