05-12-2008, 11:51 PM
|
Guest
|
|
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 240
معدل تقييم المستوى: 0
|
|
شـــائــــــعـة أطــــاحـــت بأســـعــارهــــــا
شـــائــــــعـة أطــــاحـــت بأســـعــارهــــــا
أصـحــــاب المـــعـارض: سوف نقاضي المتسـبب في تكدس السـيــارات
حسين الحجاجي - جدة ، تصوير: غازي عسيري
تضرر بعضهم، وتوقف البيع عندهم والشراء وأصبحوا يأتون لكي يعودوا أدراجهم بلا محصلة مثلما كانوا من قبل.. ركود يعتري سوقهم، والسبب كما يقول بعضهم هو خبر صحفي لم يكن صادقا كما وصفوه.. في حين يستغرب بعضهم من حالة الكساد هذه ، وقبض الناس على السيولة النقدية ريثما تنجلي الأمور.. هذه فئة بينما انشغلت فئة أخرى في هموم بعيدة كل البعد عن السوق ، وحركة السوق وباتت تبحث عن متنفس للحديث معنا لعل هذا البوح يزيح عن كاهلها ثقل تلك الهموم ..
سوق لا ثبات له
أحمد عبد الله المسعودي (49 عاما) يقول: هذه مهنتي منذ أن كان عمري 17 عاما، فقد كنت أعمل لدى صاحب معارض في فترة الإجازة ثم بعدما وجدت نفسي غير قادر على مواصلة الدراسة تركتها تفرغا لهذه المهنة، الجميل أن والدي لم يحاول التدخل في قراري فقد أتعبته من كثرة ما يطلب من إدارة المدرسة نظرا لغيابي المتكرر أردت أن أريح المدرسة والوالد فعزمت على العمل بصورة دائمة مع صاحب ذلك المعرض الذي أسعده قراري نتيجة لما لمسه مني من مثابرة في إدارة المعرض وبيع وشراء السيارات..صاحب المعرض ترك لي المعرض وسلمني كل شيء فيه وقام بفتح معرض آخر في الطائف وهكذا بدأت مسيرتي في عالم «الشريطية»..
كونت صداقات كثيرة ولدي علاقات مميزة ولله الحمد ، كل هذا كان بفضل أنني أتعامل بأمانة مع كل من يلجأ إلي لدرجة أن البعض يتصل بي هاتفيا ويطلب السيارة التي يريدها، وكل ما أحتاجه بعض الاتصالات مع زملائي في المعارض الأخرى ، وتنتهي المسألة. لكن هناك مشكلة كبيرة وهي أن سوق السيارات مثل سوق الأسهم «يوم طالع وأيام نازل» والحقيقة أنني ربما اشتريت كمية من السيارات الأمريكية متوقعا ارتفاع أسعارها أجدها بعد أيام تنخفض وهذا يسبب لي خسارة كبيرة فمشكلة السيارات عموما أنها لا تحتمل حيث أنها تعتمد على الموديلات..
فالموديل كلما مرت عليه سنة يعني انخفاضا في السعر، وكلما تم البيع بفترة قصيرة أثناء سنة الموديل كلما كان ذلك أفضل ربحا، بالنسبة لي لقد تزوجت ولله الحمد ولدي أربعة من الأبناء جميعهم لم أحاول أن أجعلهم يتوجهون لسوق السيارات بل شجعتهم للالتحاق بالوظائف الحكومية، لكن هذا لا يمنع أن يأتوا هنا من باب تحسين الدخل فمن المعروف أن راتب الوظيفة محدود ولا يمكن أن يغطي كل تكاليف الحياة، ولهذا من يستطيع منهم المجيء فلا أمنعه أما أن يتفرغ فهذا ما أرفضه لهم..
