تأسس الموقع عام 2006
Site was established in 2006


ديوان حلول البطالة

موقعنا والإعلام

حلول البطالة الإمارات

هل أنت مسؤول توظيف ؟

تسجيل الدخول
العودة   حلول البطالة Unemployment Solutions > مرآة الواقع > إستراحة الأعضـاء

الملاحظات

كل مقالات منقوله هناء

إستراحة الأعضـاء

مع المصطفى صلى الله عليه وسلم إذا سألت فسأل الله د/ خالد سعد النجار عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من أصابته...

أضف رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1 (permalink)  
قديم 26-12-2008, 11:54 PM
عضو نشيط
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 184
معدل تقييم المستوى: 33
ضحايا أيه بي في يستحق التميز
Post كل مقالات منقوله هناء

مع المصطفى صلى الله عليه وسلم
إذا سألت فسأل الله
د/ خالد سعد النجار

عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من أصابته فاقة فأنزلها بالناس لم تسد فاقته ، ومن أنزلها بالله أوشك الله له بالغنى ، إما بموت عاجل أو غنى عاجل ) (1)
من أجل مقاصد الشريعة الإسلامية صيانة شخصية المسلم عن التبذل ، وحفظ ماء وجهه عن المهانة ، وهذا منبثق من عقيدة صافية خالصة تربط المسلم دائما بالله القدير ، في السراء والضراء ، والعسر واليسر ، والمنشط والمكره ... لأنه تعالى الغني بإطلاق ، المعطي المانع ، الضار النافع ، الخافض الرافع ، القوي الجامع
فالمؤمن في دوحة الإسلام قلبه معلق بالسماء ، إذا سأل سأل الله ، وإذا استعان استعان بالله ، هو تعالى حسبه وعضده ونصيره به يصول وبه يجول وبه يقاتل
( من أصابته فاقة ) أي حاجة شديدة وأكثر استعمالها في الفقر وضيق المعيشة ( فأنزلها بالناس ) أي عرضها عليهم وأظهرها بطريق الشكاية لهم وطلب إزالة فاقته منهم ، وخلاصته أن من اعتمد في سدها على سؤالهم ( لم تسد فاقته ) أي لم تقض حاجته ولم تزل فاقته ، وكلما تسد حاجة أصابته أخرى أشد منها ، لتركه القادر على حوائج جميع الخلق الذي لا يغلق بابه وقصد من يعجز عن جلب نفع نفسه ودفع ضرها ( ومن أنزلها بالله ) بأن اعتمد على مولاه ( أوشك الله ) أي أسرع وعجل ( بالغنى ) أي اليسار ( إما بموت عاجل ) قيل بموت قريب له غني فيرثه ، ولعل الحديث مقتبس من قوله تعالى { ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب ، ومن يتوكل على الله فهو حسبه } الطلاق 2-3( أو غنى ) أي يسار ( عاجل ) أي بأن يعطيه مالا ويجعله غنيا (2)
وسؤال الله تعالى وحسن الالتجاء إليه مع الاستعفاف عن سؤال الناس أصل عظيم من أصول الدين شواهده كثرة من الكتاب والسنة ، قال تعالى { لِلْفُقَرَاء الَّذِينَ أُحصِرُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ لاَ يَسْتَطِيعُونَ ضَرْباً فِي الأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاء مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُم بِسِيمَاهُمْ لاَ يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافاً وَمَا تُنفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللّهَ بِهِ عَلِيمٌ } البقرة 273 قال المفسرون : ( يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ ) أي بحالهم (أَغْنِيَاء مِنَ التَّعَفُّفِ ) أي من أجل تعففهم عن السؤال والتلويح به قناعة بما أعطاهم مولاهم ورضا عنه وشرف النفس ( تَعْرِفُهُم بِسِيمَاهُمْ ) بما يظهر لذوي الألباب من صفاتهم ، قال السدي : هي أثر الفاقة والحاجة في وجوههم وقلة النعمة ( لاَ يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافاً ) الإلحاف : الإلحاح وهو اللزوم وأن لا يفارق إلا بشيء يعطاه ، وقيل معنى الآية : إن سألوا سألوا بتلطف ولم يلحوا فيكون النفي متوجها إلى القيد وحده ، والصحيح أنه نفي للسؤال والإلحاف جميعا فمرجع النفي إلى القيد ومقيده كقوله { ولا شفيع يطاع } غافر 18 وفيه تنبيه على سوء طريقة من يسأل الناس إلحافا واستحباب المدح والتعظيم للمتعفف عن ذلك ، قال ابن عبد البر : من أحسن ما روي من أجوبة الفقهاء في معاني السؤال وكراهيته ومذهب أهل الورع فيه ما حكاه الأثرم عن أحمد بن حنبل وقد سئل عن المسألة متى تحل ؟ قال : إذا لم يكن عنده ما يغديه ويعشيه على حديث سهل بن الحنظلية . قيل لأبي عبد الله : فإن أضطر إلى المسألة ؟ قال هي مباحة له إذا اضطر . قيل له : فإن تعفف ؟ قال ذلك خير له ، ثم قال : ما أظن أحد يموت من الجوع ، الله يأتيه برزقه ثم ذكر حديث أبي سعيد الخدري ( ومن يستعفف يعفه الله ) وحديث أبي ذر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال له ( تعفف ) (3) قال أبو بكر : وسمعته يُسأل عن الرجل لا يجد شيئا أيسأل الناس أم يأكل الميتة ؟ فقال : أيأكل الميتة وهو يجد من يسأله هذا شنيع ، قال وسمعته يسأل : هل يسأل الرجل لغيره ، قال : لا ولكن يعرض كما قال النبي صلى الله عليه وسلم حين جاءه قوم حفاة عراة مجتابي النمار فقال ( تصدقوا ) ولم يقل أعطوهم (4)، وقال ( ألا رجل يتصدق على هذا ؟ ) (5) قال أبو بكر : قيل له [ يعني أحمد بن حنبل ] فالرجل يذكر الرجل فيقول إنه محتاج فقال : هذا تعريض وليس به بأس إنما المسألة أن يقول أعطه ، ثم قال : لا يعجبني أن يسأل المرء لنفسه فكيف لغيره والتعريض هنا أحب إلي . وقال إبراهيم بن ادهم : سؤال الحاجات من الناس هي الحجاب بينك وبين الله تعالى فأنزل حاجتك بمن يملك الضر والنفع وليكن مفزعك إلى الله تعالى يكفيك الله ما سواه وتعيش مسرورا (6)
وقال صلى الله عليه وسلم ( ليس المسكين الذي ترده التمرة والتمرتان ولا اللقمة ولا اللقمتان إنما المسكين الذي يتعفف واقرءوا إن شئتم يعني قوله { لا يسألون الناس إلحافا } ) (7) ( لا تزال المسألة بأحدكم حتى يلقى الله وليس في وجهه مزعة لحم ) (8) ( المسائل كدوح يكدح بها الرجل وجهه فمن شاء أبقى على وجهه ومن شاء ترك إلا أن يسأل الرجل ذا سلطان أو في أمر لا يجد منه بدا ) (9) ( من سأل شيئا وعنده ما يغنيه فإنما يستكثر من جمر جهنم قالوا : وما يغنيه؟ قال : قدر ما يغديه ويعشيه ) (10) (من استغنى أغناه الله ومن استعف أعفه الله ومن استكفى كفاه الله ومن سأل وله قيمة أوقية فقد ألحف ) (11) وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن ناسا من الأنصار سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعطاهم ثم سألوه فأعطاهم حتى إذا نفد ما عنده قال ( ما يكن عندي من خير فلن أدخره عنكم ، ومن يستعفف يعفه الله ، ومن يستغن يغنه الله ، ومن يصبر يصبره الله ، وما أعطي أحد من عطاء خير وأوسع من الصبر ) (12)
يقول ابن الجوزي : لما تلمحت تدبير الصانع في سوق رزقي بتسخير السحاب وإنزال المطر برفق والبذر دفين تحت الأرض كالموتى قد عفن ينتظر نفخة من صور الحياة فإذا أصابته اهتز خضرا ، وإذا انقطع عنه الماء مد يد الطلب يستعطي وأمال رأسه خاضعا ولبس حلل التغير ، فهو محتاج إلى ما أنا محتاج إليه من حرارة الشمس وبرودة الماء ولطف النسيم وتربية الأرض ، فسبحان من أراني كيف تربيتي في الأصل
فيا أيتها النفس التي قد اطلعت على بعض حكمه قبيح بك والله الإقبال على غيره ، ثم العجب كيف تقبلين على فقير مثلك ، يناديني لسان حاله [ بي مثل ما بك ] ، فارجعي إلى الأصل الأول واطلبي من المسبب ، ويا طوبى لك إن عرفتيه ، فإن عرفانه ملك الدنيا والآخرة (13)


alnaggar66@hotmail.com


------------------------------
الهوامش
(1) رواه أبو داود ــ كتاب الزكاة رقم 1642 وأحمد ــ مسند المكثرين من الصحابة رقم 3675، ورواه الترمذي بنحوه في كتاب الزهد رقم 2326 ، ورواه الحاكم وقال صحيح وأقره الذهبي ، والحديث حسنه الألباني في صحيح الجامع وقال ( حسن ) انظر حديث رقم : 6041 في صحيح الجامع . (2) أنظر عون المعبود ــ كتاب الزكاة ــ ج5 ص 46 ط دار الفكر ، وفيض القدير للمناوي ج2 ص 132 (3) حديث أبي سعيد الخدري ( ومن يستعفف يعفه الله ) رواه مسلم ــ كتاب الزكاة رقم 1745 وسيأتي نصه في نهاية المقال ، وحديث أبي ذر رواه أحمد وأبو داود وصححه الألباني ( صحيح ) انظر حديث رقم: 7819 في صحيح الجامع ، و‌نصه كالآتي ( يا أبا ذر! أرأيت إن أصاب الناس جوع شديد لا تستطيع أن تقوم من فراشك إلى مسجدك كيف تصنع ؟ تعفف ; يا أبا ذر أرأيت إن أصاب الناس موت شديد يكون البيت فيه بالعبد - يعني القبر - كيف تصنع ؟ اصبر ; يا أبا ذر : أرأيت إن قتل الناس بعضهم بعضا حتى تغرق حجارة الزيت من الدماء كيف تصنع ؟ اقعد في بيتك وأغلق عليك بابك قال : فإن لم أترك ؟ قال : فأت من كنت معه فكن فيهم قال : فآخذ سلاحي ؟ قال: إذن تشاركهم فيما هم فيه ولكن إن خشيت أن يردعك شعاع السيف فألق من طرف ردائك على وجهك كي يبوء بإثمه وإثمك ويكون من أصحاب النار ) ‌ (4) الحديث رواه مسلم ــ كتاب الزكاة رقم 1691 (5) رواه أحمد وأبو داود عن أبي سعيد(صحيح) انظر حديث رقم: 2652 في صحيح الجامع.‌ (6) انظر تفسير القاسمي [ محاسن التأويل ] ج3/4 ص 350 ط دار الفكر ، وتفسير القرطبي ج2 ص 1266 ط دار الغد العربي – مصر (7) رواه البخاري عن أبي هريرة ــ كتاب التفسير ، 2- سورة البقرة ، 48- باب لا يسألون الناس إلحافا (8) رواه البخاري ــ كتاب الزكاة رقم 1381 ، ومسلم واللفظ له ــ كتاب الزكاة رقم 1724 (9) رواه أحمد وأبو داود عن سمرة (صحيح) انظر حديث رقم: 6695 في صحيح الجامع (10) رواه أحمد وأبو داود عن سهل بن الحنظلية (صحيح) انظر حديث رقم: 6280 في صحيح الجامع (11) رواه أحمد والنسائي عن أبي سعيد ( صحيح ) انظر حديث رقم: 6027 في صحيح الجامع (12) رواه مسلم ــ كتاب الزكاة رقم 1745 (13) صيد الخاطر ــ ابن الجوزي ص 84 ط دار الحديث القاهرة بتصرف



منقول من صيد الفوائد
.................................................. ..........................



الحكمة ضالة المؤمن.. ولكن..!
علي بن محمد الدهامي

يخطئ بعض الناس حينما تكون ثقته بنفسه كبيرة إلى درجة إقحامها في كل قضية، وفي كل حوار، وإلى درجة الخوض بها في معارك عقدية، وذلك بالجلوس إلى أصحاب التوجهات المنحرفة، أو الجلوس إلى كتبهم بقصد معرفة ما عندهم، وما وصلوا إليه، أو بقصد الاستفادة من الحق الذي معهم، وإن كنا نقول بالحكمة المشهورة: الحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أحق بها.. ولكن لا يعني هذا تجاوز الحق الذي في كتاب الله ـ تعالى ـ وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ومنه قوله ـ سبحانه وتعالى ـ: {وَإذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإمَّا يُنسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِـمِينَ} [الأنعام: 68].

