15-02-2009, 06:15 AM
|
عضو مهم
|
|
تاريخ التسجيل: Feb 2009
المشاركات: 285
معدل تقييم المستوى: 1653
|
|
فلنتغافر
بسم الله الرحمن الرحيم
*
*
*
*
*
][ إشراقة ][
بين السطور دعوة جل همها : يا أخي فلنتغافر
صور لنفوس تتسامى .. وقلوب تتظافر
فلا اطيب من روح صادقة وقلب مسامح..
وأخٍ صديق صادق للغفران طامح..
][ أأكون كهذا الصديق ؟ ][
هناك ..
في صحراء البادية .. مشى الصديقان يعبران الطريق فضرب الرفيق صديقه ضربة في الوجه مؤلمة .. وللصديق ملجمة ..
فكتب الصديق على الرمل شاكياً همه .. وخاطاً ما ألمّه ..
اليوم ضربني أعز أصدقائي
ومضى الصديقان .. فإذا بواحة قريبة ترسم للمنهك راحة حبيبة..
فالأبدان تستجدي الراحة .. فقررا على الفور السباحة ..
وما هي إلا لحظات حتى علقت قدم الصديق في الرمال.. وبات الغرق وشيكا والخروج شبه محال ..
فهبّ رفيقه .. يشق طريقه.. لا والف لا .. صديقي صديقي ..
فيسر الله له إنقاذه..
فانتفض الصديق وحفر على الحجر..
أعز أصدقائي أنقذ حياتي
فسأل ذلك الرفيق .. : أيا صديق .. لمَ كانت الأولى بين الرمل مكبوتة .. و الثانية على الصخر منحوتة ؟
فقال الصديق :
أما إن الأولى كانت أذية ولست والله لأجعلها مطية..
تركتها لرياح التسامح تمحيها .. وتبقي لقلبي صفاءه.. وللصديق رفاقه .. ومن الرحمن غفرانه ورحماته ..
وأما الثانية فليس أبقى من النقش على الحجر ..
صنائع المعروف .. لا تمحيها الصروف .. وتُبقي في القلب لكم حباً منزلاً ولا تذر للسوء عليه مدخلاً..
][ دعوة سماوية ][
{ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ }. النور (22)
أفلا تكونـ/ـي لها ..
ما يمنعك أن تنامـ/ي : قريرة عينك .. طيبة نفسك .. راض عنك ربك ..
لمثل هذا فلتطمح النفوس .. لمثل هذا فلنشمر و لنلبي .. فلـنلبي ..
ولنصبر ونحتسب .. وليكون رسولنا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم خير قدوة لنا .. ولنذكر على الدوام : .. وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ
][ إشراقة محمديّة ][
تأملوا يا أحبة ..
قوله صلى الله عليه وسلم :
( والذي نفسي بيده لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا
ولا تؤمنوا حتى تحابوا أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم : أفشوا السلام بينكم )
أفنعرض عن جنة عرضها السماوات والأرض .. !!
فانتفض أنت .. وقل .. هات يا أخي يدك .. وبلغ السلام ..
وأنتِ يا أخية .. مدي يدك .. بقلب راض ..
وافشوا جميعاً السلام .. واجعلوا حليته الابتسام ..
][ وقفة تأمل ][
تأملوا رحمكم الله ما يهز القلوب .. والبدار البدار للعفو والفوز برضا الرحمن..
يقول الإمام ابن القيم :
{ يا ابن ادم.. إن بينك وبين الله خطايا وذنوب لايعلمها الا هو .. وإنك تحب أن يغفرها لك الله , فإذا أحببت أن يغفرها لك فاغفر أنت لعباده وأن وأحببت أن يعفوها عنك فاعف أنت عن عباده , فأنما الجزاء من جنس العمل ..
تعفو هنا يعفو هناك , تنتقم هنا ينتقم هناك تطالب بالحق هنا يطالب بالحق هناك }
][ نبضة أنين ][
على ماذا التناحرُ والضغينة.*. وفيم الحقد يفقدنا السكينـة
علامَ نسدُ أبـواب التآخـي.*. ونسكن قاع أحقـادٍ دفينـة
أيهجر مسلـمٌ فينـا أخـاه.*. سنيناً لا يمـدُ لـه يمينـه
أيهـجره لأجل حطام دينـا.*. أيهجره على نتـفٍ لعينـه
ألا أين التسامح والتصافي.*. وأين عُرى أخوتنا المتينـة
][لفتة ][
لا شئ كالعفو عند المقدرة.. فلتكن من أهله ..
هناك من يعفو لأن الأقدار قد أعجزته عن الرد .. وهناك من ارتقى وسما وفاز بالرضا فعفى وهو قادر على سواه ..
{ اذهبوا فأنتم الطلقاء } ومن ينساها .. صلى الله وسلم على حبيبنا محمد ..
][ مثلي هفا ، ومثلك عفا ][
لايزال الخطأ يعتري الانسان مهما أعتلى قدره وسمت منزلته
يسيء لهذا مره وذاك مرارا بقصد او بدون قصد ..
لكن.. شرع الله لنا ما يجبر ذاك النقص بما يرفع من قدر المرء
فترى أخاً يخطئ على أخيه فيكتب إليه متواضعاً معتذرا :مثلي هفا ومثلك عفا
فيأتيه الجواب على طبق من الرحمة والسمو : مثلك اعتذر، ومثلي اغتفر.