حادثة صديقي كانت خيرا
مبروك حميد الحربي 52 عاما يؤكد أنه لم يأت للعمل في حراج السيارات إلا نتيجة مشكلة مالية تعرض لها صديق حميم له قائلا: هذا رجل من الرجال الذين أعتز بهم له مواقف معي، وذات يوم تعرض إلى حادث، وكان معه ركاب مات منهم واحد، وكان هذا قبل تطبيق التأمين على السيارات، وكان بحاجة إلى تسديد الدية، ولهذا بقي في السجن فترة حاولت خلالها أن أجمع له من أهل الخير والأصدقاء لكن أحوال الناس أيضا هي الأخرى صعبة وأذكر يومها أنني بعت سيارتي وسيارة أبني من أجل أن أساهم معه في شيء ولو بسيط، بل لن تصدقني إذا ما قلت لك إنني بعت ثلاثة من مكيفات أبنائي، وجئت إلى هنا لعلي أحصل ولو على بعض المال من عملي «كشريطي» ومن هنا فتح الله علي بالعمل، و وجدت الخير ولله الحمد المهم أنني تمكنت من جمع ثلاثة أرباع الدية وقام جماعته وبعض أصدقائه من جمع الباقي، وهكذا خرج الرجل بعد تسديد الدية لكنه أمتنع أمتناعا كاملا عن العمل بسيارته في الخطوط الطويلة و لهذا أقترحت عليه العمل معي في حراج السيارات، وفعلا عملنا سويا حتى أصبح عندنا ولله الحمد ثلاثة معارض تعمل بشكل ممتاز..
ويستغرب الكثير من أحبابنا هذه الشراكة الطويلة بيننا، ويستغربون أنه لم يحدث أي خلاف بيننا لغاية الآن، ولن يحدث بإذن الله طالما النوايا سليمة والعلاقة بيننا أكثر من أخوة . حتى أنني زوجت أحد أبنائي من إحدى بناته وهو زوج ابنه الكبير من أبنتي الكبرى و لا مشاكل بيننا، كل هذا حدث كما قلت لك نتيجة النوايا الطيبة وسلامة الصدور.
ولا يتردد صادق محمود البيشي 34 عاما عن القول: إنه لازال يفكر لغاية هذه اللحظة بالتوقف عن العمل في حراج السيارات ومعارضها ، لأنه لم يجد أن التعب المبذول في هذا المكان يأتي بما يناسبه من العائد المادي، ويضيف : المشكلة أن العمل هنا ليس مربحا دائما،ربما تشتري صفقة سيارات لكنك لا تجد من يسألك عنها، وتظل واقفة في المعرض وتحتل مكانا وأجرة تحسب عليك يوميا..فإيجار المعارض مكلف جدا، وإذا لم تتمكن خلال فترة الإيجارات من جمع القيمة فهذا يعني أنك تقع في أزمة صعبه. وصدقني حتى هذه اللحظة لم أتمكن من الزواج، تخيل و عمري الآن ( 34 عاما ) ولازلت أجد صعوبة في ترتيب موضوع زواجي بالشكل الذي أتمناه.
فما أن أجمع مبلغا حتى أجد نفسي مضطرا أمام حركة السوق إلى دفعه وتسديده لدين متأخر أو إيجار وهكذا منذ ما يقارب الثلاثة عشر عاما وأنا على هذا الحال.
يتدخل محمد عواض الثبيتي قائلا: المشكلة أن سوق السيارات هنا يتأثر بأية إشاعة، يرتفع و ينخفض نتيجة لتقرير صحفي أو خبر غير مسؤول تماما مثلما هوحادث معنا هذه الأيام..
فأحد الصحفيين هداه الله في صحيفة معينة كتب أن السيارات الأمريكية سوف تنهار أسعارها بعد الحج..للأسف في الوقت الذي كنا نسعى فيه إلى بيع العديد من السيارات التي قمنا بإحضارها من أمريكا من أجل موسم الحج جاء هذا الصحفي وبدون مصداقية نشر ذلك الخبر الأمر الذي أدى إلى توقف حركة البيع لهذه السيارات.
الآن لدينا عدد كبير من هذه السيارات التي أحضرناها خصيصا لموسم الحج كعادتنا في كل عام ، ولم نفرح بالإفراج عنها من الميناء وسحبها إلى المعرض حتى فوجئنا بذلك الخبر الذي دمر كل شيء وصدقني لم نبع منها سيارة واحدة وهذه خسارة كبيرة جدا علينا لأنني سوف أضطر إلى دفع قيمة وقوفها كل هذه المدة في المعرض، وإلى التعرض للخسارة بسبب أن قيمتها سوف تنقص كلما زاد عدد الأيام عن سنة الموديل.
