14-02-2009, 04:50 AM
|
|
عضو جديد
|
|
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 20
معدل تقييم المستوى: 33
|
|
fلنتاين بالوان اخري
:o
__ غُصَّة (1 ) :
أتيتُكَ أيُّها الغريقُ بِ لُجَّةِ المنفَى ، أحتفلُ رُفقةَ المُحتفلينَ بِ خيباتِ الهوى ، أنشرُ غسيلَ موتِي على نوافِذٍ غبْراءَ ، وَ أتحدَّثُ عنْ عيدِ العُشاقِ بِ إشاراتٍ بكماءَ ، لأتفقد هلْ لـاتزال أصابعُ الودِّ عَشرةْ أمْ خَانَهَا غدْرُ العِشرةِ وَ مالتْ على حدِّ السِّكينِ تُنتزعُ نزعا
أتيتُكَ أترنَّحُ بِ فُستانٍ أسودَ ، أجرُّ تلـابيبَهُ بِ تهنيدةٍ مالحة ، وَ أفتحُ أزرارهُ على وجهِ الظنِّ الخائبِ ، ثمَّ لَا ألبثُ أنفرطُ مطراً يُغرقُ قشَّةَ إحتمالـاتِ بِ عودتِكَ أو عودَتِي ، فهلْ تعودُ صحراءُ قلبِي نوحاً بِ لَا سفينةْ ؟؟ أمْ أنَّ لعنتكَ قد طالتْ حتَّى خزائنَ جَلَدِي ، لِ تُصَيِّرَني امْرَأَةَ شمعٍ تنصهرُ عقبَ كُلِّ خريفٍ ينْطَفِئْ ؟؟
أتيتُكَ بِ أسوأ ما قد تحملهُ سيِّدةْ مصدومةْ فِي كتابِها المُقدَّسْ وَ رُهْبانِ عواطِفِها ، أتيتُكَ لـا من قلَّةِ الكرامة وَ لَا مِنْ حدَّةِ الخيبةِ بلْ مِنْ ماءٍ يسيلُ مِنْ ثُقُوبِ رِئتِي ، وَ كُلَّما هممتُ بِ إغْلَاقِها وجدتُ أصابِعَ العُمْرِ قدْ قضمتْها أنيابُ الـإنهزاماتِ المُتعاقِبَةْ لغواً على جورٍ .
__ غُصة (2 ) :
رائحةُ العرعارْ المُنبعثة مِنْ سَكينةِ الصَّمتِ تُغلقُ أفواهَ رسائِلِي العرْجاءْ ، فَ أتذكرْ أنِّي صرتُ امرأةَ محاربٍ تكتبُ لهُ دونما الـإلتفاتْ لِ كونِ الحربِ / الزمن ، قد أخد منها ما أخد ، وَ عبثٌ هُوَ إحتراقُ الحرفِ ، عبثُ هُو الـإنتظار ، وَ عبثٌ هُوَ إرتداءُ كلِّ تلكَ الـألحانْ المُتدلية كَ يقطينةِ هالوينْ ، وَ إحترافُ اللثمِ بِ الجمرِ وَ البردُ مُواطنٌ صالحٌ بِ صدرِ الحبيبْ .
الكرُّ و الفرُّ فِي حُبِّكَ يجعلُنِي أتناقصُ / أتضاءَل / أتحولُّ لمعبدٍ رميمٍ وَ أسئلةٍ على شكلِ أنشوطةٍ ، تلكزُ المُتهالِكَ مِنْ ديارِ التمنِّي ، بلْ فلْـ تَقُل أنها تخنُقُ أعناقاً تتطاولُ لها عيُونُ زرقاءِ اليمامة ، علَّها تُنَبِّئُ القلبَ المحمُومَ بِ عودةِ الـأحبابْ
ما عُدتَ وَ لَا عَادَ الوطنُ يُشبهُ لثغةَ النَّخيلِ
ما عُدتَ وَ لَا عادَت تجاعيدُ الفرحِ لشبابِها الغابِرْ ،.