وقوله ـ سبحانه ـ: {وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إنَّكُمْ إذًا مِّثْلُهُمْ إنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْـمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا} [النساء: 140].

قال ابن جرير ـ رحمه الله ـ: «وفي هذه الآية، الدلالة الواضحة على النهي عن مجالسة أهل الباطل من كل نوع، من المبتدعة والفسقة، عند خوضهم في باطلهم»(1)، وحديث: «مثل الجليس الصالح وجليس السوء» لا يخفى على أحد.

والذي يُقحم نفسه في هذه المجالس وما يكتبه أهلها؛ فلا شك أنه قد غامر بنفسه وعقيدته، والسلامة بعيدة.

ولما كان السلف ـ رحمهم الله ـ على جانب كبير من الفقه لهذه المسألة؛ فقد ورد عنهم التحذير من فتح هذا الباب، وعدم الولوج منه؛ لأن وراءه سرداب مظلم يصعب الخروج منه، ومَنْ خرج منه فلا أقلَّ من الجراح.

قال ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ: «لا تجالس أهل الأهواء: فإن مجالستهم ممرضة للقلب»(2).

وقال أبو الجوزاء: «لأن أجالس الخنازير أحب إليَّ من أن أجالس أحداً من أهل الأهواء»(3).

وقال أبو قلابة: «لا تجالسوا أهل الأهواء ولا تحادثوهم، فإني لا آمن أن يغمروكم في ضلالتهم، أو يلبسوا عليكم ما كنتم تعرفون»(4).

وقال شعيب بن الحبحاب: «قلت لابن سيرين: ما ترى في السماع من أهل الأهواء؟ قال: لا نسمع منهم ولا كرامة»(5).

وقال رجل من أهل الأهواء لأيوب السختياني: يا أبا بكر، أسألك كلمة؟ فولَّى وهو يقول: ولا نصف كلمة. مرتين(6).

وقال يحيى بن أبي كثير: «إذا رأيت المبتدع في طريق؛ فخذ في غيره»(7).

وقال يونس بن عبيد: «ثلاثة احفظوهنَّ عني: لا يدخل أحدكم على سلطان يقرأ عليه القرآن، ولا يَخْلُوَنّ أحدكم مع امرأة يقرأ عليها القرآن، ولا يمكِّن أحدكم سمعه من أصحاب الأهواء»(8).

وقال سفيان الثوري: «مَنْ أصغى بسمعه إلى صاحب بدعة وهو يعلم؛ خرج من عصمة الله، ووُكل إلى نفسه». وعنه: «مَنْ سمع ببدعة فلا يَحْكها لجلسائه، لا يلقها في قلوبهم».

قال الذهبي ـ رحمه الله ـ معلقاً: «أكثر السلف على هذا التحذير، يرون أن القلوب ضعيفة، والشُّبه خطَّافة»(9).

وكان مالك إذا جاءه بعض أهل الأهواء، قال: «أما إني على بينة من ديني، وأما أنت فشاك، اذهب إلى شاك مثلك فخاصمه»(10).

وقال ابن المبارك ـ رحمه الله ـ: «ليكن مجلسك مع المساكين، وإياك أن تجلس مع صاحب بدعة»(11). ودخل رجلان من أصحاب الأهواء على محمد بن سيرين، فقالا: يا أبا بكر، نحدثك بحديث؟ قال: لا. قالا: فنقرأ عليك آية؟ قال: لا، لتقومان عني، أو لأقومنّه! فقاما، فقال بعض القوم: يا أبا بكر! وما عليك أن يقرآ عليك آية؟ قال: خشيت أن يقرآ آية يحرفانها، فيقر ذلك في قلبي(12).

وقال ابن طاوس لابن له يكلمه رجل من أهل البدع: «يا بني! أدخل أصبعيك في أذنيك حتى لا تسمع ما يقول. ثم قال: اشدد اشدد».

وقال عمر بن عبد العزيز: «مَنْ جعل دينه غرضاً للخصومات أكثر التنقل».

وقال إبراهيم النخعي: «إن القوم لم يُدّخر عنهم شيء خبئ لكم لفضل عندكم»(13).

وقد ورد عن السلف ـ رحمهم الله ـ أضعاف ما ذكرت؛ مما يدل على أنهم كانوا يرون غلق هذا الباب من أصله، فكيف القول بمن يتتلمذ على أيدي هؤلاء بطوعه واختياره؛ سواء بالجلوس معهم أو مع آثارهم ومؤلفاتهم، أو عبر مواقعهم على شبكة المعلومات، أو غير ذلك؟

كان ابن الراوندي ـ وهو من أذكياء العالم ـ في أول أمره حسن السيرة ـ كما قال البلخي(14)ـ، وكان يلازم الرافضة والملاحدة، فإذا عُوتب قال: «إنما أريد أن أعرف أقوالهم. ثم إنه كاشَفَ وناظر، وأبرز الشُّبه والشكوك، حتى قال ابن الجوزي عنه: كنت أسمع عنه بالعظائم، حتى رأيت له ما لم يخطر على قلب»(15).

هذا عمران بن حطان ـ وكان من الأذكياء أيضاً ـ تزوج خارجية وقال: سأردها. فصرفته إلى مذهبها(16).

واعتبر بأبي حامد الغزالي رحمه الله، فإنه دخل فما خرج منها سالماً، كما قال أبو بكر ابن العربي: «شيخنا أبو حامد بلع الفلاسفة، وأراد أن يتقيأهم فما استطاع»(17)، يقول شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ: «وقد أنكر أئمة الدين على «أبي حامد» هذا في كتبه ـ يعني المواد الفاسدة من كلام الفلاسفة ـ وقالوا: مرضه: «الشفاء». يعني شفاء ابن سيناء في الفلاسفة»(18)، ويقول فيه الذهبي ـ رحمه الله ـ: «وحُبّب إليه إدمان النظر في كتاب (رسائل إخوان الصفا)، وهو داء عضال، وجرب مرد، وسم قاتل، ولولا أن أبا حامد من كبار الأذكياء، وخيار المخلصين؛ لتلف».

فالحذار الحذار من هذه الكتب! واهربوا بدينكم من شُبه الأوائل، وإلا وقعتم في الحيرة، فمَنْ رام النجاة والفوز ليلزم العبودية، وليدمن الاستغاثة بالله، والله الموفق، فبحسن قصد العالم يُغفر له وينجو إن شاء الله (19).

فلا تغتر بما عندك، فلست بأذكى من هؤلاء، ولست بأنسك من أيوب، ولا عندك علم ابن سيرين ولا أبي الجوزاء، والنجاة لا عوض لها فكيف تغامر بدينك، وقد علمت أن أناساً كان عندهم أكثر مما عندك من العلم ففتحوا هذا الباب على أنفسهم فضلُّوا؟! ولا يعني هذا ترك دعوتهم ووعظهم، ولكن ليس كلٌّ يصلح لذلك.

فاللهم! أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، ولا تجعله ملتبساً علينا فنضل، واجعلنا للمتقين إماماً.

-----------------------------
* مدرس في المعهد العلمي في الرس.
(1) جامع البيان، (4/328). (2) الإبانة الكبرى، لابن بطة، (2/438).
(3) سير أعلام النبلاء، (4/372). (4) المصدر السابق، (4/472).
(5) المصدر السابق، (4/611). (6) المصدر السابق، (6/21).
(7) المصدر السابق، (6/29). (8) المصدر السابق، (6/293).
(9) المصدر السابق، (7/261). (10) المصدر السابق، (8/99).
(11) المصدر السابق، (8/399). (12) المصدر السابق، (11/285).
(13) المصدر السابق، (11/285). (14) المصدر السابق، (14/61).
(15) المصدر السابق، (14/59). (16) المصدر السابق، (4/214).
(17) المصدر السابق، (19/327). (18) مجموع الفتاوى، (10/552).
(19) سير أعلام النبلاء، (19/328).

المصـدر / مجـلة البيـان

.............................

منقول من صيد الفوائد
............................................



أيها الظلمة .. رويدا .. فإن موعدكم الصبح أليس الصبح بقريب
د / إبراهيم بن عثمان الفارس

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبينا محمد الأمين وعلى آله وأصحابه أجمعين وبعد :
إن الناظر في أحوال الناس اليوم ليرى أمرا عجبا من ظهور الظلم وتفشيه وتكشيره عن أنيابه ... وتمر علي حالات مريعة من الظلم الظاهر البين والتي يقف المرء أمامها محتارا يضرب كفا على أخرى من وصول الناس إلى هذه الدرجة من السؤ .

فهذا زوج يظلم زوجته ولا يبالي ..........

وذاك أب لا يلقي بالا للظلم الذي يوقعه على بعض أبناءه ..........

وثالث يظلم أمه لكي يرضي زوجه ..........

وتاجر يظلم من استأمنه على ماله ..........

وصاحب عقار يظلم من يتعامل معه ..........

وكبير يظلم من هو دونه ..........

ومسئول يظلم مرؤوسه ..........

وهكذا تكبر الدائرة وتتضخم ............. فإلى هؤلاء أوجه هذا النداء :

أيها الظالم :

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :

لا تظلمن إذا ما كنت مقتدراً ******* فالظلم آخره يفضي إلى الندم

تنام عيناك والمظلوم منتبه ******* يدعو عليك وعين الله لم تنم

والظلم مجاوزة الإنسان حده ، واستطالته بالجور على غيره ، وهو إحدى طبائع النفس البشرية ، تظهره القوة ، ويخفيه الضعف .

والظلم من شيم النفوس فإن تجد ******* ذا عفة فلعله لا يظلم

وقد حذر الإسلام من الظلم أشد التحذير ، وبين آثاره المشينة ، وعواقبه الوخيمة ، ونتائجه المدمرة ، على الفرد والمجتمع .

* فقال سبحانه وتعالى ( وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون ) [ الشعراء 227 ]

* وقال( إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ) [ القصص 50 ]

* وقال عز وجل ( إنه لا يفلح الظالمون ) [ الأنعام 21 ]

* وقال تبارك وتعالى ( إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ) [ الشورى 42 ]

* وقال( وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ) [ ابراهيم 42 ]

* وقال سبحانه وتعالى ( وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الْآزِفَةِ إِذْ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ ) [ غافر 18 ]

* وعن أبي ذر الغفاري رضي الله تعالى عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما روى عن الله تبارك وتعالى أنه قال ( يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي ، وجعلته بينكم محرما ، فلا تظالموا …الحديث )

* وعن عبد الله بن عمر رضي الله تعالى عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( الظلم ظلمات يوم القيامة )

* وعن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( انصر أخاك ظالما أو مظلوما ، فقال رجل : يا رسول الله أنصره إذا كان مظلوما أفرأيت إذا كان ظالما كيف أنصره ؟ قال تحجزه أو تمنعه من الظلم ،فإن ذلك نصره )

أما والله إن الظلم شؤم ******* وما زال الظلوم هو الملوم

إلى ديان يوم الدين نمضي ******* وعند الله تجتمع الخصوم

ستعلم في المعاد إذا التقينا ******* غداً عند المليك من الظلوم

ويقول الإمام الشافعي رحمه الله تعالى ( بئس الزاد إلى المعاد ، العدوان على العباد )

أما ميمون بن مهران فيقول( الظالم والمعين على الظلم والمحب له سواء )

أيها الظالم :

اعلم إن دعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب ، فإنه مهما كان ذليلاً ضعيفاً ، أو مهاناً وضيعاً ، فإن الله ناصره على من ظلمه ، ومؤيده على من اعتدى عليه ، فالله تبارك وتعالى يرفع دعوة المظلوم إليه فوق الغمام ويقول لها ( وعزتي وجلالي ، لأنصرنك ولو بعد حين ) ، والمظلوم لا ترد دعوته ، ولو كان كافرا أو فاجرا ، فإن كفره أو فجوره إنما هو على نفسه ، فعن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه ، قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ثلاثة لا ترد دعوتهم الصائم حتى يفطر ، والإمام العادل ، ودعوة المظلوم يرفعها الله فوق الغمام ويفتح لها أبواب السماء ، ويقول الرب : وعزتي لأنصرنك ولو بعد حين ) وعن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( دعوة المظلوم مستجابة وإن كان فاجرا ، ففجوره على نفسه ) وعن أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم( اتقوا دعوة المظلوم وإن كان كافرا ، فإنه ليس دونها حجاب)

وهذا تحذير شديد ، وإنذار ووعيد ، موجه من المصطفى صلى الله عليه وسلم للظالمين ، حيث يقول {( إن الله عز وجل يملي للظالم فإذا أخذه لم يفلته ) ثم قرأ ( وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد)[ هود 102 ] }

ويقول أبو الدرداء رضي الله تعالى عنه ( إياك ودعوات المظلوم ، فإنهن يصعدن إلى الله كأنهن شرارات من نار)

الظلم نار فلا تحقر صغيرته ******* لعل جذوة نار أحرقت بلدا

ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ( إن الله يقيم الدولة العادلة وإن كانت كافرة ، ولا يقيم الدولة الظالمة وإن كانت مؤمنة )

