21-07-2021, 07:02 PM
|
عضو جديد
|
|
تاريخ التسجيل: Jun 2021
المشاركات: 18
معدل تقييم المستوى: 8
|
|
رد: كنت تاجرا في موقع حراج
مفاجأة سعيدة (2)
واجهة العمارة من الرخام الأسود البراق ، السيارات الواقفة في مرآب العمارة فخمة أو حديثة الموديل ، الحارس يراقب بعين يقظة ، لاحظنا و شاهد الدباب و هو يتوقف معنا فتحرك في كرسيه بانزعاج .
بهو العمارة بارد بفضل التكييف المركزي، صعدنا للدور الخامس ، الشقة مشرعة الباب و صاحبها يستضيف عمال الزل ، أشار لنا ،، دخلنا ، السير كما في صورة ، لم أر حاجة لتجريبه ، تقييمي السريع أن صاحب البضاعة مقتدر ماليا و ليس متحايلا ، شاهدت في الممر ثلاجة فسألته :
- للبيع ؟
أومأ برأسه :
- نعم ، لم أنو بيعها لكن حجمها لم يناسب المطبخ
-و بكم تريد بيعها ؟
هز كتفيه باستهانة :
- بأي سعر ، كم معك في جيبك ..
فتشت قليلا ثم جمعت ما وجدت و قلت له بحرج :
- ٣٠٠ ريال لكن عندي بطاقة الصراف لو أردت فسأ..
- الله يبارك لك ..
قاطعني و هو يمد يده فسلمته النقود قائلا بامتنان :
-الله يجزاك خير ، ما قصرت
ناداني و أنا أدفع السير ..
- اسمع ، ممنوع إنزال البضاعة من المصعد ..
- و لو حاولت ؟
ضحك ..
-صاحب العمارة متشدد في هذه المسألة ..جرب حظك !
لم نكد نصل للمصعد حتى وجدنا الحارس منتصبا أمامه يسد الطريق ، فاوضناه ، لكنه رفض ، حاول عادل أن يخرج مبلغا ماليا فهز ذراعيه بالرفض هاتفا و هو يشير لرقبته :
- لقد ضربني صاحب العمارة قبل أيام عندما وجد خدشا في المصعد !
انفجر صاحب الدباب النحيل في نوبة غضب مفاجئة فصرخ عليه و شتمه ، لم يرد الحارس بل أمسك بتلابيبه و كاد يبطش به لولا تدخلنا ،، و هكذا بدأنا رحلة إنزال السير من الدور الخامس .
تقطعت أنفاسنا ، فاض العرق و وانهمر ،تعثرنا عدة مرات ، توقفنا عدة مرات ، شتمنا أثناء ذلك صاحب العمارة ، شتمنا الحارس، همسا بطبيعة الحال،عدنا بعد مرور وقت طويل ، استغرب صاحب البضاعة تأخرنا ، أخبرناه أننا قمنا بإنزال السير من الدرج فضحك ،، و حرك يديه متسائلا :
- ولماذا المعاناة؟؟!!
لم نفهم فدخل إلى الشقة و دخلنا برفقته ، كان حسن يتجاذب أطراف الحديث مع بني جلدته ، ناداه فأقبل علينا ، يكاد يسد مدخل الباب من ضخامته ، أشار إليه :
- هذا صاحب دباب اسمه حسن، لقد قام بحمل الثلاجة على ظهره صعودا ، أما المسكين الذي معكم فسيموت في منتصف الطريق أو تموتون لو حاولتم إنزال الثلاجة بأنفسكم !
اعطينا عامل الدباب النحيل أجرته و صرفناه، أخرجنا الرفوف الداخلية حتى لا تتكسر أثناء النقل، انحنى حسن قليلا، أمرنا برفع الثلاجة و إسنادها على ظهره، و لم أصدق عيني عندما انطلق بها نزولا !
***
عدنا من غزوتنا المظفرة ، الذهول يكتسي وجه عادل :
- لا أصدق قصة الثلاجة !، أفضل نوع في السوق ، موفرة للطاقة ، بابين ، سعرها لا يقل عن ٤٠٠٠ ، شبه جديدة ، و تأخذها ب ٣٠٠!
- لقد رأيت دهشة في وجهه عندما رآنا أول الأمر ، أدرك أننا شباب سعوديين نتاجر في الأثاث ، أعجب بسماحتنا في التفاوض ،
لم نجفف ريقه على كل ريال كما يفعل الصقور الذي جاؤوا من بلاد تمجد السرقة و الخداع و التدليس و ترى في ذلك دهاء و شطارة ،نعم ، لقد تعاطف معنا ، لقد أهداها لنا في واقع الأمر .
……………..
ملخص :
تم بيع الثلاجة ب ١٦٥٠ ريال
تم بيع السير ب ١٤٠٠ ريال
أعتذر عن تأخري في طرح الحلقات ،، أرجو أن أكون أكثر انتظاما معكم في الأسابيع القادمة إن شاء الله ،، و كل عام و أنتم بخير
|