__ غُصَّة (3) :
بِ الرابِعِ عشرَ مِن فبرايرَ الهَزيلِ ، شربتُ سرابَ الدِّفءِ وَ قضمتُ عظامَ القلبِ لِ أولدَ كما يستحقُّ منِّي وجعُ الغيابْ ، اشتريتُ وروداً حمراءَ بلـاستيكية ، وضعتها على مكتبِ الحِبرِ ، ابتسمتُ كَ مجانينِ بلدتنا الحزينة ، فَ الوردُ لمْ يكنْ يُشبهُ إلَّا عيناكَ الفاقدتينِ لِ أهليةِ الحنينِ ، أيها الـآثمُ بِ اسمِ الهوى ، أيُّها القادمُ مِنْ بغدادٍ جديدة تفرشُ دمعها على رِمشِي ، تُرسلُ رماحَ الموتِ صوبَ نورِ الوهن .
فبرايرْ ما كانَ إلَّا ترنيمةً شديدة المُلوحة ، أبعثُها من حُلقومِ الصَّبرِ صوبَ مدائنِ يُتْمِي ، أحتسيها كَ شهوةٍ باردة ، كَ صنمٍ من رُخامٍ ، كَ ربٍّ أرسلَ ملـائكتهُ إلى وطنِ الرًمادِ لِ يبْكِ صغارهُمْ من فوقِ فوقِ ألفِ وجعْ .
__ غُصَّة (4) :
أتؤمنُ بِ لَسعةِ الغرقْ ؟؟
ألديكَ إيمانٌ كَ - أنَا - بِ شفقٍ لَا يتخثَّرُ حليبُ حُمرتِهِ على سفوحٍ سوداءْ ؟؟
أم أنك فقدتَ في عزِّ الثلجِ وَ السَّفَر الـإنسانَ الذِّي ألهمنِي أنْ أكونَ امرأةً كامِلَةً ، لـا أنحنِي إلَّا لربِّ عينيهِ وَ نبِيِّ صوتِهِ ؟؟
تغيرتَ يَا هذَا ، تغيرتَ وَ غيَّرْتَ البقَاءَ مساميراً تُدقُّ بِ هيكِلِ النِّداءِ المخمورِ بِ اللَّاردِّ ، تغيَّرتَ وَ أقسمتُ بعدَ دهشةِ الصفعَةِ القاصمةْ أنْ أتقيَّأ أمعاءَ قلبِي ، أنْ أتحوَّلَ لِ حدأةً بِلَا ريشٍ تنعقُ على أطلـالِ الغُربةِ ، تنهشُ التُّرابَ المُلقَى على قدميهَا بِ لسانِ المنْفَى
أقسمتُ أنْ أتشرد وَ أنعزِلَ وَ أموتَ كَما يليقُ بِ حفيدةِ الـأشرافِ الذين مَا بَاعُوا ضمائرهُم الطاهرةْ ، وَ لَا نكثُوا بِ الوعدِ ، وَ لَا كانُوا أربابَ الخيانةْ
آهٍ يا فبرايرْ أتيتَ تحملُ مع صرخاتِكَ الـأربعَ عشرَ خِذلـاناً خِذْلَاناً ، أتيتَ ك ريحٍ سامَّة هوجاءْ ، تفترسُ لحمَ الدمعِ ، وَ تُنْشِدَ العزاءَ البهلوانِي
آهٍ يَا أنتَ كمْ ضيعْتَنِي وَ كَمْ بحثُ عنكَ لـأبْقِيكَ ،.