أيها المظلوم صبراً لا تهن ******* إن عين الله يقظى لا تنام

نم قرير العين واهنأ خاطراً ******* فعدل الله دائم بين الأنام

وإن أمهل الله يوماً ظالماً ******* فإن أخذه شديد ذي انتقام

أيها الظالم :

اعلم أن الظلم عند الله عز وجل يوم القيامة له دواوين ثلاثة :

ديوان لا يغفر الله منه شيئا وهو الشرك به ، فإن الله لا يغفر أن يشرك به . يقول عز وجل ( إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا ) [ النساء 48 ] ويقول سبحانه وتعالى ( وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَابُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ ) [ لقمان 13 ]

وديوان لا يترك الله تعالى منه شيئاً ، وهو ظلم العباد بعضهم بعضاً ، فإن الله تعالى يستوفيه كله ، فعن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( من كانت عنده مظلمة لأخيه فليتحلله منها فإنه ليس ثم دينار ولا درهم من قبل أن يؤخذ لأخيه من حسناته فإن لم يكن له حسنات أخذ من سيئات أخيه فطرحت عليه)

وديوان لا يعبأ الله به ، وهو ظلم العبد نفسه بينه وبين ربه عز وجل ، فإن هذا الديوان أخف الدواوين ، وأسرعها محواً ، فإنه يمحى بالتوبة ، والاستغفار ، والحسنات الماحية ، والمصائب المكفرة ، ونحو ذلك فعن أنس بن مالك قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( قال الله تبارك وتعالى يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان فيك ولا أبالي يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي يا ابن آدم إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة ) بخلاف ديوان الشرك فإنه لا يمحى إلا بالتوحيد ، وديوان المظالم ، لا يمحى إلا بالخروج منها إلى أربابها ، واستحلالهم منها ، ولما كان الشرك أعظم الدواوين الثلاثة عند الله عز وجل ، حرم الجنة على أهله ، فلا تدخل الجنة نفس مشركة ، وإنما يدخلها أهل التوحيد ، فإن التوحيد هو مفتاح بابها ، فمن لم يكن معه مفتاح ، لم يفتح له بابها .

أيها الظالم :

علمت مما سبق ، إن الظلم مرتعه وخيم ، وعاقبته أليمة ، وآثاره سيئة ، وقد بين الله سبحانه وتعالى في الكتاب العزيز ، الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه عاقبة الظلمة فالله الله في نفسك التي بين جنبيك أحفظها في الدنيا من الآفات الخطيرة ومنها الظلم لتسعد في الآخرة وتنعم ، وترتاح في الدنيا وتغنم .

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

مع تحيات أخوك



منقول من صيد الفوائد

رد مع اقتباس
  #2 (permalink)  
قديم 27-12-2008, 12:01 AM
عضو نشيط
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 184
معدل تقييم المستوى: 33
ضحايا أيه بي في يستحق التميز

حــكــــم
تخصيص آخر العام الـهجري بعبادة
مــن صــيـام أو دعــاء أو اسـتــغــفــار أو غــيـر ذلــك
حسام بن عبد الله بن أحمد الحسين
المعيد بقسم السنة بكلية أصول الدين

بسم الله الرحمن الرحيم
من محب ناصح إلى من يراه من المسلمين والمسلمات:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛ أما بعد:

فقد ثبت في الصحيحين من حديث عائشة ـ رضي الله عنها ـ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد)، ولمسلم وعلقه البخاري: (من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد).

وثبت عن ابن مسعود ــ رضي الله عنه ــ أنه قال: (اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كُفيتم) أخرجه أبو خيثمة في "العلم (54)"، ووكيع في "الزهد (315)" وغيرهما.

وقال ابن عمر ــ رضي الله عنهما ــ: (كل بدعة ضلالة، وإن رآها الناس حسنة) أخرجه اللالكائي(126) بسند صحيح ، وقال حسان بن عطية ــ رحمه الله ـ: (ما ابتدع قوم بدعة في دينهم إلا نزع الله عنهم من سنتهم مثلها ثم لا يعيدها إليهم إلى يوم القيامة) أخرجه الدارمي(99) بسند صحيح.

وقال مالك بن أنس ــ رحمه الله ــ: (من أحدث في هذه الأمة اليوم شيئاً لم يكن عليه سلفها فقد زعم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خان الرسالة؛ لأن الله تعالى يقول{ اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً}، فما لم يكن يومئذ ديناً لا يكون اليوم ديناً) أخرجه ابن حزم في الإحكام 6/225.

وقال ابن تيمية ــ رحمه الله ــ: (أهل البدع شر من أهل المعاصي الشهوانية بالسنة والإجماع). [الفتاوى 20/103]

من هذه النقول وغيرها تتضح لنا خطورة البدع، لاسيما وأنها تشتمل على شيء من الخير في ظاهرها، لذا يسارع قليلو العلم إليها ويسهل انتشارها بينهم كما قرره الإمام ابن تيمية [الفتاوى 4/51 ، الاستقامة 1/455].

وصدق الإمام الحافظ أبو زرعة الرازي ــ رحمه الله ــ حين قال: (ما أسرع الناس إلى البدع!!). [سؤالات البرذعي ص562،تاريخ بغداد 8/215،ميزان الاعتدال 1/431].

والقاعدة الشرعية: أن كل عمل يتقرب به المسلم إلى ربه ويرجو منه أجراً وثواباً لم يفعله النبي × ولا أصحابه مع إمكانهم فعله وعدم وجود مانع من ذلك فهو من جملة المحدثات والبدع.

ومن البدع التي انتشرت في هذه الأزمان المتأخرة تَقَصُّدُ بعض الناس وتخصيصُهم آخر كل عام هجري بأداء بعض العبادات كالصيام والدعاء والاستغفار، وربما أوصى بعضهم بعضاً بذلك في المجالس أو عن طريق رسائل الجوال أو غيرها، ودافعهم إلى ذلك اعتقادهم أن صحائف أعمال كل سنة تطوى في آخرها فيحبون أن تكون خاتمة صحائفهم خيراً، وهذا العمل منهم ــ وإن كان ظاهره خيراً ــ هو من جملة الأعمال المحدثة المبتدعة المخالفة للسنة لأسباب منها:

1-أن العبادة إذا ورد الأمر بها مطلقاً دون تحديد لوقتها،فإن تقصد تخصيص وقت لها بلا دليل يعتبر من البدع. أفاده الأئمة ابن تيمية وابن القيم والشاطبي والألباني وابن عثيمين ــ رحمهم الله ـ

[الفتاوى20/196،إعلام الموقعين 3/157 الاعتصام 1/486،318،أحكام الجنائز صـ242،الشرح الممتع 4/56-57 ،البدع والمحدثات ص40]، وهذا هو الحاصل تماماًً في ختم آخر السنة بتلك العبادات، فما دليل مشروعية تخصيصها في هذا الوقت؟

2-أن هذا الفعل لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم ولاعن أصحابه والتابعين وأئمة الإسلام فهل نحن أحرص منهم على الخير؟!!

ومعلوم أن (العبادات مبناها على التوقيف والاتباع، لا على الهوى والابتداع) [الفتاوى 22/510.]

وما من أحد يخصص زماناً أو مكاناً يفعل فيه عبادة من العبادات إلا لاعتقاد في قلبه، ثم هذا الاعتقاد قد يكون لدليل ثابت في الشرع، وقد يكون من الأمور المبتدعة كما أفاده ابن تيمية [الاقتضاء 2/603، 610]، ومسألتنا من النوع الثاني بلا ريب .

وكن على تنبه من أن البدعة المحدثة محرمة ولو لم يعتقد صاحبها أنها سنة، بل لو اعتقد ذلك وقع في تحليل المحرم بل استحبابه!!!

3- القول بأن صحائف العام تطوى في آخره، دعوى تحتاج إلى بينة وبرهان إذ هو أمر غيبي يحتاج إلى دليل وأنّى لمدعيه ذلك؟؟

4- لو ثبت أن الصحائف تطوى آخر السنة فهذا لا يجيز بحال تقصد ختمها بعمل صالح؛ إذ لو كان خيراً لسبقنا إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه ــ رضي الله عنهم ــ، فكيف وهو لم يثبت ولم يصح.

5- المقرر عند أهل العلم أن صحائف الأعمال إنما تطوى بالموت، وبين ذلك جمع من المفسرين عند تفسير قوله تعالى: {وإذا الصحف نشرت}[سورة التكوير الآية رقم10]

[تفسير الطبري 30/73،البيضاوي 5/457،العز بن عبدالسلام3/424، أبي السعود9/116، النسفي4/319، القرطبي19/234،ابن كثير4/505،الشوكاني5/389] وانظر: مدارج السالكين للإمام ابن القيم 1/450، 3/121}

6- من المعلوم أن التاريخ الهجري لم يوضع إلا في عهد عمر بن الخطاب ــ رضي الله عنه ـ واتفق مع الصحابة على أن يكون أوله شهر محرم وآخره شهر ذي الحجة... فيا ترى متى كانت تطوى صحائف الأعمال قبل وضع التاريخ الهجري؟؟!!

7-أن التقدير السنوي الذي يفصل ويميز من اللوح المحفوظ إلى الكَتَبة وفيه جميع ما يكون في السنة من الآجال والأرزاق وغيرها إنما يكون في ليلة القدر كما جاء ذلك عن غير واحد من السلف، وذكره المفسرون عند تفسير قوله تعالى:{فيها يفرق كل أمر حكيم}، وانظر:[شفاء العليل للإمام ابن القيم 1/109] .

وبهذا يتبين لنا أن تقَصُّد المسلم ختم العام الهجري بعبادة من صيام أو دعاء أو استغفار أو غير ذلك هو من الأمور المنكرة والبدع المحدثة في دين الله تعالى.

وبذلك أفتى جمع من أهل العلم المعاصرين ومنهم:


(1) فضيلة العلامة الفقيه الشيخ: محمد بن صالح العثيمين ـ رحمه الله تعالى ـ في بعض دروسه العلمية.

(2) فضيلة الشيخ العلامة: صالح بن فوزان الفوزان ـ حفظه الله تعالى ـ ونشرت فتواه في جريدة الجزيرة العدد [11122] بتاريخ 9/1/1424هـ .

(3) فضيلة الشيخ العلامة: صالح بن محمد اللحيدان ــ حفظه الله تعالى ـ في برنامج [نور على الدرب].

(4) فضيلة الشيخ المحقق: بكر بن عبد الله أبوزيد ـ حفظه الله تعالى ـ كما في كتابه [تصحيح الدعاء ص 107-108]

(5) فضيلة الشيخ المحدث: عبد المحسن بن حمد العباد ــ حفظه الله تعالى ــ .

(6) فضيلة الشيخ الفقيه: محمد بن حسن آل الشيخ ــ حفظه الله تعالى ــ .

فائدة (1):

ختم الأعمال الصالحة كالصلاة والصيام والحج بالاستغفار مشروع؛ قاله ابن تيمية وابن القيم وابن رجب وغيرهم، لورود ذلك في نصوص الكتاب والسنة. [التدمرية ص228، إعلام الموقعين 3/125، مدارج السالكين 3/435-436، لطائف المعارف ص383 ].

فائدة (2):


سئل الشيخ العلامة: صالح الفوزان [عن تخصيص خطب الجمعة في نهاية العام الهجري للتحدث عن العام المنصرم وما حصل فيه من خير أو شر... إلخ] فأجاب بقوله: ( لا نعرف لهذا أصلاً...)ا.هـ [الإجابات المهمة ص 229-230]

** وختاماً:
قال الإمام البربهاري: (واحذر صغار المحدثات من الأمور فإن صغير البدع يعود حتى يصير كبيراً، وكذلك كل بدعة أحدثت في هذه الأمة كان أولها صغيراً يشبه الحق فاغتر بذلك من دخل فيها ثم لم يستطع الخروج منها فعظمت وصارت ديناً يدان به فخالف الصراط المستقيم فخرج من الإسلام). [شرح السنة ص61]

** وقال الإمام ابن تيمية: (فالبدع تكون في أولها شبراً ثم تكثر في الأتباع حتى تصير أذرعاً وأميالاً وفراسخ) [الفتاوى 8/425]

وقالً: (إنما يظهر من البدع أولاً ما كان أخف, وكلما ضعف من يقوم بنور النبوة قويت البدعة ...) (التدمرية ص194) ،، (الفتاوى 28/489)

** وقال الإمام ابن القيم: (البدع تستدرج بصغيرها إلى كبيرها حتى ينسلخ صاحبها من الدين كما تنسل الشعرة من العجين، فمفاسد البدع لا يقف عليها إلا أرباب البصائر، والعميان ضالون في ظلمة العمى {ومن لم يجعل الله له نوراً فما له من نور}). [مدارج السالكين 1/224]

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،

وكتب/حسام بن عبد الله بن أحمد الحسين


منقول من صيد الفوائد
................................................




