24-02-2007, 11:49 PM
|
Banned
|
|
تاريخ التسجيل: Feb 2007
المشاركات: 366
معدل تقييم المستوى: 0
|
|
هروب الفتيات من وظائف القطاع الخاص... مالاسباب؟( مقالات ومقابلات
عنيزة- فوزية ناصر النعيم:
تلجأ الفتيات إلى الوظائف في القطاع الخاص بسبب عدم توفر الوظيفة الحكومية التي تساعدها على تحمل أعباء الحياة ومواكبة طلبات الأبناء أو الأهل أو غيرها من الالتزامات التي تعتبر عبئاً يطوق عنقها، ولكن مع الأسف أغلب الفتيات لا تستمر في العمل الخاص، وسرعان ما تهرب منه في أول أيام الأسبوع الأول من استلام الوظيفة، وهناك من تضغط على نفسها أو تجبرها ظروف الحياة القاهرة على تحمل هذا الوضع لمدة قد لا تزيد على أشهر.(الجزيرة) التقت بعدد من هؤلاء الفتيات وتعرفت على أسباب هروبهن من العمل في القطاع الخاص.
عمل لا يتناسب مع الراتب
تقول امتنان التي لم تستمر في العمل إلا شهراً واحداً: نعمل ما يزيد على 9 ساعات يومياً على فترتين، فضاعت معهما حياتنا الاجتماعية، فأصبحنا لا نكاد نرى أحداً، ولا نشارك في المناسبات العائلية، وتحولت حياتنا إلى روتين قاسٍ، ننام ونستيقظ في نفس الحدث، وأصبحنا نرى زميلات العمل أكثر من أفراد أسرنا، والمقابل (1500) ريال فقط لا غير ندفعها للسائق الذي يقلّنا والخادمة التي ترافقه.
من المسؤول عن تحديد هذه الرواتب؟!
أم سهام عبد العزيز تقول: هل هذا الراتب الذي نتقاضاه في العمل بالقطاع الخاص يستحق أن ننسلخ من حياتنا ونستمر فيه؟! ثم إننا نسأل: ما دور وزارة العمل في مثل هذا؟ وهل لها علاقة بتحديد الراتب؟ وهل هذا الراتب يتناسب مع ساعات العمل التي ضيعت حياتنا وأنستنا مناسباتنا أو حتى زيارة الأقارب؟!
المعاملة السيئة سبب هروبي
وتقول منى الحربي: كنت أعمل في إحدى الجمعيات الخيرية براتب قدره 1200 ريال فقط، وعلى فترتين، وكنت راضية بسبب حاجتي للعمل؛ فأنا مسؤولة عن أسرتي ووالدتي المريضة، وكنت أضغط على نفسي كثيراً من أجل هذا المبلغ الزهيد، ولكن للأسف المسؤولون في العمل يعتقدون أنهم يملكون الشخص الذي يعمل معهم ويطلبون منا أشياء فوق طاقتنا ويؤخروننا عن بيوتنا في المناسبات وغيرها، بالإضافة إلى المعاملة السيئة والتجريح الذي نتعرض له حينما نخطئ في شيء لا يستحق كل تلك الثورة. والحقيقة أنني فررت بجلدي وتركت العمل وبدأت أعمل في المنزل على الكمبيوتر وأعد التصاميم وأقوم بالطباعة وإعداد برامج، والحمد لله مقابل الراحة النفسية التي أشعر بها كل شيء يهون.
أصحاب العمل يستغلون حاجتنا
أما أم حنان السالمي فتقول: إنني أعمل في معهد لتعليم الكمبيوتر على فترتين، أقوم بعمل المديرة والسكرتارية وأحياناً عاملة النظافة مقابل 2000 ريال، وفي الوقت الذي أقوم فيه بالعديد من الأدوار لو حدث وغبت يوماً واحداً لظروف قاهرة فوراً يخصم من هذا الراتب الزهيد. للأسف أصبحنا سلعة في أيدي أصحاب العمل يتاجرون في حاجتنا ويستغلونها أسوأ استغلال، وليس لنا حول ولا قوة، ولا نملك إلا قرار البقاء في ظل غياب الوظيفة الحكومية التي تحفظ كرامتنا وتشعرنا بالأمان وعدم الحاجة لأحد.