في مثل هذه الحالة ماذا نفعل؟! أليس من المفترض أن يحاسب هذا الصحفي الذي يبث أخبارا لا تحمل شيئا من المصداقية أو التثبت؟
الحقيقة أننا بصدد تقديم شكوى فيما لو وجدنا الضرر كبيرا و عاد علينا ذلك الخبر بخسائر لا نتحملها..ويشاطره الشيخ سعد شايق 65 عاما بقوله: لدي حوالى أربع سيارات أحضرتها من أمريكا لم أستطع بيع واحدة منها، وذلك لأن عرضها للبيع لم يأت بالسعر الذي يتناسب مع قيمتها بل إن القيمة المدفوعة لم تصل حتى إلى (رأس المال) أوقيمة تكليف إحضار السيارة إلى المملكة وهذا نتيجة لتلك الشائعة التي أثرت بصورة حادة على حركة البيع والشراء هنا.
هذا هوحال السوق فأنا منذ زمن طويل ولم أشهد تأثرا بأخبار الصحافة مثلما شاهدته الآن!.
سعر 40 % إشاعة
يتدخل الشاب عبد الله سعد الدوسري 34 عاما بقوله: هذه هي المشكلة، استماع الناس لأي إشاعة تأتي من هنا أوهناك فتصور أن حركة السوق الآن متوقفة لا بيع ولا شراء وذلك لأن بعض الناس سمع أن السيارات سوف تنخفض بحدود ( 40 %) من قيمتها وهذا غير صحيح ولا يمكن تصديقه أبدا .
سيارة أحضرها وتكلفني حوالى ستين ألفا مثلا هل يعقل أن أبيعها بحدود تلك النسبة مستحيل لكن الناس أحجمت عن الشراء تبعا لهذا الموقف .
ففي العام الماضي وفي مثل هذه الأيام كان حراج السيارات لا يكاد يتوقف عن الحركة وتجري عملية البيع والشراء بصورة متواصلة الآن يمكنك أن تشاهد خلو السوق من الحركة في أيام الاسبوع بل وحتى نهاية الاسبوع حيث أن الحركة بسيطة ولا تقارن بالفترة الماضية، لكن مع الأيام مصير الناس تعرف الحقيقة وتدرك أن الوضع بالكامل لم يكن سوى مجرد كلام!.
هذا العامل سرقني
ويبتعد عتيق مصلح المحمادي 59 عاما عن أجواء البيع والشراء ساردا هما مختلفا بقوله :كنت سائق شاحنة من قبل لم أترك مدينة من مدن المملكة إلا وتوجهت إليها، وقد توقفت عن قيادة الشاحنات بعدما ضعف بصري، وأصبحت لا أستطيع القيادة أثناء الليل تحديدا ولهذا تركت هذا العمل وتوجهت في بداية الأمر للعمل مشاركة مع أحد الأشخاص بفتح معرض للسيارات لم يلبث أن تعرض لخسارة فادحة بسبب أستغلال أحد العمال ممن وثقنا فيه وتمكن من النصب والتحايل ثم الفرار وهذا أربكنا وأوقعنا في مشكلة كبيرة، لم أزل وشريكي نعاني من نتائجها لغاية هذه اللحظة أضطررنا لتصفية المعرض لتسديد بعض تلك الالتزامات المالية (وخرجت ورفيقي من المولد بلا حمص) كما يقولون .
الآن كما ترى أعمل (كشريطي) على أمل أن أتمكن من العودة مرة أخرى لاستئجار معرض للسيارات، لكن هذه المرة بلا أي عمالة فوالله لم أعد أثق في هؤلاء الناس نتيجة للموقف الذي لم نتوقعه من ذلك العامل الذي وثقنا به لدرجة أنني كنت أعتبره واحدا من أبنائي.