__ غُصَّة (5) :
| ماشي وين لسه فِي قلبي كلـام ، لسه في عيوني ملـامْ |
هُمْ يبدأُون إحتفالـاتهم بِ القُبَلِ وَ الـأحضانِ وَ الهدايَا وَ اللونِ الـأحمرَ وَ عُطُورِ الفانيلَا وَ شهقةِ الرقصِ ، أما أنَا فأبتدِئُ الفلـانتاينْ بِ كلماتِ العتابِ وَ العجزِ وَ اللومِ الشاردِ وَ المنظرِ الـأشعثِ الجميل ، وَ أغانٍ تنحسرُ بِ أبوابِ شفاهِي وكأنِّي أظنُّ بِ أذنِكَ سمعاً ، و كأنِّي أقامرُ بِ بالحياةِ (تي) مُقابِلَ عطرِكَ
لَا أنتَ أتيتَ وَ لَا عطرَ عطرِكَ أصابنِي بِ إرتعاشِ الـأوصالِ .
كيفَ بربِّكَ أُسافرُ غيماً مُثقلًا بِ الرجاءِ وَ باطنُ كفِّكَ أجهضَ الدُّعاءْ ؟؟
__ غُصَّة (6) :
غيابُكَ هُو غيابُكَ وَ غيابِي هُو غيابِي ، الفرقُ بينهُما أنِّي أكثرُ إخلَاصاً للعودة و أنتَ أقلُّ وفاءً لِلقاءْ .
أنا النحلةُ يَا ابن الكرامِ ، ألسعُكَ بِ هذا النصِّ الـأسودِ محبَّةً وَ جُبْناً ، لِ أموتَ هناكَ هناك حيثُ لـا أحد يُغلقُ فم الـآخر بِ كذبةٍ عنِ الـأحلـامِ وَ ما شابهْ
أنا النحلةُ التِّي تعرفُ مصيرها بعد العضَّةِ الـأولى و الـأخيرة ، تلك التي منحتكَ عسلَ المساءِ وَ لذَّةَ الفرحةِ الطفولية ، وَ عِبْقَ الشهادة أنْ لَا حبيبَ إلَّا أنتْ
أنا النحلةُ التي ما وطئتْ أرضَ الـأفولِ إلا راضيةً مرضية ، تلك التي نبتت بموضعِ قرصتها زنابِقٌ حمراءَ لها حروفُ إسمك و إسمها
فَ قُلْ لغيابِكَ أنَّ القسوةَ لـا تولِّدُ غيرَ غُروباً بأعينٍ بيضاءْ ، وَ أجنحةً فقدت هرمونَ التَّحليقْ ، وَ قلباً مِنْ زجاجٍ غيرِ قابِلٍ للكسرِ إلَّا بِ حجرِ الفقدِ
قُل لغيابِكَ أنَّ امرَأَتِي سليلةُ الغيثِ وَ نارُكَ ما كانت - أبداً - برداً وَ سَلَاماً
فَ سلَاماً عليكَ حيثُ يرقُدَ صدرُكَ دافئَ البالِ ، قريرَ الصمتِ ، خاليَ الوفاضِ ،.
