02-02-2009, 11:35 PM
|
|
عضو مهم
|
|
تاريخ التسجيل: Oct 2008
المشاركات: 247
معدل تقييم المستوى: 120
|
|
الصبر
فإن عاقبة الصبر طيبة، وثواب الصابرين عند الله عظيم، وليس في ترك العمل مصلحة، والصواب أن يلزم الإنسان عمله، ويحرص على الإتفاق، لأنه يرجو ما عند الملك الديان، واعلم بأنك لا تجود عملك من أجل أحد، وإلا فقد حرمت نفسك من الثواب والأجر.
وليس معنى هذا الكلام أن يتنازل الإنسان عن حقوقه، ولكنه الصواب أن يطالب بحقه بأدب، وأن يتخذ لذلك الوسائل المناسبة، ولازال في الناس من يعين على الخير، ولن يضيع حق وراءه مطالب، وخير لك أن تكون عبد الله المظلوم، ولا تقابل تقصيرهم في حقك بالإهمال في عملك، وذلك لأن المسلم يؤدى ما عليه، ويسأل الله الذي له.
وأرجو أن تعلم أنه لا راحة للمؤمن حتى يلقى الله، وأن المشاكل موجودة في كل مكان، وعلى المسلم أن يتعامل مع الواقع، ويدفع بالتي هي أحسن، ويتأدب مع من هو أكبر منه سناً أو وظيفة، وأن يرفع حاجته إلى من يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء، وأن يوقن أنه لن تموت نفس حتى تستكمل رزقها وأجلها، وأن لن يحدث في كون الله إلا ما أراده الله.
وإذا تيسر الأمر وتمكنت من الوصول إلى حقك فذلك هو المطلوب، وإن كانت الأخرى فلن يضيع حقك عند من يحاسب على مثقال الذر، وسوف ينتقم الله من كل ظالم، فإنه يمهل ولا يهمل، وقد قال صلى الله عليه وسلم : ( إن الله ليملى للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته ) : {وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد}.
والمؤمن لا يهمه أن ينال الناس من الدنيا، ولكن يهمه أن يكون رزقه حلال، وعمله من أجل إرضاء الكبير المتعال، فلا تلتفت إلى ما يأخذه الناس من لعاعة الدنيا، فكيف إذا كان ذلك بغير وجه شرعي، واعلم أن العابث بالأموال، يدخل على نفسه الوبال، وكل جسم نبت من سحت فالنار أولى به.
والله ولي التوفيق
|