رد مع اقتباس
  #3 (permalink)  
قديم 27-12-2008, 12:07 AM
عضو نشيط
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 184
معدل تقييم المستوى: 33
ضحايا أيه بي في يستحق التميز

حــكــــم
تخصيص آخر العام الـهجري بعبادة
مــن صــيـام أو دعــاء أو اسـتــغــفــار أو غــيـر ذلــك
حسام بن عبد الله بن أحمد الحسين
المعيد بقسم السنة بكلية أصول الدين

بسم الله الرحمن الرحيم
من محب ناصح إلى من يراه من المسلمين والمسلمات:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛ أما بعد:

فقد ثبت في الصحيحين من حديث عائشة ـ رضي الله عنها ـ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد)، ولمسلم وعلقه البخاري: (من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد).

وثبت عن ابن مسعود ــ رضي الله عنه ــ أنه قال: (اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كُفيتم) أخرجه أبو خيثمة في "العلم (54)"، ووكيع في "الزهد (315)" وغيرهما.

وقال ابن عمر ــ رضي الله عنهما ــ: (كل بدعة ضلالة، وإن رآها الناس حسنة) أخرجه اللالكائي(126) بسند صحيح ، وقال حسان بن عطية ــ رحمه الله ـ: (ما ابتدع قوم بدعة في دينهم إلا نزع الله عنهم من سنتهم مثلها ثم لا يعيدها إليهم إلى يوم القيامة) أخرجه الدارمي(99) بسند صحيح.

وقال مالك بن أنس ــ رحمه الله ــ: (من أحدث في هذه الأمة اليوم شيئاً لم يكن عليه سلفها فقد زعم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خان الرسالة؛ لأن الله تعالى يقول{ اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً}، فما لم يكن يومئذ ديناً لا يكون اليوم ديناً) أخرجه ابن حزم في الإحكام 6/225.

وقال ابن تيمية ــ رحمه الله ــ: (أهل البدع شر من أهل المعاصي الشهوانية بالسنة والإجماع). [الفتاوى 20/103]

من هذه النقول وغيرها تتضح لنا خطورة البدع، لاسيما وأنها تشتمل على شيء من الخير في ظاهرها، لذا يسارع قليلو العلم إليها ويسهل انتشارها بينهم كما قرره الإمام ابن تيمية [الفتاوى 4/51 ، الاستقامة 1/455].

وصدق الإمام الحافظ أبو زرعة الرازي ــ رحمه الله ــ حين قال: (ما أسرع الناس إلى البدع!!). [سؤالات البرذعي ص562،تاريخ بغداد 8/215،ميزان الاعتدال 1/431].

والقاعدة الشرعية: أن كل عمل يتقرب به المسلم إلى ربه ويرجو منه أجراً وثواباً لم يفعله النبي × ولا أصحابه مع إمكانهم فعله وعدم وجود مانع من ذلك فهو من جملة المحدثات والبدع.

ومن البدع التي انتشرت في هذه الأزمان المتأخرة تَقَصُّدُ بعض الناس وتخصيصُهم آخر كل عام هجري بأداء بعض العبادات كالصيام والدعاء والاستغفار، وربما أوصى بعضهم بعضاً بذلك في المجالس أو عن طريق رسائل الجوال أو غيرها، ودافعهم إلى ذلك اعتقادهم أن صحائف أعمال كل سنة تطوى في آخرها فيحبون أن تكون خاتمة صحائفهم خيراً، وهذا العمل منهم ــ وإن كان ظاهره خيراً ــ هو من جملة الأعمال المحدثة المبتدعة المخالفة للسنة لأسباب منها:

1-أن العبادة إذا ورد الأمر بها مطلقاً دون تحديد لوقتها،فإن تقصد تخصيص وقت لها بلا دليل يعتبر من البدع. أفاده الأئمة ابن تيمية وابن القيم والشاطبي والألباني وابن عثيمين ــ رحمهم الله ـ

[الفتاوى20/196،إعلام الموقعين 3/157 الاعتصام 1/486،318،أحكام الجنائز صـ242،الشرح الممتع 4/56-57 ،البدع والمحدثات ص40]، وهذا هو الحاصل تماماًً في ختم آخر السنة بتلك العبادات، فما دليل مشروعية تخصيصها في هذا الوقت؟

2-أن هذا الفعل لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم ولاعن أصحابه والتابعين وأئمة الإسلام فهل نحن أحرص منهم على الخير؟!!

ومعلوم أن (العبادات مبناها على التوقيف والاتباع، لا على الهوى والابتداع) [الفتاوى 22/510.]

وما من أحد يخصص زماناً أو مكاناً يفعل فيه عبادة من العبادات إلا لاعتقاد في قلبه، ثم هذا الاعتقاد قد يكون لدليل ثابت في الشرع، وقد يكون من الأمور المبتدعة كما أفاده ابن تيمية [الاقتضاء 2/603، 610]، ومسألتنا من النوع الثاني بلا ريب .

وكن على تنبه من أن البدعة المحدثة محرمة ولو لم يعتقد صاحبها أنها سنة، بل لو اعتقد ذلك وقع في تحليل المحرم بل استحبابه!!!

3- القول بأن صحائف العام تطوى في آخره، دعوى تحتاج إلى بينة وبرهان إذ هو أمر غيبي يحتاج إلى دليل وأنّى لمدعيه ذلك؟؟

4- لو ثبت أن الصحائف تطوى آخر السنة فهذا لا يجيز بحال تقصد ختمها بعمل صالح؛ إذ لو كان خيراً لسبقنا إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه ــ رضي الله عنهم ــ، فكيف وهو لم يثبت ولم يصح.

5- المقرر عند أهل العلم أن صحائف الأعمال إنما تطوى بالموت، وبين ذلك جمع من المفسرين عند تفسير قوله تعالى: {وإذا الصحف نشرت}[سورة التكوير الآية رقم10]

[تفسير الطبري 30/73،البيضاوي 5/457،العز بن عبدالسلام3/424، أبي السعود9/116، النسفي4/319، القرطبي19/234،ابن كثير4/505،الشوكاني5/389] وانظر: مدارج السالكين للإمام ابن القيم 1/450، 3/121}

6- من المعلوم أن التاريخ الهجري لم يوضع إلا في عهد عمر بن الخطاب ــ رضي الله عنه ـ واتفق مع الصحابة على أن يكون أوله شهر محرم وآخره شهر ذي الحجة... فيا ترى متى كانت تطوى صحائف الأعمال قبل وضع التاريخ الهجري؟؟!!

7-أن التقدير السنوي الذي يفصل ويميز من اللوح المحفوظ إلى الكَتَبة وفيه جميع ما يكون في السنة من الآجال والأرزاق وغيرها إنما يكون في ليلة القدر كما جاء ذلك عن غير واحد من السلف، وذكره المفسرون عند تفسير قوله تعالى:{فيها يفرق كل أمر حكيم}، وانظر:[شفاء العليل للإمام ابن القيم 1/109] .

وبهذا يتبين لنا أن تقَصُّد المسلم ختم العام الهجري بعبادة من صيام أو دعاء أو استغفار أو غير ذلك هو من الأمور المنكرة والبدع المحدثة في دين الله تعالى.

وبذلك أفتى جمع من أهل العلم المعاصرين ومنهم:


(1) فضيلة العلامة الفقيه الشيخ: محمد بن صالح العثيمين ـ رحمه الله تعالى ـ في بعض دروسه العلمية.

(2) فضيلة الشيخ العلامة: صالح بن فوزان الفوزان ـ حفظه الله تعالى ـ ونشرت فتواه في جريدة الجزيرة العدد [11122] بتاريخ 9/1/1424هـ .

(3) فضيلة الشيخ العلامة: صالح بن محمد اللحيدان ــ حفظه الله تعالى ـ في برنامج [نور على الدرب].

(4) فضيلة الشيخ المحقق: بكر بن عبد الله أبوزيد ـ حفظه الله تعالى ـ كما في كتابه [تصحيح الدعاء ص 107-108]

(5) فضيلة الشيخ المحدث: عبد المحسن بن حمد العباد ــ حفظه الله تعالى ــ .

(6) فضيلة الشيخ الفقيه: محمد بن حسن آل الشيخ ــ حفظه الله تعالى ــ .

فائدة (1):

ختم الأعمال الصالحة كالصلاة والصيام والحج بالاستغفار مشروع؛ قاله ابن تيمية وابن القيم وابن رجب وغيرهم، لورود ذلك في نصوص الكتاب والسنة. [التدمرية ص228، إعلام الموقعين 3/125، مدارج السالكين 3/435-436، لطائف المعارف ص383 ].

فائدة (2):


سئل الشيخ العلامة: صالح الفوزان [عن تخصيص خطب الجمعة في نهاية العام الهجري للتحدث عن العام المنصرم وما حصل فيه من خير أو شر... إلخ] فأجاب بقوله: ( لا نعرف لهذا أصلاً...)ا.هـ [الإجابات المهمة ص 229-230]

** وختاماً:
قال الإمام البربهاري: (واحذر صغار المحدثات من الأمور فإن صغير البدع يعود حتى يصير كبيراً، وكذلك كل بدعة أحدثت في هذه الأمة كان أولها صغيراً يشبه الحق فاغتر بذلك من دخل فيها ثم لم يستطع الخروج منها فعظمت وصارت ديناً يدان به فخالف الصراط المستقيم فخرج من الإسلام). [شرح السنة ص61]

** وقال الإمام ابن تيمية: (فالبدع تكون في أولها شبراً ثم تكثر في الأتباع حتى تصير أذرعاً وأميالاً وفراسخ) [الفتاوى 8/425]

وقالً: (إنما يظهر من البدع أولاً ما كان أخف, وكلما ضعف من يقوم بنور النبوة قويت البدعة ...) (التدمرية ص194) ،، (الفتاوى 28/489)

** وقال الإمام ابن القيم: (البدع تستدرج بصغيرها إلى كبيرها حتى ينسلخ صاحبها من الدين كما تنسل الشعرة من العجين، فمفاسد البدع لا يقف عليها إلا أرباب البصائر، والعميان ضالون في ظلمة العمى {ومن لم يجعل الله له نوراً فما له من نور}). [مدارج السالكين 1/224]

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،

وكتب/حسام بن عبد الله بن أحمد الحسين


منقول من صيد الفوائد
................................................




رد مع اقتباس
  #4 (permalink)  
قديم 27-12-2008, 12:11 AM
عضو نشيط
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 184
معدل تقييم المستوى: 33
ضحايا أيه بي في يستحق التميز

اعرف نبيك صلى الله عليه وسلم
دار الوطن

الحمد لله الذي أوضح لنا سبيل الهداية، وأزاح عن بصائرنا ظلمة الغواية، والصلاة والسلام على النبي المصطفى والرسول المجتبى، المبعوث رحمة للعالمين، وقدوة للمالكين، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد:

أيها المسلمون: إن من خير ما بذلت فيه الأوقات، و شغلت به الساعات هو دراسة السيرة النبوية العطرة، والأيام المحمدية الخالدة، فهي تجعل المسلم كأنه يعيش تلك الأحداث العظام التي مرت بالمسلمين، وربما تخيل أنه واحد من هؤلاء الكرام البررة التي قامت على عواتقهم صروح المجد ونخوة البطولة.
وفي السيرة يتعرف المسلم على جوانب متعددة من شخصية النبي الخاتم صلى الله عليه وسلم ، وأسلوبه في حياته ومعيشته، ودعوته في السلم والحرب.
وفيها أيضاً: يتلمس المسلم نقاط الضعف والقوة؛ وأسباب النصر والهزيمة، وكيفية التعامل مع الأحداث وإن عظمت.
وبدراسة السيرة النبوية يستعيد المسلمون ثقتهم بأنفسهم، ويوقنون بأن الله معهم وناصرهم، إن هم قامو بحقيقة العبودية، له والانقياد لشريعته: { إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ } [محمد:7]، { إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ } [غافر:51]. { وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ } [الحج:40].

وهذه عبارة عن رؤوس أقلام وجمل يسيرة في سيرة النبي المصطفى عليه الصلاة والسلام، قصد بها فتح الطريق أمام ناشئة المسلمين وشبيبتهم لدراسات أعمق لهذه السيرة النبوية الخالدة. قال الله تعالى: { مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ } [الفتح:29].

نسبه صلى الله عليه وسلم :
هو أبو القاسم محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان. هذا هو المتفق عليه في نسبه صلى الله عليه وسلم واتفقوا أيضاً أن عدنان من ولد إسماعيل عليه السلام.

أسماؤه صلى الله عليه وسلم :

عن جبير بن مطعم أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: { إن لي أسماء، وأنا محمد، وأنا أحمد، وأنا الماحي الذي يمحو الله بي الكفر، وأنا الحاشر الذي يحشر الناس على قدميَّ، وأنا العاقب الذي ليس بعده أحد } [متفق عليه]. وعن أبي موسى الأشعري قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسمي لنا نفسه أسماء فقال: { أنا محمد، وأحمد، والمقفي، والحاشر، ونبي التوبة، ونبي الرحمة } [مسلم].

