27-12-2008, 12:22 AM
|
عضو نشيط
|
|
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 184
معدل تقييم المستوى: 33
|
|
دعوة الجاليات داخل المستشفيات
(عرض لتجربة مبتدئة) د. فاطمة بنت عبدالرحمن الحيدر
أستاذ مساعد بكلية الطب وأستشارية الطب النفسي
للأطفال والمراهقين
كلية الطب – جامعة الملك سعود
مقدمة
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله ,اشهد أن محمد عبد الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
لقد استغل أعداء الله العمل الطبي في التنصير وإخراج المسلمين من دينهم إلى النصرانية، وسخروا لذلك الكثير من الوقت والجهد والمال. فها هي طائراتهم الجوابة "مستشفيات متنقلة" تجوب غابات أفريقيا وتغوص في أعماق صحاري آسيا من أجل الدعوة لدين باطل وعقيدة فاسدة، يقضي فيه الشباب ريعان شبابهم ويمضي فيه شيبهم بقية عمرهم لا يألون جهداً في بذل الغالي والرخيص من أجل ذلك الهدف.
أما نحن المسلمين، فإننا لم نألف أم تأتي الدعوة من العاملين في المجال الطبي من أطباء وممرضين وفنيين وغيرهم...
إن فكرة دعوة الجاليات داخل المستشفيات والمراكز الصحية تعتبر حاجة ملحة وضرورة وليست ترفاً وذلك لأسباب كثيرة:
• فالإسلام هو دين الحق، يقول تبارك وتعالى في سورة آل عمران { ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين} (85).
وحق لهذا الدين أن يدعى له!...
• ثم إن نبي هذه الأمة صلى الله عليه وسلم إنما بعث رحمة للعالمين { وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين} الأنبياء (107).
ونحن لا بد أن نسير على خطاه رحمة تمشي في الأرض تهدي الناس لخير وسعادة الدارين. فما قيمة الصحة والعافية إن ضاعت الآخرة؟ فسعينا لإصلاح عقائد الناس وهدايتهم للخير أولى من حفاظنا على صحتهم وعافيتهم. وفي كل خير!
• وقد كان سابقونا يضربون الأرض يبتغون من فض الله أو يجاهدون في سبيل الله يدعون إلى الله في سفر وعناء وأخوة لنا اليوم يسعون في الأرض يدعون الله، يتركون أبناءهم وأرزاقهم.
فكيف بنا نحن، باقون في أرضنا ورخائنا وبين أهلينا وهؤلاء المساكين يأتون إلينا من بلاد الكفر ثم لا يسمعون كلمة حق في هذا الدين يخرجهم الله بها من الظلمات إلى النور؟ يقول الله تبارك وتعالى في سورة آل عمران {ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وألئك هم المفلحون} (104).
• وإذا نظرنا إلى عدد القادمين للعمل لدينا في المستشفيات لوجدنا جلهم من النساء.
كل هذا دعا إلى ضرورة إيجاد لجنة نسائية مختصة، قال تعالى { واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة إن الله كان لطيفاً خبيراً} (34).
وهكذا بفضل الله تم تشكيل لجنة التوعية والإرشاد بكلية الطب والمستشفيات الجامعية – الفرع النسائي- بناء على قرار سعادة وكيل كلية الطب للدراسات العليا والتعليم الطبي المستمر ورئيس لجنة التوعية والإرشاد بكلية الطب والمستشفيات الجامعية بتاريخ 17-3-1423هـ.
• الفئات المستفيدة من خدمات اللجنة:
• فئة طالبات كلية الطب.
• فئة الموظفات "طبيبات – ممرضات – فنيات وغيرهن ".
• فئة المريضات والمرافقات والمراجعات.
وحيث أن المحاضرة اليوم تدور حول فئة الجاليات فسيقتصر الحديث حول هذه الفئة.
الأهداف الرئيسية:
• دعوة غير المسلمات إلى الإسلام.
• نشر الوعي الشرعي بين المسلمات.
• وسائل الدعوة:
1. القدوة :
وذلك بالحرص على الإلتزام بالسلوك الإسلامي العام لأكبر عدد ممكن من الأخوات الملمات وخاصة الطبيبات والطالبات {يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون كبر مقتاً عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون} سورة الصف (2-3).
2. اكتساب مهارات التواصل وفن الحوار والحرص على مهارات امتلاك القلوب من لين وبشاشة ودعم ومساندة يقول الله تبارك وتعالى في سورة يوسف {قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة} (108).
ويقول تعالى في سورة النحل {ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن} (125).
ويقول في سورة آل عمران { فبما رحمت من الله لنت لهم ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك} (159).
3. التركيز على كل الطبقات بغض النظر عن الجنسية أو طبيعة العمل، سواء كن طبيبات أو ممرضات أو سكرتيرات أو عاملات نظافة أو مراسلات،، فالكل في دين الله سواء،،،،
وفي وصيته صلى الله عليه وسلم لعلي ابن إبي طالب كما ورد في صحيحي البخاري ومسلم{---- فوالله لأن يهدي بك الله رجلاً واحدأً خير لك من أن يكون لك حمر من النعم}.
4. الإعتناء بالجاليات المسلمة وغير المسلمة بشكل فردي وجماعي – داخل المستشفى وداخل سكنهم – وتلمس حاجاتهم خاصة المسلمات الجديدات.