__ غُصَّةْ (7) :
قُل لِي ماذا أعددتَ لعيدِ الحُبِّ ؟؟
هل تُفكِّرُ بِ إعدادِ وجبةِ غذاءٍ بِ أحدِ البيوتِ البحرية رُفقةَ امرأةٍ جميلة ، تُغازلُها بِ عينٍ لـا تُخطِئُ الرغبة ، تَهمسُ خلفَ أذنِهَا بِ ريقِ كلماتٍ شمَّاءْ ، تتناولـانِ قالبَ الشكولـا بِ لذَّةِ الحنينِ المنطوية بِ هضابِ قلقِي عليك ، تُشارِكُهَا رقصةً صامتة لِ تدعَ صهيلَ الـأصابِعِ تنطقُ بِ لُغةٍ لـا يمتلِكُها غيرُ كتابِ الحمام ؟؟
أم أنَّكَ - كما تزعم - صِرْتَ لـا تهتمُ لِ أنثَى عابرةْ ، وَ لَا لِ قصصِ حوَّاءْ المُخْتَلَقَة ، فَ قررتَ أنْ تضعَ يدكَ بِ جُيُوبِ قميصِكَ وَ تختفِي فِي زحامِ الدُّنْيا ، ناسياً أنِّي لـا أجيدُ الصَّبْرَ وَ لَا الـإصطِبَارْ ، وَ أنِّي أكثرُ تشرُداً مِنْ فقيرٍ سافِلِ الحاجة ؟؟
أم يَا ـتُرَى تشتاقُنِي و تتمنى أنْ أكونَ النُّونَ التِّي تحطُّ على كتفيْكَ وَ تغيبُ كَ أوراقِ الشتاءِ بِ فيْءِ شفتيكَ وَ عُنُقِكْ ؟؟
صدِّقْنِي أنا لستُ غاضبةً منكَ كما أنِّي لنْ أثورَ على تناسِيكَ إنْ تناسيتَ ليلةَ الحُبِّ هذِهِ ، أنا - فقطْ - سأتصرَّفُ كَ طِفْلَةٍ مُهَذَّبَةْ وَ أُطالِبَكَ بِ نفْضِ يديْكَ مِنِّي لِ أنِّي لَا آمنُ الجانِبَ الخبِيثَ مِنْ غَضَبِي ، فَ شرُّ الحَنِينِ قدْ يتحوَّلُ لِ مُدْيَةٍ صدِئَةْ أغرِسُها سبْعاً بِ صدرِي كَ محاولةٍ غبيةٍ لقتلِكَ بِي .
أرأيتْ .. كم أنا غبيةْ ،.
__ غُصَّةْ (8) :
| يعني خلـاص من دلوقتِ لـا إنت حبيبي ، يعني خلـاص من دلوقتِ لـا إنت نصيبي وَ لَا أنا نصيبك |
حُنجُرتِي تُؤلِمني كلما تناهَى إليها بحَّةُ أشواكِ المغنَى ، فلَا فيرُوزْ ساعدتنِي لِ أنسَى أنِّي كنتُ معكَ بيتاً مِنْ أمانٍ ، وَ لَا كاظِمْ ألهمنِي أنْ أقودَ سفينةَ حظِّي إلى أرخبيلِ الذاكرةْ المهجورةْ ، لـا شيء يُنْسينِي فِيكَ ، لَا شيءَ يُزيلُ هذا الوشمَ المدْعُو ( أنتَ ) ، لَا شيءَ قادِرٌ على تهجيرِ قبائِلِ دمكَ مِنْ بيادِرِ دمِي ، لـا شيءَ يُشْبهُ الـأمْلـاحَ الحُبْلَى بِ رنينِ صوْتِكَ ، لَا شيءَ يَا حبيبَ الطوابِعِ البريدية ، يكتنِفُ المرارةَ كَ هذا اليومِ البارِدِ / المُدْقعِ / القانع بِ فجيعةِ سبْتٍ لـا رداءَ له .
لَا أنتَ حبيبي و لَا أنَا حبيبتُك
لَا أنتَ نصيبي وَ لَا أنَا نصيبك
تبًّا لِمَنْ قالَ أنَّ بعضَ الـإعترافاتِ لَا تُوجِعْ ، إنَّهَا ذئابٌ تبقرُ بطنَ العُمْرِ وَ السنينْ .