طهارة نسبه صلى الله عليه وسلم :
اعلم رحمني الله وإياك أن نبينا المصطفى على الخلق كله قد صان الله أباه من زلة الزنا، فولد صلى الله عليه وسلم من نكاح صحيح ولم يولد من سفاح، فعن واثلة بن الأسقع رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: { إن الله عز وجل اصطفى من ولد إبراهيم إسماعيل، واصطفى من ولد إسماعيل كنانة، واصطفى من بني كنانة قريشاً، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم } [مسلم]، وحينما سأل هرقل أبا سفيان عن نسب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: { هو فينا ذو نسب، فقال هرقل: كذلك الرسل تبعث في نسب قومها } [البخاري].

ولادته صلى الله عليه وسلم :
ولد صلى الله عليه وسلم يوم الاثنين في شهر ربيع الأول، قيل في الثاني منه، وقيل في الثامن، وقيل في العاشر، وقيل في الثاني عشر. قال ابن كثير: والصحيح أنه ولد عام الفيل، وقد حكاه إبراهيم بن المنذر الحزامي شيخ البخاري، وخليفة بن خياط وغيرهما إجماعاً.

قال علماء السير: لما حملت به آمنة قالت: ما وجدت له ثقلاً، فلما ظهر خرج معه نور أضاء ما بين المشرق والمغرب.
وفي حديث العرباض بن سارية رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: { إني عند الله في أم الكتاب لخاتم النبيين، وإن آدم لمنجدلٌ في طينته، وسأنبئكم بتأويل ذلك، دعوة إبراهيم، وبشارة عيسى قومه، ورؤيا أمي التي رأت، انه خرج منها نور أضاءت له قصور الشام } [أحمد والطبراني].
وتوفي أبوه صلى الله عليه وسلم وهو حَمْل في بطن أمه، وقيل بعد ولادته بأشهر وقيل بسنة، والمشهور الأول.

رضاعه صلى الله عليه وسلم :
أرضعته ثويبة مولاة أبي لهب أياماً، ثم استُرضع له في بني سعد، فأرضعته حليمة السعدية، وأقام عندها في بني سعد نحواً من أربع سنين، وشُقَّ عن فؤاده هناك، واستخرج منه حظُّ النفس والشيطان، فردته حليمة إلى أمه إثر ذلك.
ثم ماتت أمه بالأبواء وهو ذاهب إلى مكة وهو ابن ست سنين، ولما مرَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بالأبواء وهو ذاهب إلى مكة عام الفتح، استأذن ربّه في زيارة قبر أمه فأذن له، فبكى وأبكى من حوله وقال: { زوروا القبور فإنها تذكر بالموت } [مسلم]. فلما ماتت أمه حضنته أم أيمن وهي مولاته ورثها من أبيه، وكفله جده عبد المطلب، فلما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من العمر ثماني سنين توفي جده، وأوصى به إلى عمه أبي طالب فكفله، وحاطه أتم حياطة، ونصره وآزره حين بعثه الله أعزّ نصر وأتم مؤازرة مع أنه كان مستمراً على شركه إلى أن مات، فخفف الله بذلك من عذابه كما صح الحديث بذلك.

صيانة الله تعالى له صلى الله عليه وسلم من دنس الجاهلية:
وكان الله سبحانه وتعالى قد صانه وحماه من صغره، وطهره من دنس الجاهلية ومن كل عيب، ومنحه كل خُلقٍ جميل، حتى لم يكن يعرف بين قومه إلا بالأمين، لما شاهدوه من طهارته وصدق حديثه وأمانته، حتى أنه لما أرادت قريش تجديد بناء الكعبة في سنة خمس وثلاثين من عمره، فوصلوا إلى موضع الحجر الأسود اختلفوا فيمن يضعه أول داخل عليهم، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: جاء الأمين، فرضوا به، فأمر بثوبٍ، فوضع الحجر في وسطه، وأمر كل قبيلة أن ترفع بجانب من جوانب الثوب، ثم أخذ الحجر فوضعه موضعه صلى الله عليه وسلم . [أحمد والحاكم وصححه].

زواجه صلى الله عليه وسلم :
تزوجته خديجة وله خمس وعشرون سنة، وكان قد خرج إلى الشام في تجارة لها مع غلامها ميسرة، فرأى ميسرة ما بهره من شأنه، وما كان يتحلى به من الصدق والأمانة، فلما رجع أخبر سيدته بما رأى، فرغبت إليه أن يتزوجها.
وماتت خديجة رضي الله عنها قبل الهجرة بثلاث سنين، ولم يتزوج غيرها حتى ماتت، فلما ماتت خديجة رضي الله عنها تزوج عليه السلام سودة بنت زمعة، ثم تزوج صلى الله عليه وسلم عائشة بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهما، ولم يتزوج بكراً غيرها، ثم تزوج حفصة بنت عمر بن الخطاب رضي الله عنهما، ثم تزوج زينب بنت خزيمة بن الحارث رضي الله عنها، وتزوج أم سلمة واسمها هند بنت أمية رضي الله عنها، وتزوج زينب بنت جحش رضي الله عنها، ثم تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم جويرية بنت الحارث رضي الله عنها، ثم تزوج أم حبيبة رضي الله عنها واسمها رملة وقيل هند بنت أبي سفيان. وتزوج إثر فتح خيبر صفية بنت حييّ بن أخطب رضي الله عنها، ثم تزوج ميمونة بنت الحارث رضي الله عنها، وهي آخر من تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم .

أولاده صلى الله عليه وسلم :
كل أولاده صلى الله عليه وسلم من ذكر وأنثى من خديجة بنت خويلد، إلا إبراهيم، فإنه من مارية القبطية التي أهداها له المقوقس.

فالذكور من ولده:
القاسم وبه كان يُكنى، وعاش أياماً يسيرة، والطاهر والطيب.
وقيل: ولدت له عبدالله في الإسلام فلقب بالطاهر والطيب. أما إبراهيم فولد بالمدينة وعاش عامين غير شهرين ومات قبله صلى الله عليه وسلم بثلاثة أشهر.

بناته صلى الله عليه وسلم :
زينب وهي أكبر بناته، وتزوجها أبو العاص بن الربيع وهو ابن خالتها، ورقية تزوجها عثمان بن عفان رضي الله عنه، وفاطمة تزوجها علي بن أبي طالب رضي الله عنه فأنجبت له الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة، وأم كلثوم تزوجها عثمان بن عفان رضي الله عنه بعد رقية رضي الله عنهن جميعاً. قال النووي: فالبنات أربع بلا خلاف. والبنون ثلاثة على الصحيح.

مبعثه صلى الله عليه وسلم :
بعث صلى الله عليه وسلم لأربعين سنة، فنزل عليه الملك بحراء يوم الاثنين لسبع عشرة ليلة خلت من رمضان، وكان إذا نزل عليه الوحي اشتد ذلك عليه وتغيّر وجهه وعرق جبينه.
فلما نزل عليه الملك قال له: اقرأ.. قال: لست بقارئ، فغطاه الملك حتى بلغ منه الجهد، ثم قال له: اقرأ.. فقال: لست بقارئ ثلاثاً. ثم قال: { اقْرأْ بِاسْمِ رَبّكَ الَّذي خَلَقَ، خَلَقَ الإنسَانَ مِنْ عَلَقٍ، اقْرَأْ ورَبُّكَ الأَكْرَمُ، الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ، عَلَّمَ الإنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ } [العلق:1-5]. فرجع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى خديجة رضي الله عنها يرتجف، فأخبرها بما حدث له، فثبتته وقالت: أبشر، وكلا والله لا يخزيك أبداً، إنك لتصل الرحم، وتصدق الحديث، وتحملُّ الكَلَّ، وتعين على نوائب الدهر.
ثم فتر الوحي، فمكث رسول الله صلى الله عليه وسلم ما شاء الله أن يمكث لا يرى شيئاً، فاغتم لذلك واشتاق إلى نزول الوحي، ثم تبدى له الملك بين السماء والأرض على كرسيّ، وثبته، وبشره بأنه رسول الله حقاً، فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم خاف منه وذهب إلى خديجة وقال: زملوني.. دثروني، فأنزل الله عليه: { يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ، قُمْ فَأَنذِرْ، وَرَبَّكَ فَكَبِّر، وَثِيَابَكَ فَطَهِّر } [المدثر:1-4]. فأمر الله تعالى في هذه الآيات أن ينذر قومه، ويدعوهم إلى الله، فشمَّر صلى الله عليه وسلم عن ساق التكليف، وقام في طاعة الله أتم قيام، يدعو إلى الله تعالى الكبير والصغير، والحر والعبد، والرجال والنساء، والأسود والأحمر، فاستجاب له عباد الله من كل قبيلة ممن أراد الله تعالى فوزهم ونجاتهم في الدنيا والآخرة، فدخلوا في الإسلام على نور وبصيرة، فأخذهم سفهاء مكة بالأذى والعقوبة، وصان الله رسوله وحماه بعمه أبي طالب، فقد كان شريفاً مطاعاً فيهم، نبيلاً بينهم، لا يتجاسرون على مفاجأته بشيء في أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم لما يعلمون من محبته له.
قال ابن الجوزي: وبقي ثلاث سنين يتستر بالنبوة، ثم نزل عليه: { فاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَر } [الحجر:94]. فأعلن الدعاء. فلما نزل قوله تعالى: { وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ } [الشعراء:214]، خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى صعد الصفا فهتف ( يا صباحاه! ) فقالوا: من هذا الذي يهتف؟ قالوا: محمد! فاجتمعوا إليه فقال: ( أرأيتم لو أخبرتكم أن خيلاً تخرج بسفح هذا الجبل أكنتم مصدقي؟ قالوا ما جربنا عليك كذباً. قال: فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد. فقال أبو لهب: تباً لك، أما جمعتنا إلا لهذا؟ ثم قام، فنزل قوله تعالى: { تَبَّتْ يَدَا أبِي لَهَبٍ وَتَبْ } إلى آخر السورة. [متفق عليه].

صبره صلى الله عليه وسلم على الأذى:
ولقي صلى الله عليه وسلم الشدائد من قومه وهو صابر محتسب، وأمر أصحابه أن يخرجوا إلى أرض الحبشة فرارا من الظلم والاضطهاد فخرجوا.
قال ابن إسحاق: فلما مات أبو طالب نالت قريش من رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأذى ما لم تطمع فيه حياته، وروى أبو نعيم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: { لما مات أبو طالب تجهَّموا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا عم ما أسرع ما وجدت فقدك }.
وفي الصحيحين: أنه صلى الله عليه وسلم كان يصلي، وسلا جزورٍ قريب منه، فأخذه عقبة بن أبي معيط، فألقاه على ظهره، فلم يزل ساجداً، حتى جاءت فاطمة فألقنه عن ظهره، فقال حينئذ: { اللهم عليك بالملأ من قريش }. وفي أفراد البخاري: أن عقبة بن أبي معيط أخذ يوماً بمنكبه صلى الله عليه وسلم ، ولوى ثوبه في عنقه، فخنقه به خنقاً شديداً، فجاء أبو بكر فدفعه عنه وقال أتقتلون رجلاً أن يقول ربي الله؟

رحمته صلى الله عليه وسلم بقومه:
فلما اشتد الأذى على رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد وفاة أبي طالب وخديجة رضي الله عنها، خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الطائف فدعا قبائل ثقيف إلى الإسلام، فلم يجد منهم إلا العناد والسخرية والأذى، ورموه بالحجارة حتى أدموا عقبيه، فقرر صلى الله عليه وسلم الرجوع إلى مكة. قال صلى الله عليه وسلم : { انطلقت – يعني من الطائف – وأنا مهموم على وجهي، فلم استفق إلا وأنا بقرن الثعالب – ميقات أهل نجد – فرفعت رأسي فإذا سحابة قد أظلتني، فنظرت، فإذا فيها جبريل عليه السلام، فناداني فقال: إن الله قد سمع قول قومك لك، وما ردّوا عليك، وقد أرسل لك ملك الجبال لتأمره بما شئت فيهم، ثم ناداني ملك الجبال، قد بعثني إليك ربك لتأمرني بما شئت، إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين – جبلان بمكة – فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئاً } [متفق عليه].
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرج في كل موسم، فيعرض نفسه على القبائل ويقول: { من يؤويني؟ من ينصرني؟ فإن قريشاً قد منعوني أن أبلغ كلام ربي! }.
ثم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لقي عند العقبة في الموسم ستة نفر فدعاهم فأسلموا، ثم رجعوا إلى المدينة فدعوا قومهم، حتى فشا الإسلام فيهم، ثم كانت بيعة العقبة الأولى والثانية، وكانت سراً، فلما تمت أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم من كان معه من المسلمين بالهجرة إلى المدينة، فخرجوا أرسالاً.

