أقراص من العيش والجبن المثلثات ..!! غداؤهم وعشاؤهم ؟؟ لا أكل سواه ولا وجبة غيرها ..!!
رأيتم مدى الحرمان .. حينما يرى الصالح أسرته تحتاج وهو لا يستطيع كفايتهم ..
طفله يصرخ .. يريد قطرة حليب واحتياجات الأطفال الأساسية ولا يجد !!
فضلا عن الكمالية !!
يمر بالمطاعم بالمحلات التسويقية ..
فيكفيه من المطاعم روائحها ومن المحلات مناظر ما فيها ..
لا طعام لا كسوة لا ابتسامة .. العيد المواسم الاجتماعات .. ( لا تعليق )
دمع هطول وروح تتردد لمدة عامين .. !!
حتى اضطر وهو من الشهرة بمكان قبل هذا الظرف أن يبيع الخضار عند المساجد ..
وكان رأسا في مكانه ولا يزال .. وأنا لا أعرفه .. ولكن يعرفه زميلنا ..
لعلكم عشتم مدى الجحيم .. والعجيب .. إيمان ثابت ويقين بالله لم يتغير ..
قيام وصيام وصبر وانتظار للفرج ..
آه لمرارة الحرمان .. تخيل نفسك فردا في هذه الأسرة عش حياتها ..
تخيل ألم كل فرد فيها زوجتين صابرتين ورجل مكافح يرفض المساعدة الدنيئة ..
ولا يقبل إلا من عمل يده ..
سبحان الله .. تجرع على ما سبق سنتين بكل ما فيها من الآلام المتجددة ..
فقدر أن رجلا افتتح جامعاً فاخرا كبيرا بناه بنفسه من كبار التجار في بلد هذا الداعية المقرئ ..
فأخبروه هذا الداعية عله يؤم المصلين كوظيفة متواضعة تستر حاله
وفعلا ذهب إلى مالك الجامع .. فقال له مالك الجامع – بشدة الحريص – :
لعب الشباب لا أريده تواظب على هذا الجامع فاهم ولا تخالف عنه أبدا فاهم ؟؟
أجاب بابتسامة الواثق بربه قال : أبشر يا شيخ ..
ثم صادف بعد ذلك صلاة جهرية صلى فيها مالك الجامع خلف هذا الصبور ؟؟
ويقدر الله أن زاد صوته جمالا فوق جماله المعروف وحسنت تلاوته جداً ..
وكان فرضا له طعم آخر .. وكان إيذانا لهذا الرجل برحمة الله التي أيقن بها ..
فأجاب الله الدعاء .. ولنتذكر قبل الإكمال :
(( فإن مع العسر يسرا – إن مع العسر يسرا ))
فذهل مالك الجامع من جمال صوته ورآى فيه مكسبا لا يعوض ..
فقال للداعية هذا : اسمع يا شيخ ..
تجلس عندي في المسجد وأعطيك راتبا شهريا لا يقل عن ستة آلاف ريال !!
فذهل هذا القارئ الصبور .. !!
هو لا يجد عشر هذه القيمة .. واليوم تأتيه هكذا !!
فرآى فيها فرجا عظيما وانتهت القصة هنا – نعمة – أليس ؟؟
ولكن رحمة الله إذا نزلت كالمطر فالقصة لم تنته هنا ؟؟ !!
قال المالك : اسمع يا شيخ ، بجوار هذا الجامع ( عمارة ) كبيرة فاخرة بنيتها للتأجير ..
وأخونا ينظر بذهول ماذا سيقول المالك !!؟؟
قال رأيتها ؟؟ هي لك ما دمت في هذا الجامع كاملة تحت تصرفك ...
طبعا لعلكم صرفتم النظر لسكن الإمام .. لا يا أحبابي عمارة سكنية مكونة من ستة شقق فاخرة إيجار الواحدة لا يقل عن خمسة وعشرين ألفا لم تسكن قبله .. !!
فأعطاها المالك لهذا الأخ الفاضل وقال كل العمارة لك ..