__ غُصَّةْ (9) :
من عليهِ أنْ يقولَ للآخرِ آسفْ ؟؟؟
من عليهِ أنْ يعتذرَ من جُرْحِ الـآخرْ ؟؟؟
من عليهِ أنْ يكونَ أكثر بُؤساً وَ صخباً وَ فتقاً مِنَ الـآخرْ ؟
من عليهِ أنْ يُطأطِئَ رأسَ حُزْنِهِ الكظيمْ ، وَ يمْشِي عكسَ اتجاهِ الـآخرْ ؟؟
من عليهِ أنْ يُشعِلَ شمعهُ دُون أنْ يقفَ جدارُ الذلِّ بينهُ و بينَ كرامتهِ المهدورةْ بِ اسمِ ربِّ الشوقِ ؟؟
من عليهِ أنْ يُصوِّبَ رصاصةَ الرحمةْ دون أنْ يُخطِئَ النبضَ المُلتاعَ ؟؟
هُنا لـا وسائلَ تُساعِدكَ على الـإجابة ، لَا صديقاً وَ لَا إمكانية حذفْ إجابتين ، وَ لَا الـإستعانة بِ حشدٍ مِنَ الجماهيرْ
أنت هنا واقفٌ على رقبتِي بِ حذاءِ غيابِكَ ، فَ رِفقاً زِدْ أسئلتِي خواءً فَ إنِّي فزاعةُ قشٍّ فِي زمنٍ باعَ ما باعَ وَ أبْقَى من لـا يستحق البقاءْ ،.
__ غُصَّةْ (10) :
ذاك الألم الذي لا يقوَى بشر على إستيعاب حرائقه ، ذاك الألم الذي ينهشُ لحم قلبك
و أنت من شدة الآه تذوبُ أضالعك دون أن تدرِي ، دون أن تشعر إلا بصهيلِ الخيباتِ
و هو يرتفعُ كدمعٍ منتصبٍ بعينيك .
خذلتني يا هذا ، أصبتني بعقمٍ جنائزي لا علاج منه ، تمنيتُ لو أن الطعنة كانت من كفٍ
أخرى لـا كفك ، تمنيتُ أن أستدير لأجد شخصاً آخر يوجه لي الموت رصاصاتٍ بظهرِي
تمنيتُ أن أفتح عيني على قاتلِي و أن لـا تفاجئني عينيك التي أحببتُ تهرق علي شحوبة
يأسي رحيلًا زؤاماً .
أدرِي أن بعض الحزنِ يُؤذي ، لكني ما كنتُ أدري أنك تجيدُ رفع نخبِ انكسارِي على أجداثِ
أحلامِي ، ليتك ما دُستَ بنعلك فرحتِي الآدمية ، ليتك ما تأمرت علي و الزمن ، و بقيتَ شهماً
كما رسمتك أرواحُ مشاعرِي ، و استبسلتَ فِي إحياءِ الميتِ بِي دون أن تنازعك نفسك بقتلِي
هجراناً .
أعدك أننا لن نلتقِي كما كنتُ أعدك أننا سنلتقِي
أعدك باسمِ ثورةِ النُبلِ بِ داخلِي أنْ ألتجِئَ لمخيماتِ الرحيلِ / الغيابْ ، و أذرفَ قصائداً سوداءْ
تعزينِي فِي فقيدِي الداخلِي
أعدك باسم شرفِ قبائلِ الأمازيغْ أنْ أكفكف دمعِي الساخن ، وَ أكتبَ خارج حصنِ الورقْ ، فمأساتِي
العاطفية لا تُكتتبُ و لـا تُروى ، إنها قداسةُ احتضارٍ من امرأةٍ لا تُجيد الموت خارج فصولِ النسيانْ .
__ غُصَّةْ (11) :
الطيبون يا ابن الكرام يموتون باسمِ المروءةِ وَ عزة النفسْ ، يُصلبون على جدارِ الخداعِ وَ المكرْ
يعيشون على أنقاضِ التيجانِ المرمية ، وَ يشيخون فوق سماءِ أيلول الغائمة
الطيبون لا يُشبهون غير أنبياءِ الرسالةِ الضائعة ، لا هُم قادرون على نزعِ الإيمانِ من قلوبهم
و لا هم يمتلكون عضداً يمنع تساقطهم
الطيبون لـا وطن لهم يا ابن الكرامِ ، لـا بيتَ قصيدٍ يُدفئُ أحزانهم ، لـا أمهاتَ تمسح عن جبينهم
عرقَ الوجل ، و لا آباءَ يفتحون بصدورهم أمانَ اللهْ
إنها ضائعون كَ خرائطِ وطنٍ مغبونٍ / محتلْ
الطيبونَ أعمارهم قصيرة ، فلا تستبسلْ فِي قتلهم أكثر مما ينبغِي .