لم أستطع الاستمرار
وتقول فاطمة الصالح: ما يحدث في العمل الخاص من ظلم وهضم حقوق للموظفات واستغلال لحاجاتهن أمر مؤسف، وأنا لم أتمكن من الاستمرار في ظلّ هذه الظروف السيئة، حاولت مراراً تغيير بعض الأوضاع ولكن للأسف حوربت ولفّقت لي التهم لكي أخرج من العمل مكسورة ولكي أفقد ثقة الجهات الرسمية والحكومية التي استنجدت بها لرفع هذا الظلم، ناهيك عن شعورنا أننا مجرد آلات نؤدي ما يطلب منا فقط ولا نملك حق الرفض أو القبول وسلبت كل صلاحياتنا، حتى مديرة المكان لا تملك صلاحيات، ومن أجل أن تتخذ قراراً لا بد أن تمر على العديد من الإدارات الرجالية المهيمنة على المكان. إن العمل في القطاع الخاص وفي مثل هذا المكان بخاصة لا يُطاق، ويحتاج إلى امرأة حديدية لكي تتمكن من الاستمرار.
لماذا لا يكون دواماً واحداً
أما موضي الشمراني فتقول: إن العمل على فترتين ضياع لحياتنا وأبنائنا، فنحن لا نرى أبناءنا إلا زمناً قصيراً، ونكون خلالها في قمة عصبيتنا ومعاناتنا، الأمر الذي يجعلنا نفرغ شحنة الغضب في هؤلاء الأبرياء الذين يفضلون الحاجة والفقر على هذه الأوضاع المتوترة. وأتمنى أن يكون العمل في القطاع الخاص على فترة واحدة أو على الأقل يكون هناك مجموعة تعمل في الصباح وأخرى في المساء؛ حتى نتمكن من أداء واجباتنا تجاه أبنائنا وبيوتنا؛ فلقد تعبنا من هذه الحياة العملية المملة مقابل هذا الراتب الذي لا يكفي لفاتورة هاتفي.
لا نشعر بالأمان الوظيفي
وتقول موضي الموسى: بالنسبة للعمل على فترتين فهو أمر عادي؛ فأنا لست مرتبطة، وليس لديّ أطفال يحتاجون لاهتمام
. صحيح أن طول ساعات العمل توترنا أحياناً وتحرمنا المتعة مع الأسرة وزيارة الزميلات، ولكن قد يكون الأمر عادياً لو كان لدينا شعور بالأمن الوظيفي الذي نفتقده كثيراً، ولا أعتقد أن أي واحدة تعمل في القطاع الخاص أو المؤسسات الأهلية لديها شعور بالارتياح أو الأمان، بل دائماً تكون خائفة تترقب أن يُقال لها: (مع السلامة)، وهذا وارد، الأمر الذي يجعل الواحدة منا تضغط على نفسها وتبذل جهداً أكبر من جهدها لكي ترضي المسؤولين، وغيرنا ممن ليس لهم ذمة يصعدون على أكتاف الآخرين.
لا بد من تدخّل وزارة العمل
أم منى الحرشان تقول: لا بد من تدخّل وزارة العمل في تحديد ساعات الدوام وتخفيض الرواتب، وأن تكون مسؤولة عن التوظيف والفصل من الوظيفة، ويتم ذلك حسب معايير مدروسة ومقننة، ولا نترك هذه المسألة في يد أصحاب العمل يماطلون في مستقبل الآخرين ويستغلون حاجتهم للعمل، وأن يكون من حق الموظف حينما يُستغنى عنه أن يقدم تظلماً لوزارة العمل لمعرفة أسباب فصله وإعادته إلى العمل إذا كان لم يقترف ذنباً يستحق أن يفقد معه وظيفته.
منقول عن صحيفة الجزيره السعوديه بتاريخ 20/ فبراير/ 2007 بقسم المجتمع
|