16-03-2009, 04:58 PM
|
|
|
|
تاريخ التسجيل: Oct 2008
الدولة: في غربة
المشاركات: 2,203
معدل تقييم المستوى: 10651
|
|
فستانها الأبيض , شريط زفتها , بروفة لأطلالتها , تعليقاتي اللامتناهية وتلمحياتي للوقوع بها في فخ الأحراج ومعرفتها الدائمة في كيفة الخلاص من بين يدي بخفة .
فرحة أمها ودموعها التى تترك لها أحيان الباب موارباً , ودعائها لها بالتوفيق , وشكلها وهي تحصي الأيام المتبقية على عقد قرآنها.
وقولها وهي وتقول أمام ناظري وردة واحدة جميلة قطفها (فهد ) وسيمضى بها.
الهدايا مترامية هناك وهنا . وصوت الزغاريد لم ينقطع عن البيت بل في أكتظاظ ودموع ندى اليوم وأمنيتها في أن لو كنت ِ بجانبها فهي أختك الصغرى وأنتِ أختها الوحيدة جعلتني أمقت الغربة أكثر وأحقد على السفر وصالات المطار والرحيل بمقدار سنين لا تحصى!
ووالدتكِ وقلبها الرقيق الذي يعاني من فقدان تلو الآخر إلى أن بات ممزق .. اليوم حينما رمقتني بنظرة لها مدلول عميق شعرت بأنها تكاد تبكي من أجلها.
لا تتأثري يانوف..
هي قلقله عليها أكثر منكِ ربما .. لأنكِ الآن أستقريت ِ في حياتك وهي أعتادت بعض الشيء على غيابك وعلى رحيلك الذي ربما سيطول.
النساء ينثرن العطر على عتبة الباب ورائحة البخور تملاء الأرجاء والهواتف لاتصمت وندى قاب قوسين أو أدني من البكاء.
تقول بأنها سشتاق لمصافحة وجه أمها كل صباح ولجلسة والدها وتناوله لبعض تفاصيل السوق والعملة والأربح والخساره
بأنها ستفقتد جلسة الفتيات وأحاديثهن المملؤها بالسخرية أكثر من الجدية . ستفتقد هاتفي الذي يعلن عليها الصخب بلا وقت محدد , أعلم وهي تعلم كذلك بأنه لا بد أن نفقد بعض خصوصيتنا شيئنا أم ابينا.
همست لي اليوم (ربما تضحك لكِ الدنيا ياجود)!!
متعبه أنا ..
أصواتهم تلاحقني , تحاصرني , تحادثني ولا أجيب
أنهم يعلمون الحكاية القديمة يانوف , ويعلمون بانها تنتظر معجزة من رب الأرض والسموات لتفتح أمام وجهي أبوابها, ومع ذلك يريدون مني أن أتشبث بالأماني .
أتجاوب بداخلي ببطء يانوف , ألممني أعيد ترتيبي (إبتسم إبتسامة مجروحة ) أتنفس بعمق شديد وأهرب منها وأنا أنظر هنا وهناك . ثم أردف قولي بتمتمات بسيطة موجعة جداً ياعزيزتي (بإذن الله , بإذن الله)
آه يانوف من أن أبدا وكيف أشرح لك ربما في كل مره أكتب لكِ أكتب لك رسالة عن حزني وخوفي وقلقلي لكن هذه المره سأكتب رسالة عني أنا عن (جود)
_تلك البنت الخائفة الصامدة المبتسمة وهي تبكي , التي يسألها الكل ماذا تريد ولا يسألها لما أنتي حزينة فهم يرون بأن حزني لا يستحق ., يسألها الكل عن ماذا تفتقد من أمور ماديه حسيه ولا أحد يسألها ماذا تفتقد حسياً ومعنوياً وماهي أخبار النبض بداخلي, تلك التي يغيب والدها بأستمرار من بلد إلى بلد وما أن يعود الا وذكرها بالجرح القديم وأخبرها بلغة وجه الصارم وكأنه يقول ( أعقلي يابنت بينك وبينه أنا ) , تلك التي ترى في والدتها والدها وصديقتها وحبيبها وحزنها وفرحها وسائر العالمين .
_أنا البنت المتآلقة , المدللـه , المنعوتة بالغرور حيناً والعزلة حيناً آخر.
_ أنا البنت التى تتصرف في هذه الحياة كما لو كنت أعيشها وحدي , أمقت الناس ونفاقهم , وطريقة تفكيرهم التى أحياناً كثيرة تكون غبيه , تلك التى ترفض رفضاً باتاً أن تجعلهم قيد لها يقيد تصرفاتها أو تفكيريها , فأنا أفعل ما أؤمن به والبقية أضرب بهم عرض الحائط.
_أنا البنت الحالمة , المتدفقة عاطفياً , الغزيرة المشاعر , السخية الأحساس لرجل واحد فحسب ( أحسبها رجال الحياة الأولى والأخره ).
_أنا البنت المنساقة وراء أصوات الأطفال المنتسبة لطفولة رغم فوضى الأنوثة بداخلي , البنت التى تعج البيت بالأزعاج والصراخ والضحك وفي لمح البصر تسكن البيت كالأموات.
_أنا البنت التى لا تريد شيئاً من هذه الحياة رغم كل ما منحتها الحياة من عطايا سخيه كريمة ينظر إلي البعض ويقول بأني جاحدة كيف لي ان أحزن ومعي كل هذا أنا لاأريد أي شيء من هذا أريد (أمنية واحده أفرد سجادة صلاتي وأختم بأمنياتي دعواتي أبكي حيناً حتى أشهق وأنا أطلبها من الله )
_أنا البنت التى أعتادت التوديع , وأعتادت صالات المطار , وكلام المسافرين وأجترار دموع السفر بين حين وآخر , تلك التى كل يوم يرحل من حولها شخص ما ويختار طريق المطار ويغرب في آخر بقاع الأرض.
_أنا البنت الأسطورة , الخرافة , الفارغة , المشبعه بكل شيء والفارغة بكل شيء.
_أنا الربيع الشآحب الذي ينتظر مطر من السماء والغيوم تجح به والأقدار ترفض أن ترويني ربما سأموت يانوف وأنا لم أرتوي لكن حينها أريد من الله أن يمنحني ما حرمني منه الآن في الآخره .
أريد أن أكتب إليك حتى أنسى ولا أكتب ما أرغب أن أكتب . ولا أدري لما.
شموخ!
التعديل الأخير تم بواسطة شموخ امرأه ; 16-03-2009 الساعة 05:02 PM
|