14-02-2009, 07:46 AM
|
|
|
|
تاريخ التسجيل: Oct 2008
الدولة: في غربة
المشاركات: 2,203
معدل تقييم المستوى: 10651
|
|
لما أصبح الكل يبحثُ عنك ..فيني؟!!
لما عندما يذكرُ شخصاً ما أسمك أو يوجه سؤال ً عنك الا وتوجهت الا بصار نوحي..!!
وأولهم.. والدتك ..ما أن يسألها أحداً عن أخبارك وكيف حالك .. الا وأرتمت ببصرها نحوي ... وكأنها تقول لا أحد يعلم ما هي مرارة غيابة الا (هي )
لا أحد يعلم كيف ما هية فقدانه (سواها )
وكانها تصبرني وتؤاسيني .. أو تستجدي المؤساة والصبر والسلوان مني ..
وتتسألُ من فيني الأعظم حزناً..؟!!
وأي منا التى تحتاجهُ أكثر..؟!!
أشعر بأني أذكرهُا بك كثيراً .. وأجعلها تتذكر فقدانك وتتحسس ملابسك / سريرك / صورتك / أغراضك .. رغم أني أدرك بأنها لا تحتاجني لكي تتذكرك..!!
بيد أنها تعلم بأني أنا الحدث الأكبر في حياتك .. بل حياتك برمتها.. وأنها تقف موقف محايد من رحيلك وقرار سفرك من أجلي..!!
يآه...!!
لازلتُ أتذكرُ نظراتها تلك بعد بضعة أيام من رحيلك ... نظراتها المشبعة بالألم .. والحزن .. والأسى .. والأتهام كثيراً!!
وكأنها تقول ..
لولاك ِ لما أصطفى الرحيل؟!!
لولا خيبته فيك ِ لما ضاقت به الرياض؟!!
لو أنه لم يعرفك ِ لم أستنجد بديار الغربة؟!!
لازلت أتذكر كيف كانت نظراتها تلك التي كانت تزيد من ألمي وشقاي وحزني..
أو تعلم!!
رأيتها اليوم..
رأيت والدتك بعد غياب عنها طال كثيراً.. رأيتها دون أن أعلم بأنها مع والدتي ولو كنت أدرك ذلك مسبقاً لتحاشيت ُ اللقاء بها..!!
ليس لشيء سوى لأني ( أحبها ) !!
ولا أريد لها أن تتعذب بي ..
ولا أن تتذكر تفاصيل رحيلك (فيني )
ولا أن تستشعر بأن الأنثى التى أمامها هي من قادت بإبنها.. إلى خارج أحضانها..
عندما رأتني ..
صافحتني بحرارة شديدة ..ربما أرادت أن تطفي شوقها لك فيني!
وربما أرادت أن تخفف من وطأة فقدي لك..!!
لا أعلم!!
بيد أن أشعر بأحساس جيمل جداً عندما أرتمى بحضنها أو تلامس كفي كفها فقط!!
(لأنها أمك لا أكثر !!)
سألتني عن أخباري؟!!
بصيغة .. وبصيغة إشارة عينها الممتدة نحو عيني
سألتني كيف حالك بعده؟!!
تعلثم صوتي .. وأضطربت جوارحي..
وقادت أمي دفة الحديث بدلاً عني!!!
باركت لأمي زواج مازن!!
وألتفتت نحوي وهي تقول (عقبال ماتفرحي بجود )
هنا..!!
أبتلع الماضي أصواتنا وجوارحنا وأحساسنا...والدتي وأنا ووالدتك ..ضاعت أصواتنا في مهب الماضي!!
أمي ربما شعرت بالحرج!!
وأنا أردت أن أقول أمراً لا يقال..!!
ووالدتك لا يعلم مافي قلبها الا الله لكنها قالت ماقالت ..بنبرة حزن طاغية وآهـ تلتها من أعماق صدرها!!
أنقذت الموقف ..
إبتسمتُ إبتسامة أقرب للبكاء...
وطبطتُ على كفها وأنا أقول
(لسى بدري ياخالتي ..لسى بدري )
ألتهمتني بنظرة عميقة غريبة..!!
وكأنها تريد مني أن أتحدث أكثر..
وقلت لها بإشارة الصمت الناطقة...
أني فقدتُ الإنسان الذي ألهمني أن أكون امراه كامله
فقدتُ الإنسان الذي شعرت معه بأني أنثاه ولا زالت..
فقدتُ ذلك الطفل الذي نشاء في أحضانك ِ..وعندما أصبح رجلاً رغب في أحضاني ..ولكن حالت بيني وبينه أمور لا أتفههما ولا أريد أن أفهمها!!
أردت أن أقول لها بأني فقدت رجلاً .. هو الآن يحول بيني وبين كل الرجال..!!
أخبرتها بأني أنا -كما- أنا ..!!
والقلب الذي بداخلي لرجلٍ .هو. (الطفل ) الذي نمى بداخلك..
والدتكُ أرادت أن تجس نبضي ..!!
وأن ترى هل أنا جود تلك التى واجهت الكل في سبيل إبنها إلى أن ضاقت بها السبل وحارت به الطرق وماتت وشبعت موتاً وعادت الحياة من جديد تحتفظ ُ بها لانها لازالت تملكُ لها أنفاساً..!!
ربما لم تجد..
سوى الآه تذوب في صدري!!
والحزن يتغذي من قلبي..
(وأنت) مابين عيني ورمشي ..!!
رحمتها في النهاية...
أردتُ أن أنقفذها مماهي فيه.. وأن أخلصها مني .. فأنا بالنسبة لها الوجه الآخر لك .. والنصف الثاني الذي أنهدم قبل أن يبنى..!!
قبلتهُا على رأسها
وأبلغت معها سلامي إليك لكني في آخر لحظة بدلت أسمك بأسم بشرى!
فأعذرني!
شموخ!
..!!!
التعديل الأخير تم بواسطة شموخ امرأه ; 14-02-2009 الساعة 07:57 AM
|