فهلْ كانَ حُبُّكَ طَيِّباً كَ هذا الرابِضْ بِ الجناحِ الـأيسرِ ؟؟ آهٍ لوْ تعرِفُ
__ غُصَّةْ (12) :
فِي الصّمْتِ أَحْدَاث مُؤْلِمَةْ تَحْدُث ، كَ أَنْ تَرْغَبَ بِ هَدْم جِسْرِ الفِراقِ المُلْقَى عَلَى كَتِفَيْكَ ، وَ تُطْلِقَ
الشِّعْرَ عَصَافِيراَ بِيضاً تُغَنِّي لِ سَيِّد الحُلْمِ النَّبِيلْ ، تُحَاوِلُ أَنْ تَقُولَ مَا لَـا يُقَالْ وَ تَبِيعَ رَغِيفَ الحُزْنِ
لِ شَحَاذِ الوَجَعْ ، وَ لَا تَقْوَى
هُو المَوْتُ يَا صَاحِبِي ، شَهْوَةٌ تَنْفَرِطُ نَاراً بِ عَيْنَيْنِ قَاحِلَتَيْنِ / مُظْلِمَتَيْنِ ، يَئِدُكَ النِّدَاءُ حِينَمَا يَعُودُ
مُخْتَبِئاً خَلْفَ جِدَارِ اللَّارَدْ ، فَهَلْ أَنْتَ حَزِينٌ مِثْلِي وَ جَائِعْ ؟؟ أَتريدُ أَنْ تَرَى كَيْفَ لِي أَنْ أَسْلِخَ وَجْهِي الرَّطْبَ وَ أَبْقَى عَارِياً مِنْ غَيْرِ مَلَامِحٍ ؟؟
مُشَوَّهَةٌ أَنا وَ بِ القَلْبِ زَئِيرُ أَسَدٍ ضَرِيرْ ، أُحَمْلِقُ فِي الخَيْبَاتِ التِّي تَتْلُو الخَيْبَاتْ ، تَتَأَرْنَبُ أَوْجاعِي وَ الجِرَاحْ ، وَ لَا شيْء يَقُودنِي لِ وَطَن الـسِّلْم حيثُ أَشْتَرِي مَا أَشْتِرِي دونَ أَن أبِيع مُضْطَرا غَيْمَ أُمْنِيَاتِ .
آمنْتُ بِكَ و كفرْتَ بِي ، استَبْقَيتكَ مَاءً أُجَاجاً فَ رَمَيْتَ الوَحْلَ علَى ثِيَابِ فَرْحَتِي وَ مَضَيْتْ
أَكَانَ عَليْكَ أنْ تَرفَع قلُنْسوَةَ القسْوة عالِيا لِ تُدْهش حواسي و لَا أَفِيق ؟؟
قُلْتُ رُدَّ قَلْبِي فَ أَبَيْتَ ، مَضَغْتَه أَنى شَاء ل أَضْراس الـأَلَمِ أَنْ تَطْحن ، و أَلْقَيْتَهُ وَسَطَ قُمَامة المَشاعِرِ المَوْبُوءَةْ بِ البَيْنِ وَ النُكْرَانِ وَ الجُحُودْ ، إِنَّنِي الـآنَ أَرْتَجِفْ كُلِّي يَرْتَجِفْ ، فَالذِّي بِ الشّمالِ صَارَ قَذِراً ، يَحْمِلُ رَائِحَةَ مَوْتَى القَصَائِدِ المَرْثِيَةْ .