هجرته صلى الله عليه وسلم إلى المدينة:
ثم خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم هو وأبو بكر إلى المدينة فتوجه إلى غار ثور، فأقاما فيه ثلاثاً، وعني أمرهم على قريش، ثم دخل المدينة فتلقاه أهلها بالرحب والسعة، فبنى فيها مسجده ومنزله.

غزواته صلى الله عليه وسلم :
عن ابن عباس رضي الله عنه قال: لما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة قال أبو بكر: أخرجوا نبيهم إنا لله وإنا إليه راجعون، لَيهَلِكُنَّ، فأنزل الله عز وجل: { أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا } [الحج:39]. وهي أول آية نزلت في القتال. وغزا رسول الله صلى الله عليه وسلم سبعاً وعشرين غزاة، قاتل منها في تسع: بدر، وأحد، والريسيع، والخندق، وقريظة، وخيبر، والفتح، وحنين، والطائف، وبعثَ ستاً وخمسين سرية.

حج النبي صلى الله عليه وسلم واعتماره :
لم يحج النبي صلى الله عليه وسلم بعد أن هاجر إلى المدينة إلا حجة واحدة، وهي حجة الوداع. فالأولى عمرة الحديبية التي صدّه المشركون عنها. والثانية عمرة القضاء، والثالثة عمرة الجعرانة، والرابعة عمرته مع حجته.

صفته صلى الله عليه وسلم :
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ربعة، ليس بالطويل ولا بالقصير، أزهر اللون - أي أبيض بياضاً مشرباً بحمرة - أشعر، أدعج العينين –أي شديد سوادهما – أجرد –أي لا يغطي الشعر صدره وبطنه -، ذو مَسرُبه – أي له شعر يكون في وسط الصدر والبطن.

أخلاقه صلى الله عليه وسلم :
كان صلى الله عليه وسلم أجود الناس، وأصدقهم لهجة، وألينهم طبعاً، وأكرمهم عشرة، قال تعالى: { َإنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظيمٍ } [القلم:4]. وكان صلى الله عليه وسلم أشجع الناس وأعف الناس وأكثرهم تواضعاً، وكان صلى الله عليه وسلم أشد حياء من العذراء في خدرها، يقبل الهدية ويكافئ عليها، ولا يقبل الصدقة ولا يأكلها، ولا يغضب لنفسه، وإنما يغضب لربه، وكان صلى الله عليه وسلم يأكل ما وجد، ولا يدُّ ما حضر، ولا يتكلف ما لم يحضره، وكان لا يأكل متكئاً ولا على خوان، وكان يمر به الهلال ثم الهلال ثم الهلال، وما يوقد في أبياته صلى الله عليه وسلم نار، وكان صلى الله عليه وسلم يجالس الفقراء والمساكين ويعود المرضى ويمشي في الجنائز.
وكان صلى الله عليه وسلم يمزح ولا يقول إلا حقاً، ويضحك من غير قهقهة، وكان صلى الله عليه وسلم في مهنة أهله، وقال: { خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي } [الترمذي وصححه الألباني]، قال أنس بن مالك رضي الله عنه: خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنين فما قال لشيء فعلته: لم فعلته، ولا لشيء لم أفعله، ألا فعلت كذا!!.
وما زال صلى الله عليه وسلم يلطف بالخلق ويريهم المعجزات، فانشق له القمر، ونبع الماء من بين أصابعه، وحنَّ إليه الجذع، وشكا إليه الجمل، وأخبر بالغيوب فكانت كما قال.

فضله صلى الله عليه وسلم :
عن جابر بن عبدالله رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: { أعطيت خمساً لم يعطهن أحدٌ قبلي: نصرت بالرعب مسيرة شهر، وجعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً، فأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة فليصل، وأحلت لي الغنائم ولم تحل قبلي، وأعطيت الشفاعة، وكان النبي يبعث إلى قومه، وبعثت إلى الناس كافة } [متفق عليه]. وفي أفراد مسلم من حديث أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: { أنا أول الناس يشفع يوم القيامة، وأنا أكثر الأنبياء تبعاً يوم القيامة، وأنا أول من يقرع باب الجنة }. وفي أفراده من حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: { أنا سيد ولد آدم يوم القيامة، وأول من ينشقُّ عنه القبر، وأول شافع وأول مُشفع }.

عبادته ومعيشته صلى الله عليه وسلم :
قالت عائشة رضي الله عنها: { كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوم حتى تتفطر قدماه، فقيل له في ذلك، فقال: أفلا أكون عبداً شكوراً } [متفق عليه]، وقالت: وكان مضجعه الذي ينام عليه في الليل من أَدَمَ محشوّاً ليفاً!! وفي حديث ابن عمر رضي الله عنه قال: لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يظلُّ اليوم يَلتَوي ما يجد دِقْلاً يملأ بطنه – والدقل ردئ التمر -!! ما ضره من الدنيا ما فات وهو سيد الأحياء والأموات، فالحمد لله الذي جعلنا من أمته، ووفقنا الله لطاعته، وحشرنا على كتابه وسنته آمين، آمين.

من أهم الأحداث:
الإسراء والمعراج : وكان قبل الهجرة بثلاث سنين وفيه فرضت الصلاة.
السنة الأولى : الهجرة - بناء المسجد - الانطلاق نحو تأسيس الدولة - فرض الزكاة.
السنة الثانية : غزوة بدر الكبرى وفيها أعز الله المؤمنين ونصرهم على عدوهم.
السنة الثالثة : غزوة أحد وفيها حدثت الهزيمة بسبب مخالفة تعليمات النبي صلى الله عليه وسلم ونظر الجنود إلى الغنائم.
السنة الرابعة : غزوة بني النضير وفيها أجلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يهود بني النضير عن المدينة لأنهم نقضوا العهد بينهم وبين المسلمين.
السنة الخامسة : غزوة بني المصطلق وغزوة الأحزاب وغزوة بني قريظة.
السنة السادسة : صلح الحديبية، وفي هذه السنة حُرّمت الخمر تحريماً قاطعاً.
السنة السابعة : غزوة خيبر، وفي هذه السنة دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون مكة واعتمروا، وفيها أيضاً تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم صفية بنت حُيَيّ.
السنة الثامنة : غزوة مؤتة بين المسلمين والروم، وفتح مكة وغزوة حُنين ضد قبائل هوازن وثقيف.
السنة التاسعة : غزوة تبوك وهي آخر غزواته صلى الله عليه وسلم ، وفي هذه السنة قدمت الوفود على رسول الله صلى الله عليه وسلم ودخل الناس في دين الله أفواجاً، وسمي هذا العام عام الوفود.
السنة العاشرة : حجة الوداع، و حج فيها مع النبي صلى الله عليه وسلم أكثر من مائة ألف مسلم.
السنة الحادية عشرة : وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان ذلك في يوم الاثنين من شهر ربيع الأول مع اختلاف في تحديد هذا اليوم من الشهر. وتوفي صلى الله عليه وسلم وله من العمر ثلاث وستون سنة، منها أربعون سنة قبل النبوة، وثلاث وعشرون سنة نبياً رسولاً، منها ثلاث عشرة سنة في مكة، وعشر سنين بالمدينة، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.

المصادر:
- تهذيب الأسماء واللغات للنووي.
- التبصرة والحدائق لابن الجوزي.
- زاد المعاد لابن القيم.
- السيرة النبوية للذهبي.
- جوامع السيرة النبوية لابن حزم.
- الفصول في سيرة الرسول (ابن كثير).
- صحيح السيرة النبوية، إبراهيم العلي.
وأصلي على النبي الأكرم محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم وما كان من صواب فمن الله عز وجل وما كان من خطأ فمني ومن الشيطان.





منقول من صيد الفوائد
رد مع اقتباس
  #5 (permalink)  
قديم 27-12-2008, 12:22 AM
عضو نشيط
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 184
معدل تقييم المستوى: 33
ضحايا أيه بي في يستحق التميز

دعوة الجاليات داخل المستشفيات
(عرض لتجربة مبتدئة)
د. فاطمة بنت عبدالرحمن الحيدر
أستاذ مساعد بكلية الطب وأستشارية الطب النفسي
للأطفال والمراهقين
كلية الطب – جامعة الملك سعود


مقدمة
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله ,اشهد أن محمد عبد الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

لقد استغل أعداء الله العمل الطبي في التنصير وإخراج المسلمين من دينهم إلى النصرانية، وسخروا لذلك الكثير من الوقت والجهد والمال. فها هي طائراتهم الجوابة "مستشفيات متنقلة" تجوب غابات أفريقيا وتغوص في أعماق صحاري آسيا من أجل الدعوة لدين باطل وعقيدة فاسدة، يقضي فيه الشباب ريعان شبابهم ويمضي فيه شيبهم بقية عمرهم لا يألون جهداً في بذل الغالي والرخيص من أجل ذلك الهدف.

أما نحن المسلمين، فإننا لم نألف أم تأتي الدعوة من العاملين في المجال الطبي من أطباء وممرضين وفنيين وغيرهم...

إن فكرة دعوة الجاليات داخل المستشفيات والمراكز الصحية تعتبر حاجة ملحة وضرورة وليست ترفاً وذلك لأسباب كثيرة:

فالإسلام هو دين الحق، يقول تبارك وتعالى في سورة آل عمران { ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين} (85).
وحق لهذا الدين أن يدعى له!...

ثم إن نبي هذه الأمة صلى الله عليه وسلم إنما بعث رحمة للعالمين { وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين} الأنبياء (107).
ونحن لا بد أن نسير على خطاه رحمة تمشي في الأرض تهدي الناس لخير وسعادة الدارين. فما قيمة الصحة والعافية إن ضاعت الآخرة؟ فسعينا لإصلاح عقائد الناس وهدايتهم للخير أولى من حفاظنا على صحتهم وعافيتهم. وفي كل خير!

وقد كان سابقونا يضربون الأرض يبتغون من فض الله أو يجاهدون في سبيل الله يدعون إلى الله في سفر وعناء وأخوة لنا اليوم يسعون في الأرض يدعون الله، يتركون أبناءهم وأرزاقهم.
فكيف بنا نحن، باقون في أرضنا ورخائنا وبين أهلينا وهؤلاء المساكين يأتون إلينا من بلاد الكفر ثم لا يسمعون كلمة حق في هذا الدين يخرجهم الله بها من الظلمات إلى النور؟ يقول الله تبارك وتعالى في سورة آل عمران {ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وألئك هم المفلحون} (104).

وإذا نظرنا إلى عدد القادمين للعمل لدينا في المستشفيات لوجدنا جلهم من النساء.

كل هذا دعا إلى ضرورة إيجاد لجنة نسائية مختصة، قال تعالى { واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة إن الله كان لطيفاً خبيراً} (34).

وهكذا بفضل الله تم تشكيل لجنة التوعية والإرشاد بكلية الطب والمستشفيات الجامعية – الفرع النسائي- بناء على قرار سعادة وكيل كلية الطب للدراسات العليا والتعليم الطبي المستمر ورئيس لجنة التوعية والإرشاد بكلية الطب والمستشفيات الجامعية بتاريخ 17-3-1423هـ.

• الفئات المستفيدة من خدمات اللجنة:
فئة طالبات كلية الطب.
فئة الموظفات "طبيبات – ممرضات – فنيات وغيرهن ".
فئة المريضات والمرافقات والمراجعات.

وحيث أن المحاضرة اليوم تدور حول فئة الجاليات فسيقتصر الحديث حول هذه الفئة.

الأهداف الرئيسية:
دعوة غير المسلمات إلى الإسلام.
نشر الوعي الشرعي بين المسلمات.

• وسائل الدعوة:

1. القدوة :
وذلك بالحرص على الإلتزام بالسلوك الإسلامي العام لأكبر عدد ممكن من الأخوات الملمات وخاصة الطبيبات والطالبات {يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون كبر مقتاً عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون} سورة الصف (2-3).

2. اكتساب مهارات التواصل وفن الحوار والحرص على مهارات امتلاك القلوب من لين وبشاشة ودعم ومساندة يقول الله تبارك وتعالى في سورة يوسف {قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة} (108).
ويقول تعالى في سورة النحل {ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن} (125).

ويقول في سورة آل عمران { فبما رحمت من الله لنت لهم ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك} (159).

3. التركيز على كل الطبقات بغض النظر عن الجنسية أو طبيعة العمل، سواء كن طبيبات أو ممرضات أو سكرتيرات أو عاملات نظافة أو مراسلات،، فالكل في دين الله سواء،،،،

وفي وصيته صلى الله عليه وسلم لعلي ابن إبي طالب كما ورد في صحيحي البخاري ومسلم{---- فوالله لأن يهدي بك الله رجلاً واحدأً خير لك من أن يكون لك حمر من النعم}.

4. الإعتناء بالجاليات المسلمة وغير المسلمة بشكل فردي وجماعي – داخل المستشفى وداخل سكنهم – وتلمس حاجاتهم خاصة المسلمات الجديدات.

