المواجهة الأولى (الجزء 3)
وصلنا قبل زبون ال1000 ،، مجمع فخم ، بوابات الكترونية على مداخل المبنى ، و قفل الكتروني على باب الشقة ،، دخلنا الشقة الفارهة ، شاشة LG جديدة قيمتها 7000 ريال تنتظر طلاق الشاشة القديمة و نزولها من حامل الجدار ،، كان عادل يترقب الصقور ، الضباع الطائرة ،، سيراهم أخيرا ،، لم يطل انتظارنا ، جاء الاثنان ،، عرفهم من لهجتهم ،، هكذا إذن ،، جيراننا السعداء !!! ،، يحاربوننا هناك و يحاربوننا هنا ! ، أخذوا يدورون حول الشاشة و كأنهم يفحصونها ، الشاشة جديدة بأكياسها ، رغم ذلك ظهرت خيبة الأمل على وجوههم :
- الخط أكبر مما توقعناه ، موديل الشاشة قديم ،، الألوان غير واضحة ،،
فغر عادل فاهه ،، كل ذلك كذب ، ابتسمت ،، ضربته بمرفقي و انحنيت نحو أذنه:
- أسلوب التعييب
قطب صاحب الشاشة جبينه ، لم يبد مقتنعا بكلامهم ،،
-سندفع لك 400
- ماذا؟!!! ،، لكنكم قلتم ستدفعون 1000 ريال ،،
- صحيح ، لكن الشاشة لا تستحق 1000 ، و نحن جئنا من مكان بعيد ،، سندفع 400 ريال
هز رأسه بالنفي ،، رفع أحدهما صوته :
- يا عمي جئنا من مكان بعيد ، خلاص سهلها و لا تصعبها ،، لن يشتريها أحد بمثل سعرنا ، لا تضع الفرصة
غمزته ثانية :
- أسلوب الترهيب ، إذا كان الزبون مترددا أو ضعيف الشخصية سيبيع
نظر لهم صاحب الشاشة بغضب ،، فانبرى الثاني مقتربا منه و ممسكا بكفه :
- شاشتك حلوة و ما فيها شيء لكن الصراحة ما معنا إلا 400 ريال و الباقي اشترينا به دواء لأمنا المريضة ،، تكفى يا عمنا انت كريم و نحن نستاهل، لا تردنا ،،
تمتمت و انا اغمز لعادل بعيني :
- اسلوب الشحاذة
أمرهم صاحب الشاشة بالخروج ،،
- خربتم البيعة علي و الآن يقل أدبكم و تشحذوا ،، ضيعتم وقتي على الفاضي ،، يالله مع السلامة ،،
ابتسم عادل :
- ما قصر فيهم
- ولا يهز فيهم شعرة! ،، وجوههم مغسولة بمرق ،، هذا أسلوبهم في التجارة ،،
- إنهم آفة
- آفة لكنهم يسيطرون على تجارة الأثاث المستعمل للأسف ،،
بمجرد خروجهم ، نظر صاحب الشاشة نحونا بأسف :
- أنا خجلان منكم ،،
- لا تخجل أخوي و لا شيء ، هذا حلالك و انت حر فيه ،،
كانت الاتصالات لا تتوقف على جواله ، بقية العصابة تحوم ، خسر فردان و لا زال في الجعبة 100 ،، سيرفعون السعر تدريجيا ، و سيصابون بالجنون لو طارت الشاشة منهم ،، وضع صاحب الشاشة جواله على الصامت ،،
- الشاشة حلالكم ب 500
ملخص :
نجحنا في بيع الشاشة ب 1200 ريال ، كان للنصر لذتين، مادية و معنوية،، لقد مرغنا أنف الصقور في التراب!