28-03-2009, 05:47 AM
|
|
|
|
تاريخ التسجيل: Oct 2008
الدولة: في غربة
المشاركات: 2,203
معدل تقييم المستوى: 10651
|
|
متألقة دوماً هي ذاكرتي , عنيدة أكثر مني أحياناً , مرتبة بشكل دقيق يدهشني حتى يسهل علي العبث بها والوصول إلى أدق أدق محتوياتها.
أحياناً أشعر بأني لا أسكن لوحدي في هذه الغرفة.
وأن حولي ملا يين البشر , منهم من يسكن ألبوم صوري فهوسي بالصور قد جعل عندي مجلدت ومدونة بتاريخ ومكان ألتقطها / والبعض الآخر يسكن كتبي فكثيراً ماعشقت بطل رواية أو أشتعلت غضباً منه أو كتبت عنه وله / والبعض الآخر يسكن دفتر مذكراتي اليومية ومدونتي وعلى رأس القائمة أستاذة ( ليلى ) كانت معلمتي في الصف الرابع الأبتدائي أذكربأنها أول من أذقتني طعم الخوف كانت عصية شكل مخيف جداً ومن درجة خوفي منها كنت أثرثر لكل من أجلس معهم عنها لازلت أذكر ذلك اليوم الذي كتب فيه خالي بعض الخربشات في آخر ورقة من كتاب القواعد حينها أخذت الكتاب منه وأنا أبكي وأخبر أمي وأصرخ (ياويلي من أبلا ليلى ) وخالي يحاول أن يهدأ من قلقلي ولا فائدة مني !
ثمة أشخاص يتركون أثر بداخلنا لا يُمحى مع مرور الأيام وبصرف النظر عن ماهية مشاعري تجاة أستاذة ليلى الآن , الا أني أجزم بأني لن أنساها ما حييت!
اليوم تفرغت لذاكرتي أحسست بأني مجحفة في حقها وبأني لم أنصفها منذ زمن فلم أعد أتفقدها ولا أجلس حاولها أقراها وأقراهم لذلك قطعت على نفسي عهد اليوم بأن أتفرغ (لذاكرتي ) وأنا أمنحها من وقتي هذا اليوم وأن لا أخذلها مهما يكن .
ما أن أغلقت باب غرفتي وبدات أجلس أنا وذاكرتي على طاولة واحدة الا وأنا أسمع صوت أخواتي وخالاتي بالأسفل تجاهلت الأمر تماماً وكأني لم أسمع البته!
رن جهازي كثيراً ولكن لامجيب , نادت أختي على أكثر من مره ولكن لا حياة لمن تنادي , الى أن سمعت صوت طرقات خفيفة على باب غرفتي تأكدت بأنها طرقات رغد ضعفت أمامها وفتحت لها الباب وأغلقتها خلفها .
شاركتني طقوسي بصمت تام وبأسئلة طفولية برئية وبثرثرة لي عن معلمتها وهديل صديقتها إلى أن قلت لها بحزم (رغد أجلسي وأنت ِ ساكته لما أخلص ألعب معك )!
قرأت ذكرياتي صافحت العديد ما من مروا علي ذات يوم وأبتعلهم الزمن ناء بهم القدر , راجعت كل تفاصيلي وجدتني كتبت الكثير مني لحظات مؤلمة ولحظات صاخبة بأحساس السعاد
خربشات في دفتر محاضرات / سخط من يوم ما / مغامرات ساذجة / ذكريات كتبتها بأسلوب ركيك ذات يوم / توجراف صغير مشبع بأحساس الطفولة الجميل / دميتي الغالية والتي عمرها بعمري / ألعاب أخي التي أحتفظت بها على غفلة منه.
إنتهيت من طقوسي نزلت إلى حيث أمي وبدأت تألموني لأني لم ألتقي بخالاتي وأختي وأنها أعتذرت منهم رغم أنها تعلم بأني مستيقظة ولكني لا أرغب في النزول , قُبلت أمي وأعتذرت لها وأخبرتها كان لابد أن أحترم موعدي مع ذاكرتي وضعت يدها على جبيني وهي تجس نبضي ضحكت وأنا قول لها ( لاتخافين علي أنا عال العال ).
فرحت كثيراً لكون (وجد) لم تذهب وأنها ستنام معي لهذه الليلة .أصريت على أم رغد بأن تسمح لرغد بالنوم معي هي الآخرى وأخيراً نجحت محاولاتي نظرت لي أمي بطرف عينها وهي تقول لي (على شو ناوية اليوم ياجود)!
صعدت إلى غرفتي مع وجد ورغد , تصفحت وجد آخر مستجدات كتبي ومحتويات غرفتي وتوسدتني رغد ونامت أخذت أعبث بشعر رغد وأنا أسال وجد عن مدى إنتماءها لهذا البيت بعد زواجها؟
تحججت بالنوم لكني لم أدع لها فرصة للهروب مره أخرى وأعدت السؤال عليها بلهجة أخرى أهناك أمر ما تغير؟!!
أجبتني بأنها لاتسطيع أن تنكر بان الوضع كما هو قبل زواجها وأنها حقاً تشعر بأن أمرا ما طرا على علاقتها بهذا البيت ولكن هي تشتاقه أحياناً .
قالت لي مارأيك بتمثيل مسرحية؟ راقت لي الفكرة ووافقت على الفور وضعت رغد في فرأشي, وغادرت هي الغرفة قبلي.
أخذت أبحث عنها إلى أن وجدتها وهي ترتدي رداء تمثيلي ساخر كانت تحتفظ بها منذ أيامها بالجامعة أخذت أضحك إلى أن كتمت ضحكتي بيدها وهي تقول (أستكي لا تصحي ماما ) تقاسمنا الأدوار فيما بيننا كنا نحتاج لطرف ثالث أردت مني أن أوقظ رغد لكني رفضت , أخبرتها بأني سألبس دمية عندي وأنا سأتحدث بدلاً عنها ثأرت ثيرتها وهي تقول (بسم الله الرحمن الرحيم ..مجنونة أنتي لا خلاص هونا )
ضحكت وأنا أقول ( ما أخبرك خوافه ياوجدي ) إبتسمت بسخرية وهي تقول (خليت الثقل لك ) ندمت كثيراً لأني يبدو أني أخفتها فعلاً لاذت إلى النوم في وقت مبكر جداً (وخربت على السهره) أكملت أنا طقوسي مع ذاكرتي
وأعدت ترتيبها من جديد لكني في هذه المره لم أبكي تحاشيت كل ماهو مؤلم ومريت عليه سريعاً وسعدت جداً بالومضات التى كان لها أثر البهجة على قلبي .
شموخ!
التعديل الأخير تم بواسطة شموخ امرأه ; 28-03-2009 الساعة 05:54 AM
|