__ غُصَّة (13) :
مُضاعٌ هُو الحُبُّ يَا سَيّدهْ ، موغِل في الكَبْت عِبقُ تَنهِيداتِهِ ، سَيِّء فِي مَواقِيتهِ وَ جَافّ ساعةَ أفُولهْ ،
كُنْتُ فيمَا مضى أَتوق لِ أَن أَروِ عَطشَ البِحارِ في صدرِي لِ دِفءِ يَديك ، الآن يُحرِقُني و يُؤْسِفني
أَن تسْتيْقظَ جمراتُ الدّمعِ مِن عرِين الـأَمسِ تَفتَرسُ شفَاهي نَدماً عَلَى مَا مضى منْ أُمسيَاتِ فرْحتِي
بِكْ
أَتقَدر إِلى أَيِّ مَدَى يُبعَث علَى جسدي نخِيل له شَوكٌ غلِيظ الرقَبةْ ؟؟
أَتَشْعُر ب اصْطكَاك أَبْوَاب أحْلَامي ، حينما تَرْمِي مفتَاحهَا ب جَوف شَيطَانِ الرّحيلِ ، لِ أَركع عَلَى رُكْبَتَي
سُقُوطِي ، وَ أَنا أردِدُ فِي نشيجٍ :
| سَامحني يا اللهْ
حَمَلُوا جِبَال الـأَلب علَى ظَهرِي قالوا امْشِ فَمشيتُ
غَرسُوا العوسَج بِ خاصرَتي قالُوا ارْقُصِ فرقْصتُ
سَكبُوا الحدِيد المذَاب بِ حنجُرتي قَالوا غنّ فَغنيْتُ
كتَبوا برْقيةَ توديعِي وَ قالوا ابتسِمِ الغَد أَجْمل فَ بَكَيْتُ
سَامحْنِي يَا اللهْ
رَكعْت أَسْتَجدِي شيْطَان أُفُولهِمْ أَنْ رُدَّ قَلْبِي ، هُو دَيْن لَا طَاقَة لهُمْ بِ تَسْدِيدِهِ |
__ غُصَّة (14) :
لَازِلتنِي أَمشي يَا صاحبِي أُفَتّش عن نُسختِنَا الـأُولى ، بيْن خَراباتِ الغيابِ وَ جحورِ النّسيَانْ ، لَازلتنِي
أَسْتنشقُ رَائحَةَ مسك اللَّيلِ حِينمَا يَجِنّ الدّم بِ عرُوق الحنِين ل أَشتَاق زنْدَك و البكَاء ، لَازِلتُنِي كما أَنَا
أَكْتب الرّسائِلَ لِلعشَّاقِ المَوجُوعين منْ مُسَلْسلَاتِ الودَاعْ ، و لَازلْتنِي زاهدَةَ في إِبْتسامَاتِ مَادَامتِ الدُّنيَا
مِن بعدِكَ سِجن قضبانُهُ أَروَاح تصْرُخ في أذُن قُرحتي ل أَتقَيَّأ العنَاءْ وَ لَا شفاءْ .
هَلْ كانَ عليك أَن تُغادِرني فِي هذا الوَقتِ ب الذات ،؟؟ أَما كَان عَليْك الـإِنتظَار وَ لوْ قلِيلًا ، تمهِّدَ لِي
خَارطَةَ اللـَّارجوعْ ، تَفتَحُ لي نَبِيذ سُكرٍ مُزمِنٍ لِ أَلّا يكُون مِنْ بعْدك صَحوٌ ، لَ كنتَ أَخدْتَني لِ دارِ العجزَة
أَسدلُ شَيبَات حُزنِي عَلَيك دُون أَن يعيِّبَنِي شَبَابِي ب بِيضِ الرموشْ ، تلكَ التّي تسَاقَطتْ ك أَوْرَاقِ الخرِيف
تِباعا دون أَنْ تلْمحَ كَيفَ تدَاسُ / تُهَان بِ حوافرِ البردِ مِن بَعْدكْ .
أأنْتَ هنا لِ تَسْمعَ دبِيب النارِ وَ هِي تَغلِي ب أَضلُعي ؟؟
|