5. عقد لقاءات دورية معهن (كل شهرين تقريباً يتم فيها بشكل ودي إلقاء محاضرة مع توزيع هدايا رمزية وتأمين وجبة الغداء.
تشتمل الحاضرات على تعريف بالإسلام وبيان محاسنه لغير المسلمات وخاصة فيما أشكل عليهن همه مثل الحجاب – توزيع الإرث والتعدد ،،، ومحاضرات أخرى للمسلمات لتعزيز جانب العقيدة وتصحيح ما يحملن من أخطاء عقدية وشرعية إضافة إلى محاضرات عامة مثل أخلاقيات التمريض في الإسلام، المرأة في الإسلام، يوم في حياة محمد صلى الله عليه وسلم، ضوابط العمل في البيئة المختلطة وغير ذلك....

6. عقد مسابقات دورية حول محتوى كتيبات أو أشرطة نافعة_ إضافة للتوزيع الدوري لبعض المجلات النافعة مثل مجلة البيان والجمعة.

7. توزيع هدايا موسمية مع التذكير بفضل هذه المواسم مثل قبل دخول شهر رمضان المبارك – قبل لعيد – الحج وغيره،،،،،

8. التواصل مع هيئات أخرى مثل الندوة العالمية للشباب الإسلامي – مكاتب دعوة الجاليات .

9. تنشيط دور الطالبات في الدعوة – وربط العمل الطبي مع الدعوي في المواد الدراسية مثل أخلاقيات الطبيب المسلم وذلك بهدف تثبيت مبدأ الدعوة وضمان استمرار العمل الدعوي في المجال الطبي.

10. وأخيراً التواصل مع لجان داخلية أخرى مثل شئون الطالبات – لضمان متابعة الإحتشام والسلوك العام.

المعوقات:
لعل أهم معوق لهذا العمل العظيم هو دنو الهمة وعدم حمل هم الدعوة
ظن بعض الأخوات الطبيبات أن ممارسة الطبيبة للدعوة تتعارض مع عملها وتأخذ من وقتها وجهدها ما يمكن أن يوفر لصحة مريضاتها أو أن الدعوة فيها استغلال للعمل الطبي لأهداف أخرى يمكن أن يقوم بها غيرها.
الشعور بالدونية لدى البعض، فتشعر أنه ليس لديها ما تقوله أو أنها تفتقر للمهارات المطلوبة أو ما هو أسوأ وهو شعورها بأن حال المرأة – خاصة لو كانت غربية- أفضل منها.
الخوف من ردود الأفعال مثل المساءلة الإدارية أو سوء الأدب من قبل المدعوة.
معوقات إدارية

وإذا نظرنا إلى هذه المعوقات نجد أن المعوق الرئيسي هو سبب نفسي بحت يرجع إلى عدم وجود دافع داخلي للدعوة – أما المعوقات الأخرى فأسباب تتخذ لتبرير المعوق الرئيسي.

نقاط هامة لنجاح الدعوة:
1- الإخلاص : فإخلاص النية في هذا العمل وابتغاء وجه الله تعالى في ذلك أمر لازم،،، وكل عمل لا يقوم على الإخلاص فهو أقطع،،،

2- القدوة: وهي أقوى وسيلة للتغيير – فما فائدة أن تدعو لأمر ولا يراك غيرك تمارسه – فكل قول لا يصدقه عمل لا ثمرة منه .

• ولنا في سابقينا قدوة – فأولئك الأفذاذ ذهبوا للتجارة ودخل الناس بسببهم في دين الله أفواجاً وما ذلك إلا أنهم رأوا فيهم من صفاء العقيدة وجمال السلوك ما شجع الكثيرين في إقتفاء أثرهم والدخول في دينهم.

3- الاحتساب وابتغاء ما عند الله تبارك وتعالى {بل يؤثرون الحياة الدنيا والآخرة خير وأبقى} سورة الأعلى (16-17).

4- الصبر والمجاهدة – فمجاهدة النفس وما تلاقيه الداعية من صفات وردود أفعال – فالأجر على قدر الصبر والإحتساب.
يقول الله تبارك وتعالى في سورة آل عمران {فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا والله يحب الصابرين} (146).

5- الإعتقاد الجازم بأن الهداية بيد الله سبحانه – فما نحن إلا أسباب مأجورين على أعمالنا،، فلا يشعر الإنسان بالحزن والأسى إذا لم يجد آذاناً صاغية { فمن اهتدى فلنفسه ومن ضل فعليا وما أنت عليهم بوكيل} الزمر (41).

6- التجديد والمرونة في وسائل الدعوة وسلوك كل طريق مشروع،، فما يناسب هذه قد لا يناسب تلك،،، وما يحبب هذه في دين الله قد يختلف عم ما تحبه الأخرى – ولنا في نبي الله نوح عليه السلام قدوة ومثال {قال رب إني دعوت قومي ليلاً ونهاراً ----- ثم إني دعوتهم جهاراً ثم إني أعلنت لهم وأسررت لهم اسراراً} سورة نوح (5-9).

7- المراجعة النقدية لما تم ويجري ومشاورة الأخريات.

التوصيات العامة:
إحياء الحس الدعوي وغرس هم الدعوة في قلوب ونفوس الطالبات من خلال مناهج التعليم الطبي واللقاءات الودية والتواصل معهن لضمان قوة الدافع للدعوة واستمرار العطاء.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين






منقول من صيد الفوائد
رد مع اقتباس
  #6 (permalink)  
قديم 27-12-2008, 12:26 AM
عضو نشيط
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 184
معدل تقييم المستوى: 33
ضحايا أيه بي في يستحق التميز

الأطباء والدعوة الإسلامية
د. حسن علي الزهراني

لا شك أن العاقل البصير - أيا كان تخصصه أو موقـعه - يعلم بأن العمر قصير ، والأنفاس معدودة ، والموت قد يأتي بغتة ، والأطباء - بصفة خاصـة - أكـثـر الـنـاس معايشة لهذه المفاهيم ، لأنهم يحسون بها كل يوم ، بل في اليوم أكثر من مرة أحياناً.. يشاهدون لحظات الموت حية أمام نواظرهم.. يتابعون الاحتضار لحظة بلحظة.. كما أنهم يعايشـون أحاسيس أهل المريض عند موته ، لذا كان من الطبيعي أن يكونوا أكثر معرفة بالله وخوفـاً منه ، إن قورنوا بعامة الناس ، ولكن - للأسف الشديد - فإن القليل منهم في هذا الزمان يعي أهمية دوره كطبيب في الدعوة إلى الله. وهذه العجالة ليس القصد منها تنبيه أولئك الغافلين الذين يحتاجون إلى النصح والوعظ المدروس الذي قد يستنفد جهداً كبيراً ؛ ولكنها موجـهـة إلى أصـحـاب الـوجـوه النيرة ، ممن أحبوا الله ورسوله ، فظهر ذلك على مظهرهم وسمتهم ، رسالتي إليهم تتلـخـص في مجموعة أسئلة وملاحظات أحب منهم أن يقفوا عندها بتجرد وإخلاص، ويراجعوا أنفـسهم، لعل الله يحقـق لـنـا مـا نـصـبـو إليه من عز الدنيا وثواب الآخرة ، خاصة وأنهم يقضون أكثر من 70% من وقتهم داخل أروقـة المستشفيات.
ماذا قدم الطبيب لنفسه ؟...
وأقـصـد بهذا دعوة الطبيب نفسه. ونفوس الأطباء من أيسر النفوس لتقبل الدعوة ، كما هو مشاهد فـي كلـيـات الطب من كثرة الصالحين عند مقارنته على سبيل المثال بكليات أخرى مثل الآداب أو الاقـتصاد أو غيرها ، فالطب وعلومه يدعو إلى التأمل في خلق الإنسان: مـرضـه وصـحـته، حياته موته.. كما أنهم - أي الأطباء - أعلم الـنـاس بـقـدرة الله علـى تـحـريـك أي خـلـيـة تسبب مرضاً سرطانياً، أو انقباضاً شريانياً يودي بحياة الإنسان، أو فيروساً يضع المريض في موقف القائل :
وحسب المنايا أن يكن أمانيا *** كفى بك داءً أن ترى الموت شافياً
ومع ذلك لا بد من تذكيرهم بالأمور التالية:
1- الإخلاص وابتغاء ما عند الله :
ففـتـن الطب كثيرة.. من مركز ، وجاه ، وعجب ، وطلب الثناء من الناس ، لا يعصم من ذلك كله إلا مراقبة الله ، وطلب ما عنده من الثواب ((والآخِرَةُ خَيْرٌ وأَبْقَى)).
2- الزهد في الدنيا بمفهومه الصحيح :
وهو أن يستوي عند الطبيب بقاؤه في منصبه أو وظيفته وعدمه إن تعارضت مع طاعة الله.
3- المحافظة على الفرائض :
وهي أقل الزاد وأعظمه ، لقول النبي -صلى الله عليه وسلم- في الحديث القدسي : »وما تقرب إليّ عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه« ، ولا يعذر الإنسان في التقصير في تلك الفرائض مهما كانت انشغالاته.
4 - المحافظة على النوافل والأذكار وقراءة القرآن ، وكل ما يبعث فـي الـنفـس الحماس والنشاط للعبادة ، وكل إنسان أدرى بنفسه.
5- استشعار نعمة الله وواجب شكرها :
وبالذات فيما يتعلق بنعمة الصحة خاصة عندما يشاهد الطبيب الأمراض الفتاكة والحالات المستعصية كقول : »الحمد لله للذي عافاني مما ابتلاك به ، وفضلني على كثير ممن خلق تفضيلاً« أو كما قال -صلى الله عليه وسلم- .
دعوة الطبيب لزملائه :
وهي مـن أوجـب الواجبات لقول النبي : »الدين النصيحة« وهم أولى الناس بها لأنهم زملاء العمل ورفاق الـمـهـنـة ، يـعـيـش الإنسان بينهم أكثر مما يعيش مع أهله أو أقاربه ، ومن الغريب أن تجد بعض الصالحـيـن مـن الأطـبـاء شــعـلـة من النشاط مع عامة الناس خارج المستشفى وفي ذات الوقت ليس عندهم ما يقدمونه داخـل المستشفى، فـتـظـهـر الازدواجية بكل معانيها وما يترتب عليها من سلبيات.
كـمـا أن فـي دعـوة هؤلاء الزملاء إقامة للحجة ، كما قال الله عز وجل :
((وإذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِّنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَــوْمـاً الـلَّـهُ مُـهْـلِـكُـهُـمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَـذَابــاً شَـدِيـداً قَالُوا مَعْذِرَةً إلَى رَبِّكُمْ ولَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ)) .
ولا شـك أن فـي الـتـعـاون على البر والتقوى مع هؤلاء الزملاء خيراً كبيراً في نشر المعروف وإزالة المنكرات التي تعج بها المستشفيات.
والسؤال الذي يطرح نفسه.. كيف يتم ذلك؟
من الواجب أن يخصص الطبيب المسلم لهؤلاء وقتاً يجلس لهم فيه، يـراعـي فـيه أن يكون مناسـباً للجميع، ولا يتعارض مع وقت العمل ، حتى لا يكون هناك تضييع لحق المرضى، وكلمة - يخصص - فيها من الجدية الشيء الكثير.
- السعي في حاجاتهم الدنيوية :
من مساعدة في العمل ، وبالذات ما يتعلق بالمناوبات وحل للمشاكل ، وعطف ومشاركة فـي الهموم وقد قيل :
أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهـــم *** فطالما استعبد الإنسانَ إحسانُ.
- القدوة الحسنة في أمور الدنيا والدين.
- الزيارة المنزلية لما فيها من التحبب ورفع الكلفة.
- الهدايا الحسية مثل : الأشرطة والكتيبات بل قد تكون كتباً طبية أو حتى قلماً الخ..
- الهدايا المعنوية : من ذكرهم بالخير ، والإشادة بالمبرزين في حقول اختصاصهم بالحق.
- الاحترام ، الابتعاد عن التفاهات ، الترفع عن التكالب على أمور المعاش ، الابتعاد عن تصيد الأخطاء.. هذه وغيرها أمور ينبغي أن يتحلى بها الداعية عند دعوته لزملائه.
دعوة المرضى :
وقد وظف المنصرون هذا الأمر لنشر دينهم الفاسد خير توظيف ، ولا شك بأننا أولى بهذا منهم فليس عجائز بريطانيا مثل : تيريزا وغيرها من الآلاف الذين يجوبون أصقاع المعمورة بخير من حملة التوحيد من الأطباء المسلمين ، وهنا أركز على النقاط التالية :
- احتساب الأجر عند الله وحده عند علاجهم لقول الله تعالى : ((ومَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً)) وقوله -صلى الله عليه وسلم- : »من فرج عن مؤمن كربة من كرب الدنيا فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة«.
- الصبر عليهم عند علاجهم : وبالذات على كبار السن توقيراً لهم ، وعلى الأطفال رحمة بهم ، وعلى الملهوفين في الحالات الطارئة ، لقوله -صلى الله عليه وسلم- : »في كل ذات كبد رطبة أجر«.
- طلب الدعاء منهم : وبالذات من الضعفاء منهم الذين لا يملكون إلا الدعاء ، وقد يكون فيهم من لو أقسم على الله لأبره.
- نصحهم : وبالذات في قضايا العقيدة من رقى وتمائم وأحجبة وغيرها ، والمريض يكون عادة في حالة من الضعف يتقبل فيها ما يشير عليه الطبيب ، ثم حضهم على الصلاة والحجاب وغير ذلك.
- تذكيرهم بالله ، وذلك عن طريق رد النتائج إلى الله عز وجل ، وأن الطبيب ما هو إلا أحد الأسباب التي تجري عليها أقدار الله.
- السؤال عن أحوالهم في البيت وعن أولادهم أو آبائهم ، والتلطف معهم مما يؤدي إلى تكوين علاقة شخصية ودية ليس فيها طابع الرسمية ، بشرط البعد عن المبالغة في رفع الكلفة ، الأمر الذي قد يؤدي إلى الابتذال المذموم.
- إعداد بعض الأشرطة أو الكتيبات وإهدائها إلى هؤلاء المرضى.
دعوة أقارب المريض:
وينطبق عليهم ما ذكر آنفاً ، إضافة إلى وجوب حرص الطبيب على الجلوس معهم ومقابلتهم لشرح حالة المريض لهم ، وبالتالي التأثير عليهم من خلال مناصحتهم.
دعوة العاملين في المستشفى :
والمقصود غير الأطباء من ممرضين وفنيين وإداريين وسائقين وغيرهم ، وهناك أمور منها:
- مراعاة التركيز على كل الطبقات ، فلا ينبغي استصغار أحد لجنسه أو وظيفته أو غير ذلك.
- الاهتمام برؤساء الأقسام ممن فيهم سيما الصلاح ، لأنهم أهل الحل والربط ، وقد ينفع الله بهم من خلال تعميم لا يكلف بضع دقائق مما يوفر الجهد والوقت.
- الاهتمام بغير المسلمين بدعوتهم وتقديم الكتب والأشرطة إليهم ، ومعاملتهم معاملة تقربهم إلى الإسلام ، ولا تنفرهم منه بضوابطها الشرعية ، وقد أثمرت هذه الجهود في كثير من المستشفيات ، ورأينا أن الكثير من هؤلاء العاملين قد دخلوا في الدين الله أفواجاً ، ويكفي قول النبي -صلى الله عليه وسلم- : »لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم«.
- الحذر عند التعامل مع النساء - من المبالغة في التحادث بحجة الدعوة أو حتى العمل الطبي ، مما قد يؤدي إلى ما لا تحمد عقباه من معاصٍ وفتن أو سوء فهم.
دعوة الإدارة :
وهم كما قال -صلى الله عليه وسلم- : »إن الله ليزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن« وبيدهم - بعد الله - الإصلاح أو التسبب في الفساد العريض ، لذا كان من الواجب الاهتمام بدعوتهم من خلال الكتابة لهم ونصحهم مع استخدام أسلوب مناسب مع المترددين منهم ، وينبغي أن يشارك في هذا الأمر كل غيور على دينه حريص على دنياه وآخرته ، مع استخدام أسلوب التخويف بالله والترغيب فيما عنده ، أما الصالحون من الإداريين فينبغي التحبب إليهم ومساعدتهم والوقوف بجانبهم ودعمهم معنوياً.
وأخيراً هناك ملاحظات عامة ينبغي ذكرها لعموم البلوى بها منها:
عدم ترتيب الأولويات في الدعوة ، فمثلاً قد يبدأ الطبيب بِحَثِّ المريض على عدم التدخين على الرغم من مقارفة المريض لشركيات وكبائر ينبغي البدء بها أولاً.
سوء الخلق عند بعض الأطباء ، فمهما كانت المبررات ليتذكر المرء قوله -صلى الله عليه وسلم- : »وتبسمك في وجه أخيك صدقة«.
التحاسد في أمور الدنيا ، وأمره شنيع إن كان بين الأخوة المتحابين في الله.
عدم مشاورة الأخيار من الأطباء ، اتباعاً لشهوة أو كبراً أو غروراً ، مع أن الله عز وجل أمر نبيه -صلى الله عليه وسلم- بالشورى فقال : ((وشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ)) ، مما يؤدي إلى بعض الاجتهادات الخاطئة التي قد تفسد ما بناه الآخرون.
ضعف العلم الشرعي بصفة عامة ، وبالذات ما يتعلق بمجال الطب ، والحل هو التزود من العلم بسؤال العلماء ومراجعة أهل الخبرة من الصالحين خاصة في بدء حياته العلمية.
ظاهرة الاستغراق في العمل : فيصحو الإنسان وينام وهو يفكر في دنياه ، وينسى أن الله قد خلقه لغير هذا ، حتى ينحصر اهتمام الشخص بين البيت والمستشفى وما تبقى ففي المسجد.
المبالغة في تقـديـر مصلحة الدعوة : مما يؤدي إلى السكوت عن المنكرات ، بل استمرائها ، ومـــن ثــم الانحراف والنكوص على الأعقاب لا سمح الله. وختاماً.. هذا غيض من فيض، لكن؛ ليتذكر كل طبيب أن الله قد خلقه لعبادته ، وأن الحياة ليست عبثاً ولا معطفاً أبيض وسماعة فحـسـب ؛ بل هي جهاد واحتساب حتى يأتي الله بأمره ، وأن الأمة تنتظر منه أن يحـمـــل هم الدين عنها - في مجاله على الأقل - في عصر اجتمعت فيه أمم الكفر على ضرب الإســـــلام عن قوس واحدة ، ولا ينسى أنه قد قطع من العهود والمواثيق بينه وبين الله أثناء دراســتـه على مقاعد الكلية أن يقوم بأداء مهمته خير قيام حال تخرجه ، قال تعالى: ((ومِنْـهُـــم مَّنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آتَانَا مِن فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ ولَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ * فَلَمَّا آتَاهُم مِّــن فَضْلِهِ بَخِلُوا بِهِ وتَوَلَّوْا وهُم مُّعْرِضُونَ * فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقاً فِي قُلُوبِهِمْ إلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُوا اللَّهَ مَا وعَدُوهُ وبِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ)) [التوبة75-77] نعوذ بالله من سخطه وأليم عقابه.