سوف أعمل بنفسي و إن أضطر الأمر فسوف أستعين بأبنائي وأبناء رفيقي إذا أراد العمل معي.
والمسألة لم تكن فقط عملية النصب التي تعرضنا لها من قبل ذلك العامل بل وجدنا أنه كان منذ البداية يعمل لصالحة تماما فهو يبيع ويشتري في كثير من السيارات، ويدخل قيمتها في حسابة وليس حساب المعرض.
فعل هذا بكل هدوء وقد ساعده أنني ورفيقي كنا نصدقة عندما يدعي أن تلك السيارة الغريبة التي تقف في المعرض تخص قريبا له أوصديقا ولم يخطر ببالنا أنها سيارة يتم بيعها بعيدا عن المعرض وبعيدا عن حسابات المعرض هذا خلافا «للبخشيش» الذي كان يطالب به بعض من يأتي لسيارة ما فهو يدعي أنه سوف يساعدهم في قيمة السيارة، ويأتي لهم بسعر مخفض فالسيارة التي تكون قيمتها محددة من المعرض بـ60 ألف ريال يرفع سعرها ويقول لهم بأن سعرها 77 ألفا ليشترط عليهم في هذه الحالة مبلغا من المال نظير بيعها لهم بـ60 ألف ريال، وكل هذه حيل مرت على المشترين مثلما مرت على كصاحب المعرض.
رفد الزواج أكثر من قيمة السيارة
ويجزم فهد معلا الصبياني 57 عاما قائلا: البعض يعتقد أن كل من يعمل كصاحب معرض أوشريطي مليونير في حين أكاد أجزم لك أن الغالبية من هؤلاء هم أناس كبقية الناس، لهم من الظروف والأزمات ما تجعل بعضهم مديونا لسنوات طويلة من عمره، وسوف تسألني لماذا أنا متأكد من هذا فأقول لك:القضية بسيطة وأعتقد أن أحدهم قد ذكر لك أن سوق السيارات مثله مثل سوق الأسهم لا وقت معين لارتفاع اسعارها أو انخفاضها.
العملية تكاد تكون كل يوم بيومه، اليوم عرض السيارة يعتبر عرضا لا يخدم أصحاب المعارض والسبب كثرة السيارات المعروضة..لدي سيارة موديل ( 1998 ) متوقفة منذ ست سنوات لم أجد حتى الآن من يشتريها فكلما أتى شخص دفع فيها قيمة أقل من قيمة الشراء وأنا أعرف أنها تتجه نحوسعر أقل فأقل.
ولهذا في كل مرة كان يأتني سعر أقل من السعر الذي قبله، ولهذا قررت التخلص منها فما وجدت إلا أن أهديها لأحد أبناء العمومة ظروفه المادية صعبة جدا أهديتها له بمناسبة زواجه لأنه لم يكن لدي أمكانية أن أدفع له (الرفد كاش) ففضلت أن أعطية هذه السيارة وبقيت معه حتى العام الماضي حيث باعها بسعر يقل ثلاثة آلاف ريال عن سعرها الذي اشتريتها به.
ركود ما بعده ركود
أما الشيخ ناصر جزاء القحطاني 68 عاما فيعتقد أن وكلاء السيارات أستغلوا موضوع إشاعة ( 40 %) هذه لكي يرفعوا قيمة السيارات قائلا: لم تكد تسري هذه الشائعة حتى وجدها بعض وكلاء السيارات فرصة لرفع أسعارها بنسبة تتراوح ما بين ( 10 % -20 %) وهذا كله دفع السوق إلى ركود صعب. وقد ترتب على هذا الركود توقف أعمال المعقبين ومحلات الورش وقيام العديد من المعارض بتسريح العمالة والموظفين لدرجة أنني شخصيا وكصاحب معرض وصلت الى مرحلة أنني على استعداد لبيع بعض السيارات ليس برأس مالها وإنما أيضا بنقص ألف ريال أو ألفين. فما يعيشه سوق السيارات بسبب مثل ذلك الخبر الصحفي الذي لا أشك أن العديد من الزملاء قد تحدثوا لك عنه هو ما دفع بحالة السوق إلى هذا الحد.
|