17-02-2009, 10:39 AM
|
|
عضو سوبر
|
|
تاريخ التسجيل: Feb 2009
الدولة: KSA. Madina
المشاركات: 409
معدل تقييم المستوى: 61
|
|
إهمال المستشفيات ونقص الأدوية.. يفاقم معاناة المرضى
قال عدد من المراجعين من مختلف مناطق المملكة التقتهم «المدينة» في مستشفيات جدة إنه على الرغم من الميزانية الضخمة التي حظيت بها وزارة الصحة إلا أن العديد من المستشفيات الحكومية في عدد من المدن والمحافظات لا تزال تعاني من نقص في الكادر الطبي والتمريضي ونقص في أنواع من الأدوية وسوء التعامل مع المراجع من قبل بعض منسوبي أقسام الطوارئ والاستقبال. واشتكوا من عدم توزيع الخدمات الصحية بشكل متوازن على مناطق المملكة. وطالبوا بمناسبة تعيين وزير جديد للصحة بالنظر في الاحتياجات العاجلة خاصة لمستشفيات المناطق والمحافظات البعيدة عن المدن الكبيرة، لتوفير عناء السفر على المرضى بحثا عن العلاج في تلك المدن، ودعوا الدكتور عبد الله الربيعة إلى الاعتماد على العمل الميداني والجولات المفاجئة والسرية ليرصد بنفسه تردي الأوضاع في بعض المرافق الصحية في المناطق الطرفية وعدم الاعتماد على التقارير «المعلبة».
مستشفيات منسية
أحد المراجعين لمستشفى حكومي بجدة قال إنه قدم من مكان بعيد عن العلاج في جدة، واقترح المواطن محمد أحمد الشهري على وزير إلى وزير الصحة الجديد القيام بزيارة لمستشفى المجارة والذي قال إنه يعاني من نقص حاد في الكادر الطبي، ويعاني أيضا من مشكلات متفاقمة في أقسام النساء والولادة على الرغم من تميز المجارة بكثرة الولادات المستمرة، وطالب بأن يقوم فريق تحقيق مشكل من الوزارة بتفقد أقسام وأجهزة الأشعة والتي يحرم منها المرضى بسبب الأعطال المستمرة للأجهزة، وأضاف: إن مستشفى المجاردة بحاجة إلى وقفة جادة من قبل الوزير وتوجيهات ميدانية فاعلة لانتشاله من الواقع المرير الذي يعيشه.. واستطرد: نتمنى من الوزير القيام بزيارات سرية مثلما فعل الوزير القصيبي أيام كان وزيرا للصحة، ليشاهد السلبيات التي تعج بها أقسام الطوارئ ونوعية الخدمة والتعامل مع المراجع.. مشيرا إلى أن هناك العديد من المستشفيات بحاجة لمثل تلك الزيارات السرية والتي ستعكس صورة حقيقية للوزير الجديد بعيدا عن التقارير والتي وصفها بـ«التلميعية» المجافية لواقع الحال.
نقص الاهتمام.. والأدوية
وخلف أسوار أحد المستشفيات الحكومية الكبرى بجدة استوقفنا رجل مسن من ذوي الاحتياجات الخاصة، قال إن اسمه «سرحان» ويعاني من عجز في القدم بعد أن أجريت له عملية جراحية لتثبيت الركبة ولازمه ألم حاد لا يفارقه ومنعه من ممارسة العمل بعد أن كان مدرسا في التعليم منذ عام 1377هـ وهو الآن يبلغ من العمر 75 عاما، وقال إن على الصحة التنبه للمرضى من كبار السن خصوصا ذوي الاحتياجات الخاصة والذين ليس لهم من يعيلهم ويهون عليهم قسوة أمراض كبر السن.
وقال محمد أحمد القرني الذي التقيناه ينتظر بقرب بوابة مستشفى بجدة مشهور بكثرة المراجعين، حضرت للمنزل للخضوع لجلسة غسيل كلوي، وأتكبد عناء المواصلات منذ نحو ثماني سنوات منذ بداية العلاج والغسيل الكلوي، وتساءل: لماذا لا تتوسع وزارة الصحة بإنشاء مراكز للغسيل في مواقع مختلفة وموزعة بشكل متساوٍ بجدة، وفي كل مدن المملكة خصوصا وأن أعداد المصابين بالفشل الكلوي في تصاعد مستمر، وطالب بتأمين أنواع من الأدوية والتي قال إنه يقوم بشرائها على حسابه الخاصة لعدم توفرها في المركز الخاص بالغسيل الكلي.
ندرة الأطباء المتخصصين
وعلى أحد الأرصفة المجاورة لمستشفى آخر، وجدنا المواطن محمد عبدالله الجبيري الذي قال إنه قدم من محافظة الليث من أجل البحث عن علاج لابنه الصغير الذي يعاني اعتلالا في السمع، ولا يوجد وفي مستشفى الليث العام طبيب متخصص في الأنف والأذن والحنجرة «على حد قوله» وأكد أنه يتكبد مشقة السفر من أجل علاج مشكلة السمع عند طفله، وأوضح أن عدد الأسرة في مستشفى الليث غير كافية وأن الطاقة الاستيعابية أقل بكثير من عدد المرضى هناك، مشيرا إلى المعاناة التي يتكبدها بسبب عدم الاهتمام من قبل وزارة الصحة بالمستشفى هناك وتوفير العلاج المناسب لسكان الليث، وطالب الوزير الجديد بأن يدعم المستشفى الحالي ويوفر له كوادر طبية ممتازة أسوة بالمحافظات الأخرى.
وقال الجبيري إن المعاناة الأكبر هي أنه يسكن في قرية «الغميقة» وهي تبعد مسافة 27 كليومترا عن الليث ويوجد فيها مستوصف اليتيم به طبيب مقيم من جنسية عربية وممرضة وحيدة، وعلى الرغم من أن الغميقة يوجد بها حوالى 2500 مواطن لا يوجد فيها غير هذا المستوصف والذي قال إنه يغلق مع أذان المغرب مباشرة، ومن يتعرض لأي عارض صحي لا قدَّر الله يذهب مسافة 27 كيلومترا إلى الليث، وفي مستشفى الليث يضطر إلى الانتظار الطويل لكثرة المراجعين.
طوارئ بدون طبيب
وقال محمد صابر قاسم إنه مدرس متقاعد أحضر أحد أقاربه قبل يومين إلى مستشفى حكومي كبير بعد تعرضه لأزمة قلبية، وعند وصولهم إلى قسم الطوارئ بالمستشفى فوجئ الجميع بعدم وجود طبيب متخصص في أمراض القلب مما تسبب في انهيار عصبي لأحد أقارب المريض خوفا على قريبه، وبعد مرور الوقت دون وجود طبيب القلب فارق المريض الحياة وتلقى الجميع التعازي من المراجعين الذين شاهدوا الموقف في أسى وحزن شديدين، وأضاف: مثل هذا الموقف يتكرر كل يوم وفي مختلف المدن وفي العديد من أقسام الطوارئ.
|