5. عقد لقاءات دورية معهن (كل شهرين تقريباً يتم فيها بشكل ودي إلقاء محاضرة مع توزيع هدايا رمزية وتأمين وجبة الغداء.
تشتمل الحاضرات على تعريف بالإسلام وبيان محاسنه لغير المسلمات وخاصة فيما أشكل عليهن همه مثل الحجاب – توزيع الإرث والتعدد ،،، ومحاضرات أخرى للمسلمات لتعزيز جانب العقيدة وتصحيح ما يحملن من أخطاء عقدية وشرعية إضافة إلى محاضرات عامة مثل أخلاقيات التمريض في الإسلام، المرأة في الإسلام، يوم في حياة محمد صلى الله عليه وسلم، ضوابط العمل في البيئة المختلطة وغير ذلك....
6. عقد مسابقات دورية حول محتوى كتيبات أو أشرطة نافعة_ إضافة للتوزيع الدوري لبعض المجلات النافعة مثل مجلة البيان والجمعة.
7. توزيع هدايا موسمية مع التذكير بفضل هذه المواسم مثل قبل دخول شهر رمضان المبارك – قبل لعيد – الحج وغيره،،،،،
8. التواصل مع هيئات أخرى مثل الندوة العالمية للشباب الإسلامي – مكاتب دعوة الجاليات .
9. تنشيط دور الطالبات في الدعوة – وربط العمل الطبي مع الدعوي في المواد الدراسية مثل أخلاقيات الطبيب المسلم وذلك بهدف تثبيت مبدأ الدعوة وضمان استمرار العمل الدعوي في المجال الطبي.
10. وأخيراً التواصل مع لجان داخلية أخرى مثل شئون الطالبات – لضمان متابعة الإحتشام والسلوك العام.
المعوقات:
• لعل أهم معوق لهذا العمل العظيم هو دنو الهمة وعدم حمل هم الدعوة
• ظن بعض الأخوات الطبيبات أن ممارسة الطبيبة للدعوة تتعارض مع عملها وتأخذ من وقتها وجهدها ما يمكن أن يوفر لصحة مريضاتها أو أن الدعوة فيها استغلال للعمل الطبي لأهداف أخرى يمكن أن يقوم بها غيرها.
• الشعور بالدونية لدى البعض، فتشعر أنه ليس لديها ما تقوله أو أنها تفتقر للمهارات المطلوبة أو ما هو أسوأ وهو شعورها بأن حال المرأة – خاصة لو كانت غربية- أفضل منها.
• الخوف من ردود الأفعال مثل المساءلة الإدارية أو سوء الأدب من قبل المدعوة.
• معوقات إدارية
وإذا نظرنا إلى هذه المعوقات نجد أن المعوق الرئيسي هو سبب نفسي بحت يرجع إلى عدم وجود دافع داخلي للدعوة – أما المعوقات الأخرى فأسباب تتخذ لتبرير المعوق الرئيسي.
نقاط هامة لنجاح الدعوة:
1- الإخلاص : فإخلاص النية في هذا العمل وابتغاء وجه الله تعالى في ذلك أمر لازم،،، وكل عمل لا يقوم على الإخلاص فهو أقطع،،،
2- القدوة: وهي أقوى وسيلة للتغيير – فما فائدة أن تدعو لأمر ولا يراك غيرك تمارسه – فكل قول لا يصدقه عمل لا ثمرة منه .
• ولنا في سابقينا قدوة – فأولئك الأفذاذ ذهبوا للتجارة ودخل الناس بسببهم في دين الله أفواجاً وما ذلك إلا أنهم رأوا فيهم من صفاء العقيدة وجمال السلوك ما شجع الكثيرين في إقتفاء أثرهم والدخول في دينهم.
3- الاحتساب وابتغاء ما عند الله تبارك وتعالى {بل يؤثرون الحياة الدنيا والآخرة خير وأبقى} سورة الأعلى (16-17).
4- الصبر والمجاهدة – فمجاهدة النفس وما تلاقيه الداعية من صفات وردود أفعال – فالأجر على قدر الصبر والإحتساب.
يقول الله تبارك وتعالى في سورة آل عمران {فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا والله يحب الصابرين} (146).
5- الإعتقاد الجازم بأن الهداية بيد الله سبحانه – فما نحن إلا أسباب مأجورين على أعمالنا،، فلا يشعر الإنسان بالحزن والأسى إذا لم يجد آذاناً صاغية { فمن اهتدى فلنفسه ومن ضل فعليا وما أنت عليهم بوكيل} الزمر (41).
6- التجديد والمرونة في وسائل الدعوة وسلوك كل طريق مشروع،، فما يناسب هذه قد لا يناسب تلك،،، وما يحبب هذه في دين الله قد يختلف عم ما تحبه الأخرى – ولنا في نبي الله نوح عليه السلام قدوة ومثال {قال رب إني دعوت قومي ليلاً ونهاراً ----- ثم إني دعوتهم جهاراً ثم إني أعلنت لهم وأسررت لهم اسراراً} سورة نوح (5-9).
7- المراجعة النقدية لما تم ويجري ومشاورة الأخريات.
التوصيات العامة:
إحياء الحس الدعوي وغرس هم الدعوة في قلوب ونفوس الطالبات من خلال مناهج التعليم الطبي واللقاءات الودية والتواصل معهن لضمان قوة الدافع للدعوة واستمرار العطاء.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
منقول من صيد الفوائد
|