][هلموا للقمم ][
وإن سرك أن ترى أكثر.. فانظر الى صفحة من التاريخ لتحكي لك عن..
من إذا وزن ايمانه بالأمة لوزنها
وبين :
من لو كان نبياً بعد محمد صلى الله عليه وسلم لكان هو ..
انهما :
أبابكر وعمر رضي الله عنهما وأرضاهما ...
ولندع ابي الدرداء يحكي لنا ما رآه ..
يقول:
(كانت بين أبي بكر وعمر - رضي الله عنهما- محاورة فأغضب أبو بكر عمر فانصرف عنه عمر مغضبا، فاتبعه أبو بكر يسأله أن يستغفر له، فلم يفعل، حتى أغلق بابه في وجهه.
أقبل أبو بكر آخذاً بطرف ثوبه حتى أبدى عن ركبته، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم- : (أما صاحبكم فقد غامر).
فسلم وقال: يا رسول الله! إني كان بيني وبين بن الخطاب شيء فأسرعت إليه ثم ندمت، فسألته أن يغفر لي، فأبى علي فأقبلت إليك
فقال:"يغفر الله لك يا أبا بكر" (ثلاثاُ) ثم إن عمر ندم على ما كان منه فأتى منزل أبي بكر فسأل: أثم أبا بكر؟ فقالوا: لا.
فأتى إلى النبي - صلى الله عليه وسلم- فجعل وجه النبي - صلى الله عليه وسلم- يتمعر؛ حتى أشفق أبو بكر فجثا على ركبتيه، وقال: يا رسول الله! والله أنا كنت أظلم (مرتين)
فقال النبي - صلى الله عليه وسلم-: "إن الله بعثني إليكم فقلتم: كذبت وقال أبو بكر: صدقت وواساني بنفسه وماله، فهل أنتم تاركو لي صاحبي" (مرتين) فما أوذي بعدها)
تأملت مراراُ .. فرأيت العجب .. ولا عجب ..
فهم قد تربوا في مدرسة محمد صلى الله عليه وسلم وبسيرهم نتربى..
][ و خدّ على التراب نادم !! ][
رحماك ربي ..
قف/ي معي عند أبي ذر الغفاري رضي الله عنه حينما
عير بلالاً بأمه
فشكاه بلال إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
فندم أبوذر على ما بدر منه من قول فوضع خده على التراب وقال لبلال : والله لا أرفع خدى حتى تطأة بقدميك !
فما كان منهما إلا أن تعانقا وتصافحا ..
سبحانك ربي ..
ما أجمل الصفاء والنقاء حينما يتعانق بالقلوب
وما أروع العفو والإغتفار حينما تسمو به النفوس
فتتصافح بصدق القلوب قبل الأكف ..
][ روائع ][
مر علي ابن السماك صاحب له عتب عليه
فقال لابن السماك: غداَ نتحاسب
فقال ابن السماك: لا والله، غداً نتغافر!
:علي وطلحة :
تأمل هناك.. وسط الجموع..
لا هجوع .. ولا وقت للركوع..
تختلف الصفوف .. وتسل السيوف..
وتتطاير الرؤوس.. ولكن تسمو النفوس ..
حينما يحتضن علي بن أبي طالب , طلحة بن عبيد الله حينما قتل في الجمل .. وكان الصف المعاكس له
وينفض التراب عن لحيته ودموعه تهراق
وهو يقول : يعز علي يا أبا محمد أن أراك على التراب مجدلا..
ولكني أسأل الله أن نكون ممن قال فيهم :
( ونزعنا مافي صدورهم من غل إخوانا على سرر متقابلين )
ــ انظر إلي الصفاء ، والنقاء، وانظر إلي العمق، وانظر إلي الروعة! وهم يقتتلون، والدماء تسيل وعلي يحتضن طلحة ويسلم عليه ويذكره أنه سوف يجلس معه في جنات ونهر، في مقعد صدق عند مليك مقتدر، حقاً إنه مشهد رائع، وأنموذج باهر..
هذا الأنموذج الحي يدلنا دلالة واضحة علي أن هؤلاء البشر لم يخرجوا عن بشرتهم، ولم يكونوا يوماً من الأيام ملائكة، ولكنهم كانوا في أروع صورة بشرية عرفتها الدنيا *.. ..
تلك المعاني الجميلة لم تذهب مع أولئك الرجال
بل يهدينا التاريخ .. جيلا بعد جيل .. نماذجاً أخرى لا تقل عمن قبلها
فلماذا لا أكون أنموذجاً كما كانوا .. !!
أعاجز/ة أنا ؟!!
][ طلقة في الصميم ][
إيه يا أحبتي :
ما أقسى يوما بدأ بالمودة وأنتهى بالجفاء
أيجمعنا الزمان أحبابا يفوح منا عطر الوفاء
ويفرقنا خلافٌ يسع من فقهه الفضاء
فلئن أساء أخوك هاهنا , فلقد أحسن إليك هاهنا وهاهنا وهناااك
ــ ومن لك بأخيك كله
هُن لأخيك ولِن له
ولاتطع الشيطان في أمره
غداً يوافيه الموت فيكفيك فقده
كيف تبكيه بعد الموت وفي الحياة تركت وصله **.!!.
][حروف الاسلام والحياة ][
كان ما كُتب لكم أعلاه .. أحاديث قلوب مضت .. وأرواح قد قضت ..
...............
منقول
|