هو الحارث بن خالد بن العاص بن هشام المخزومي، من قريش.
من شعراء العصر الأموي
توفي سنة 80 هـ / 699 م
شاعر غزل، من أهل مكة نشأ في أواخر أيام عمر بن أبي ربيعة وكان يذهب مذهبه، لا يتجاوز الغزل إلى المديح ولا الهجاء.
وكان يهوى عائشة بنت طلحة ويشبب بها، وله معها أخبار كثيرة.
ولاه يزيد بن معاوية إمارة مكة، فظهرت دعوة عبد الله بن ال***ر، فاستتر الحارث خوفاً، ثم رحل إلى دمشق وافداً على عبد الملك بن مروان فلم ير عنده ما يحب، فعاد إلى مكة وتوفي بها.
رحل الشباب
رَحَلَ الشَّـبَابُ وَلَيتَهُ لَم يَرحَـلِ
وَغَدا لِطيَّـةِ ذاهِـبٍ مُتَحَمِّـلِ
وَغَـدا بِـلاذمٍ وَغـادَرَ بَعـدَهُ
شَيبـاً أَقـامَ مَكانَـهُ بِالمَنـزِلِ
لَيتَ الشَّبَابَ ثَوى لَدَينا حِقبَـةً
قَبلَ المَشيبِ وَلَيتَهُ لَـم يَعجِـلِ
فَنُصِيـب مِن لَذَّاتِـهِ وَنَعيمِـهِ
كَالعَهدِ إِذ هوَ فِي الزَّمـانِ الأوَّلِ
نُرعي الصِّـبَا أَوطانَـهُ وَنُريحَـهُ
فِي السَّهلِ فِي دَمِثٍ أَنِيقٍ مُقبِـلِ
كَزَمانِنا وَزَمانِـهِ فِيمَـا مَضَـى
إِذ نَحنُ فِي ظِلِّ الشَّبَابِ المُخضِـلِ
وَلَئن مَضَى حَدُّ الشَّبَابِ وَجَـدُّهُ
وَبَدَت رَوايعُ مُستَبيـنٍ أَشكَـلِ
ما إِن كَسَبتُ بِـهِ لِحـيّ سُبَّـةً
وَلألفَيـنَّ بِـهِ كَريـمَ المَأكَـلِ
وَلَقَد أَرَى فِـي ظِلِّـهِ ونَعيمِـهِ
نَزِهاً عَن الفَحشاءِ صَافِـي المَنهَـلِ
عَفَّ الضَريبَةِ قَد كَرِهـتُ فِراقَـهُ
إِذ بَعضُ تابِعِـهِ لَئِيـمُ المَدخَـلِ
وَلَنِعـمَ تَذكِـرَةُ الحَليـمِ وَثَوبُـهُ
ثَوبُ المَشِيـبِ وَواعِظـاً لِلجُهَّـلِ
وَلَقَد يَكونُ مَع الشَّـبَابِ إِذا غَـدا
غُمـراً يَكـونُ خِلافَـهُ مُتَمَهِّـلِ
فِيهِ لِباغِي اللَّهوِ إِن طَلَـبَ الصَّبَـى
بَعـدَ المَشِيـبِ ونُهـزَةُ المُتَعـلِّلِ
بَكَرَت تَلوُمُ فَقُلـتُ غَيـرَ مُباعِـدٍ
فِعلَ المُمازِحِ ضاحِكـاً لا تَعجَلـي
أَهـلُ التَـذَلُّلِ والمَـوَدَّةِ عِنـدَنـا
يَا بِشرُ أَنـتِ وَرَبِّ كُـلِّ مُهَـلِّلِ
لَـو كَـانَ وُدُّكِ نـازِراً فَنَـزورُهُ
كانَ اليَقينُ بُعَيـدَ شَـكٍ مُشكِـلِ
إِنَّ الَّذِي قَسَـمَ المَـوَدَّةَ فاِعلَمِـي
حَقّاً عَليـكِ بوُدِّنـا لَـم يَبخَـلِ
فاجزِي شَجيّاً قَد سَلَبـتِ فُـؤادَهُ
واعصِي الوُشَاةَ بِهِ وَقَـولَ العُـذَّلِ
رَاعٍ لِسرِّكِ لَيـسَ يَذكُـرُ غَيـرَهُ
كَيمَا يَرينَكِ حَيثُ كُنـتِ بِمَعـزِلِ
مَا إِن وَشَى بِكِ عِندَنا مِن كاشِـحٍ
إِلاَّ يُـرَدُّ بِغَيـظِـهِ لَـم يُقـبَـلِ
حَتَّى لَقَد عَلِمَ الوُشـاةُ فَأَقصَـروا
وَرَأَوا لَدَيَّ حَديثَهُم فِـي الأَسفَـلِ
وَلَقَد نَزَلـتِ فَأَجْمِلـي بِمَحَلَّـةٍ
يَا بِشرُ قَبلَكِ عِندَنـا لَـم تُحـلَلِ
أَحَمَيتِ قَاصِيَـةَ الفُـؤَادِ فَصَغـوُهُ
شَـرَعٌ إِلَيـكِ بِـوابِـلٍ مُتَهَـلِّلِ
ما كانَ لَو وَزَنـا وَشـاءَ مَليكُنـا
مِن حُبِّ بِشرَةَ لَو يُقـاسُ بِأَفضَـلِ
أكتب بقوقل الشاعر الحارث المخزومي
وتلقا له قصائد كثــيره