17-12-2008, 03:49 PM
|
عضو مهم
|
|
تاريخ التسجيل: Oct 2008
المشاركات: 241
معدل تقييم المستوى: 34
|
|
( غرباء في الوطن ) 2
أشكر كل من مر على الموضوع ( غرباء في الوطن ) وأدلى برأيه وقد تمحورت الآراء على قلة راتب السعودي بينما راتب الأجنبي مجزي للغاية . ولكن لم تناقش الجوانب الأخري .
دعوني أورد لكم قصتين حدثتا في قطاع الخطوط السعودية وكانت في زمنين مختلفين :
القصة الأولى : أعرف شخصاً سعودياً تعلم في المملكة ثم أكمل تعليمه الفني في أمريكا وعاد ليباشر عمله في الخطوط السعودية وصادف وقت مباشرته تعيين ( أمريكي ) معه في القسم وقد عرف مؤهلاته وخبرته وهو يفوقه مؤهلاً وخبرة . ولكن فارق الراتب شاسع جداً . وقد طالب بمساواته أقل تقدير فلم يجب له الطلب .
مما حدا به أن حزم أمتعته مرة أخرى وعاد إلى أمريكا فتوظف هناك وتزوج بأمريكية أسلمت على يده وأنجبت له ثلاثة أولاد ومكث ثمانية عشر سنة هناك . وعندما إحتاجته الخطوط السعودية طلبت منه العوده . فعاد مرفوع الرأس وعمل كبيراً للمدراء في صيانة الخطوط السعودية بجدة . ثم مديرا عاما لخطوط السلام بالرياض حتى تقاعده . أما أولاده فهم طيارون في الخطوط السعودية وفقهم الله .
القصة الثانية : صديق لي يعمل مسؤولاً في صيانة أحدي مطار المملكة . وضمن طاقم الفنيين لديه ( فني من الجنسية الهندية ) ولم يكن على قدر كاف من المسؤولية الفنية . وضاق به ذرعاً ورفع بإسمه إلى صيانة المنطقة الغربية مطالباً إنهاء عقده لعدم كفاءته . وبعد مضي أسبوعين يصله فاكس ويحمل المفاجأه ( تم تعيينه بمرتبة فنية أعلى بمحطة ينبع وبراتب يتجاوز 9000ريال ).
لا أحد ينكر أن المملكة اعتمدت على الأيدي العاملة الأجنبية منذ تأسيسها وذلك لعدم وجود من يعمل من الشعب السعودي على إيجاد بنية تعليمية وخدماتية متطورة. ولكن بعد أن انبثقت كوكبة المتعلمين وانتشروا في أرجاء المملكة كل حسب تخصصه تغيرالحال وأصبح أبن الوطن يشار إليه بالبنان بفضل الله ثم بفضل تمكنه المبني على تحصيله العلمي وجهده المتميز .
ولكن مازالت ظاهرة تفضيل الأجنبي على أبن الوطن تعبر أرجاء الوطن شمالاً وجنوباً شرقاً وغرباً , مولدةً في نفوس أرباب العمل الإحباط من عدم قدرة أبن الوطن على إنجاز الأعمال المرتبطة بشركاتهم ومؤوسساتهم .
ونتج عن ذلك الدور السيء الذي ينتهجه مجموعة من الأجانب للحيلولة دون إنخراط الشباب في الأعمال التي يقومون بها .
ومما سبق نستنتج من القصتين مايلي :
1/ مسؤولية النهوض بالشباب وتحقيق مقاصدهم وبناءهم البناء الفعال من أجل خدمة الوطن غير متوفره في وطننا الغالي .
2/ المسؤولين في كافة قطاعات الدولة هم أناس يتحملون الأمانة ولكن غاب عنهم وربما تجاهلوا الوقوف بجانب الشباب وشد أزره وتشجيعه وتمكينه من خوض غمار الأعمال الخدماتية . وجعلوها محصورةً في أيدي الأجانب .
3/ إستمرار الحال على ماهو عليه ولد تجمع بشري هائل يعد بالملايين والبلد غني عنهم .
4/ واقع الحال يدل على رفض بناء الشباب وعدم الإهتمام بهم وتهميشهم بأريحيه على مدار السنين بقصد كسر الآمال المتأججه في قلوبهم . وإذا طال بهم الزمن نسوا ذلك . ولكن هذا قد يمر على شبابنا وغبه يولد الظلم لهم .
5/ ماحصل لشبابنا من ظلم وهضم للحقوق يولد الحسرة . لعدم وجود من يقف معهم ويوازرهم . ولكن الأجنبي عندما يشعر بهضم حقوقه دون مرحلة الظلم تكون النصرة والمؤازرة له وتأتي من أبناء جلدته المتمركزين في أرجاء المملكة . ومن هو محتضنه من أرباب العمل .
· عدم وجود هيئة تدافع عن حقوقهم التي سلبت من تحت أقدامهم وهم ينظرون بحسرة وبؤس .
· وقد ذكرني حالهم بقول الإمام الشافعي رحمه الله :
تموت الأسود في الغابات جوعاً
ولحم الضان تأكله الكلاب
وعبد قد ينام على حرير
و ذو نسب مفارشه التراب
|