ولا تسأل عن قلب الرجل .. الذي لم تتوقف دمعته ليال .. وشهور من مر الفقر ..
أراقها اليوم فرحا وسرورا يقول والله لم أتمالك نفسي فدمعت عيناي شكرا لرحمة الله ..
يقول هذا الرجل أسكنت في العمارة والداي في شقة وكل زوجة في شقة وبقي شقتين أو ثلاث فارغة فأخبرت
المالك بأني لا أحتاجها .. فقال هي لك أجرها ودخلها لك ..؟؟
فأجر شقتين وأصبح دخله في السنة 50 ألف مجاني !!
لم تأتي أيام عليه مذ واظب في هذا الجامع ..إلا واتصل عليه تاجر .. فطلبه عاجلا
فلما ذهب عنده .. وقال له التاجر عندي سيارة زائدة هنا .. كان لسواقي الخاص وسافر
ولا أريدها وهي هدية لك ,, وهذا مفتاحا .. وكانت سيارة أخونا طبعا ..
تصف حاله الأول ..
قال وبعد أخذ وعطاء قبلت السيارة وخرجت لأنظر إليها فلم يخبرني عنها ..
وإذا بها سيارة عائليه من نوع فاخر جدا لا تقل في سوق السيارات عن مائة وخمسة وعشرين ألفا ريال!
قال فأخذتها .. وبالمناسبة أن والديه وزوجتيه لا يعلمون إلا أن الشقق الفاخرة التي أخذها
إلا أنها كانت بالإيجار فهم لا يعلمون شيئا حيث خبأها لهم كمفاجأة ..
فلما أخذ السيارة الفارهة ..وهو لا يصدق هذه السيول من رحمته .. فهو الرزاق عاد بها لمنزله الفاخر وطلب أن ينزل للسيارة الجديدة جميع الأسرة حيث
سيجمعهم في مطعم ويتعشون سويا !!
فذهب بهم لأفخر مطعم في مدينتهم .. وقد سئل عن هذه السيارة فلم يخبرهم بشيء ..
المهم أدخلهم المطعم الفاره ..
وتعشوا عشاءا فاخرا بما لا يقل عن ثمانمائة ريال – إن الله يحب أن يرى أثر نعمة عبده عليه -!!
يعوضون به عشاء السنتين الجارحتين ..
وجعل أبناءه الذين حرموا من اللعب والمتعة أن يذهبوا ليلعبوا في الألعاب في ذاك المطعم .. قال فنظر إليه الأبناء لما اشترى لهم تذاكر كثيرة .. قالوا يا بابا ، كل هذا بنلعب فيه !! قال نعم يا أولاد روحوا انبسطوا وتعالوا ..
فلما عاد وانفرد بزوجتيه ووالديه ..
قال لهم والله الأمر هو كذا وكذا وهذه العمارة لي مادمت في الجامع والسيارة جاءتني هدية ..
وهذا راتبي الحمد لله الله فرجها علي بعدما سهرت الليالي لا أجد ما أطعم به أولادي ..!!
لحظة صمت .. من الجميع ..
نظر الزوج لزوجتيه اللذين صبرا على المر وكانتا نعم الزوجتين ..
فإذا إحداهما قد وضعت يديها على خديها وأطرقت رأسها .. وكذا الأخرى .. الأب قد غرقت عيناه بدموع
يريد أن يخفيها ..
نظر لهم الأخ الحبيب الصابر الصالح ..
قال : ما بكم لم لا تفرحون .. ؟؟ فالكل مذهول
لتطلق الأم بكاءا حارا تعبر عن فرحة .. بعد هذا الجحيم ..
وقامت زوجتيه باحتضانه أمام والديه يبكيان .. لم يصدقا نعمة الفرحة ..
ولكنه فرج الله .. قصة من صميم الواقع ..
الرجل الآن يعيش في غناء كبير وجامعه يعج بالمصلين ويأتون الناس من أقطار بعيدة ليصلوا عنده ..