14-02-2009, 02:53 PM
|
مشرف سابق
|
|
تاريخ التسجيل: Apr 2007
المشاركات: 6,425
معدل تقييم المستوى: 21474884
|
|
الَّذِي يَـرَاكَ حِينَ تَقُــومُ
[IMG]http://abeermahmoud.******.com/07_basmallah.gif[/IMG]
فـــلاش (الذي يراك حين تقوم )
{الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ }
وأي عنوان أحلى وأجمل من هذا !..
أي أسطر أجمل من تلك التي تتكلم عن الله ، وعن عظمته ، وبرّه ، ورحمته ..
لن أذكر للموضوع عناصراً ..
بل سأدع العناصر تسوق بعضها بعضاً حتى الختــام ..
فهيا ننطلق ..
الدافع للموضوع ..
ما نراه من كثرة الفواحش والمنكرات ..
ما نلمسه من ضعف الوازع عن المحرمات ..
وقلة المراقبـة في الخلـــوات ..
هذا يتســـــاهل في النظر ..
وذاك يمارس عــــادات ..
وآخر يأكل الربــــا ..
وآخر يتمايل مع الغــــنا ..
كثير من الناس وجودهم كالعــــدم ..
لم يقفوا عند أوامر اللهونواهيـــــه ..
هم ( كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ } ..
إن وافـــق الشـرع مرادهم قبلـــوه ..
وإن لم يوافــــق تركـــوه ..
إن حصلوا على الدرهم والدينار رضوا وأخذوه ..
ولم يبالوا أمن حلال أم حرام كسبـــوه ..
إن سهلت الصــــــــلاة فعلوهــــا ..
وإن لم تسهــل تركوهـــــــا ..
مــــن تفكَّر في العواقب ؛ أخذ الحـــذر ..
ومن أيقن بطول الطريق ؛ تأهب للسفــر ..
كان بعض السلف يقول لنفسـه :
والله ما أريد بمنعك هذا الذي تحبين إلا الإشفاق عليك ..
وقال أبو يزيد :
ما زلت أسوق نفسي إلى الله تعالىوهي تبكي ؛ حتى سقتها وهي تضحك _ يعني أكرهتها على العمل حتى استقامت برضاهــــا _ ..
فدرّب النفس على هذا الأصل ..
وتلطف بهــــــــــا ..
وعدها الجميـــــــــل ..
قال سبحانه : ( وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ ، الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ ، وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ ، إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ } ..
الإحسان فقال : ( الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ ، وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ } ..
أي يراك في هذه العبـــادة العظيمة التي هي ..
الصــــــــــــــلاة ..
يــــــــــراك ..
وقت قيامـك وتقلبك راكعاً ســــــاجداً ..
خصها بالذكر _ يعني الصـــلاة _ لفضلها ولشرفها ..
ولا بدَّ من استحضار القلب حين فعلها ؛ لأنه من استحضر فيها قرب ربه خشع، وذلَّ، وأكملها ..
وبتكميلها يكمل سائر عملـه ..
ويستعين بها على جميـــــع أموره ..
ثم قال : ( إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ } ..
الإحسان ..
جاء في الحديث الصحيح عند مسلم في حديث وصف الإسلام والإيمان لما سُـأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الإحسان قال :
( أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك ) ..
نعــــــم يـــــراك ..
ويعلم ســرك ونجــــــواك ..
في الصحـــراء يــــراك ..
في الجـو أو في السمــــاء يــراك ..
إن كنت وحيـــداً يـــراك ..
إن كنت في جمــــــــــعٍ يــراك ..
( يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ }..
المراقبــــــــــة ؟!..
قال ابن القيم رحمه الله
من منازل ( إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ } منزلة المراقبـة ..
وهي دوام علم العبد وتيقنه باطلاع الحق سبحانه وتعالى على ظاهره وباطنه..
فاستدامته لهذا العلم ، واليقين بذلك هي المراقبة ..
وهي ثمرة علمه بأنَّ الله سبحانه ..
رقيــــب عليه ..
ناظـــــر إليه ..
ســــامع لقوله ..
مطلع على عملـــه ..
ومن راقب الله في خواطره ؛ عصمه الله في حركات جوارحه ..
كان بعض السـلف يقول لأصحابه : زهّدنا الله وإيـاكم في الحرام زهد من قدر عليه في الخلوة فعلم أنَّ الله يراه فتركه من خشيته جلَّ في عــــــلاه
قال الشافعي : أعزّ الأشياء ثلاثة ..
الجــــود من قلـــة ..
والورع في خلـــــوة ..
وكلمة الحق عند من يُرجى أو يُخـــاف ..
وقالوا : أعظم العبادات مراقبة الله في سائر الأوقــــات ..
والمراقبـــــة ..
هي التعبد بأسمـــــائه :
الرقيب ..
الحفيظ ..
العليم ..
السميع ..
البصير ..
فمن عقل هذه الأسماء وتعبَّد بمقتضاهــا حصلت له المراقبـــــــــة ..
الرقـــيب ..
ورد هذا الاسم في القـرآن
(كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ، إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ } ..
فمن هم الناجحون في ذلك اليـــوم !!..
انظـــروا رعــــاكم الله ..
قال الله : ( قَالَ اللّهُ هَذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ } ..
لن ينجـــوا إلا أهل الصــدق والإخــلاص ..
فهو سبحـــــانه ..
رقيـــــب ..
على الأشياء ببصره الذي{ الذي لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ } ..
وهو رقيــــب ..
على الأشياء بسمعه المدرك لكل حركة وكـــلام ..
فأيــــن أثر هذا في حياتنـــا !!..
أنه يسمع ، ويرى و ( يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ } ..
أيـــن أثر هذا في تصرفناتنا ؛ في معاملاتنا ؛ في عبــاداتنا !!..
لاتنسونا من صالح دعائكم بظهر الغيب.
|