المصدر : مجلة البيان العدد58 جمادي الآخرة 1413ه


منقول صيد الفوائد
رد مع اقتباس
  #7 (permalink)  
قديم 27-12-2008, 12:32 AM
عضو نشيط
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 184
معدل تقييم المستوى: 33
ضحايا أيه بي في يستحق التميز

أفكار دعوية للمستشفيات



رحلة في خراف الجنة
الهدف منها:
1- دعوة المريض وتأليف قلبه.
2- مواساته وتصبيره على مرضه.
3- كسب الأجر العظيم.
4- مخاطبة شرائح جديدة في المجتمع.

طريقتها: زيارة المريض (المرضى) سواء كانوا في المنازل أو في المستشفيات أو المراكز الصحية أو غيرها.

ملاحطات:
1- يمكن إهدائه بعض الكتيبات المفيدة مثل:
أ- كتيبات تحتوي على الرقية والأدعية الشرعية.
ب- حقيقة التوكل على الله.
جـ- فضل الرضى بالقضاء والقدر.
د- أحكام شرعية تهم المرضى.
2- يمكن فتح مجال التوبة له بالنصيحة وذكر بعض الأحاديث والآيات المسلية له.
3- لابد من تلمس حاجات المرضى وتوفيرها لهم قدر المستطاع.
4- يفضل أن تكون زيارة بعض المرضى دورياً وتشجيعهم والوقوف معهم.
5- إن لم يكونوا مسلمين فيتوجب عرض الشهادتين وشرحها شرحاً مبسطاً لهم وتذكيرهم بوحدانية الله جلّ وعلا(كل ذلك بالأسلوب المناسب).

وقفة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلممَنْ عَادَ مَرِيضًا مَشَى فِي خِرَافِ الْجَنَّةِ فَإِذَا جَلَسَ عِنْدَهُ اسْتَنْقَعَ فِي الرَّحْمَةِ فَإِذَا خَرَجَ مِنْ عِنْدِهِ وُكِّلَ بِهِ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ يَسْتَغْفِرُونَ لَهُ ذَلِكَ الْيَوْم) رواه مسلم.
المحاضرات داخل المستشفيات
الهدف منها:
1- زيادة الوعي سواءً الأخلاقي أو الشرعي أو الإجتماعي لدى الفريق الطبي والعاملين في المستشفيات عموماً.
2- إنكار الكثير من المنكرات الظاهرة وبيان خطرها في المستشفيات.
3- دعوة كثير من العاملين غير المسلمين للإسلام.

الطريقة: هي إقامة محاضرات داخل المستشفيات ويتم الإعلان عنها داخل المستشفى وخارجه ويتم التنسيق في ذلك مع أحد الأطباء المتمكنين أو طلبة العلم أو العلماء أو الدعاة أو المربين المتمكنين.

ملاحظات:
1- يمكن توزيع كتيبات أو مطويات بعد أو خلال المحاضرة للمسلمين أو لغير المسلمين.
2- يمكن الإعلان عن هواتف بعض المراكز الإسلامية الدعوية بعد المحاضرة لكي يتسنى لمن أراد المزيد من المعلومات عن هذا الدين العظيم الإتصال بهم.
العيادة الدعوية
الهدف منها:
1- دعوة غير المسلمين للإسلام بيسر.
2- سهولة نشر الوعي الشرعي والأخلاقي.
3- قمع الكثير من المنكرات والفتن في هذه الأماكن.
4- سهولة توفير الكتاب والشريط الإسلامي في مثل هذه الآماكن.

طريقتها: إقامة أو فتح مكتب أو مقر دعوي مصغّر في المراكز الصحية والمستشفيات، ويحتاج هذا المركز إلى رجل(داعية) يقوم بأعمال المكتب من جهة توفير الكتب والأشرطة وغيرها من وسائل الدعوة الإسلامية بعدة لغات.

دور الداعية داخل المكتب:
1- مناقشة ودعوة غير المسلمين من العاملين في المركز الصحي.
2- إنكار المنكرات قدر المستطاع فعلى سبيل المثال:
أ- عن طريق التخاطب مع إدارة المركز.
ب- الإنكار على نفس الأشخاص.
جـ- بيان مخاطر تلك المنكرات من خلال المناقشة أو من خلال مطوية أو كتاب أو شريط.
3- تلمس حاجات بعض المرضى وتوفيرها لهم.

ملاحظات:
1- يمكن أن يتعاون على المكتب أكثر من شخص.
2- ينبغي أن يكون مدير المكتب(الداعية) ملم ببعض الأمور الشرعية والإدارية.
3- يمكن توسيع نشاطات المكتب قدر المستطاع.
المصدر
موقع الشيخ محمد الدويش حفظه الله .

إضافات
أضاف الأخ : أبو فيصل النجدي
1- دعوة المسئولين على المستشفيات
2- دعوة القائمين على المرضى للأسلام وإن كانوا مسليمن تثقيفهم بالله
3- تذكير المرضي بالتوكل على الله عزوجل مع عدم ترك الآسباب
4- طرح مسابقات للمرضي الخفيف مرضهم
6- طرح مسابقة للعاملين بالمستشفيات
7- إقامة الدورات والمحاضرات العلمية

أضاف الأخ : fawathalafkar
هذه بعض الأفكار الأخرى :
1- عمل مجلة حائطية في المركز الصحي أو المستشفى . مع متابعتها كل أسبوعين على سبيل المثال .
2- عمل ملصقات تذكيرية بلغات مختلفة تناسب رائدي المستشفى أو المركز الصحي .
3- ترتيب دعوات لزيارة المستشفى من قبل مراكز الدعوة والإرشاد .
4- بالنسبة للوسط النسائي يرتب دعوة للمستشفى أو المركز الصحي من قبل بعض مراكز تحفيظ القرآن الكريم كلا في منطقته .
5- عمل مكتبة في المركز الصحي أو المستشفي تناسب جميع اللغات .
6- توزيع أشرطة فيديو إسلامية مناسبة توضع في الدائرة التلفزيونية في المركز الصحي او المستشفى .



منقول من صيد الفوائد
رد مع اقتباس
أضف رد

(( لا تنسى ذكر الله ))


مواضيع ذات صله إستراحة الأعضـاء

مواقع النشر (المفضلة) وتحتوي على WhatsApp لإرسال الموضوع إلى صديقك



تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة





الساعة الآن 11:26 PM


Powered by vBulletin Version 3.8.9
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
جميع الحقوق محفوظة لحلول البطالة

استضافة، تصميم مواقع، برمجة تطبيقات، من توب لاين