27-02-2009, 12:14 AM
|
عضو مهم
|
|
تاريخ التسجيل: Oct 2008
المشاركات: 241
معدل تقييم المستوى: 34
|
|
الزوجات المضطهدات
[frame="3 98"]
ولدت على هذه الدنيا فلم أكن مختلفة عن البشر بشيء يذكر .
ولم يكن بفمي ملعقة من ذهب . ولدت وأحمل معي حب وعطف
والديّ الذي شعرت به وأنا في رحم أمي . ولدت وأنا احمل معي
شخصية الإنسان السوي . وترعرعت ونشأت في ظل كنف والديّ وشعرت بحلاوة الحياة وحب من حولي .
وتمر الأيام والليالي وكذلك الأعوام تلو الأعوام ، فبدأت أكبر
ويكبر معي عقلي وتفكيري وحبي لوالديّ وللمحيطين بي .
فلم يكن هناك عائق في حياتي ، ولم أتطبع بسلوك يكدر علىّ صفو العيش مع أسرتي . وعند بلوغي المبكر وظهور ملامح النضج علىّ رأيت أبصار الناس لي شاخصةً . وكل واحد منهم يريد أن أكون من حظ إبنه . .... وجاءت إرادة الله وقدرته فتقدم لي شاباً يافعاً طالباً قربي على سنة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم .
فتم القبول و الإيجاب وبعد فترة وجيزة تمت أفراح الزواج . فظهرت لي حياة سعيدة وجديدة لم يحلم بها أحد. وعلى خلفية هذا الزواج السعيد بدأت زهرة العمر تتفتح ومصابيح الحياة تنشر نورها . فرزقنا بحمدالله ومنته مولدة جميلة . وبعد فترة أخرى من الزمن رزقنا مولداً جميلاً . وتكون لنا عشاً يحتضن كل منا .
وتمر الأيام والسنوات القصيرة في عمرها وهي تضيء لنا بيتنا ومستقبلنا ، وماهي إلا أيام وبدأت مصابيح الحياة المضيئة تتلاشى . وفقد نورها بسبب أن قمرها قد غاب عن الوجود . وانطفأت مع غيابه الشمعات المضيئة في حياتي . حيث لم يستغرق إضاءتها ثلاث سنوات فقط.
عندها بدأت الحياة تظهر بشكل آخر . فقد تكالبت علىّ الظروف وغرقت في آلآمي وتفكيري ، فلم تعد الأمور تسير في صالحي بل أصبح كل شيء في مجرى حياتي يقف ضدي . وبدأت تلاطمني أمواج الحياة العاتية وكأنها أمواج المحيطات في ساعة العسرة مع قوة عاتية في الرياح.
فإما اصطدام في جبال عاتية شامخة القمم أو سقوط إلى هاوية لا حدود لها .
فقد أصبحت محرومة ... محرومة من عطفٍ وحنان . أفكر أعمق تفكير بمصير فلذات كبدي وهم بين يدي ؟
فأصبحت أواجه الحياة الصعبة من جديد وتحملت أصعب المتاعب من أجلهما ومن أجل البقاء معهما وحولهما .
وتمر الأيام ووجدت نفسي مضطرة للإنضمام إلى عائلة أبيهما راجية القرب منهما شفقة ورحمة بهما .
فتزوجت قريبهما راجية العز بقربه من أجل إبني وإبنتي . وبدأت الحياة تبتسم شيئاً بسيطاً وبعد فترة من الزمن ، لم يعد ذلك الزوج الذي علقت عليه آمالي . فقد أصبح يقف ضدي بقصد أو دون قصد. ولم يف لي حقاً ولم يحترم لي شخصاً . ولم يتذكر لي قرباً .
ولم يرعوي عن تصرفه الخاطئ وتقصيره المستمر . فبدأت مساوئه تظهر . ( فالحياة عنده أصبحت لا تطاق . كثرة ملل وطول هجر ، وعش يومك ولا تفكر بما يسرك ولاتنظر لغدٍ فيسؤوك . فالإساة مستمرة وحبل المحبة مقطوع والمودة مفقود . وأسلوب الحياة عنده مردود ) ...... ( فطول الليل عنده مجهود بآلآمه ومعاناته فلاضمير حي ولاحياة لها معنى مع هذا القريب البعيد ) .
فالحياة عنده قتلها الروتين . وعند الآخرين أخذ وعطاء .
ولم يعد يتحمل قلبي هذا المجهود . فالعقل قد جن تفكيره لأن الأبواب مؤصدة فلا مفر إلا إلى الهاوية . لأن كل أضواء الدنيا لا تصل إلى قلبه ولن تنير له طريقه . فقلبه ظالم ...حاقد .
ولقد أحسنت إليه ويسيء إلىّ وإن أقبح أنواع الإساءة أن تسيء إلى من أحسن إليك . وأشد مراتب الظلم أن تظلم من شملك عفوه . فقد تلاشت عنده الرحمة بين القريب والناس عامة وجفت موارد المودة عنده . واستحالت الحياة معه فقد أصبحت كمملكة الوحوش الضارية يفترس قويها ضعيفها .
دائماً يطلب الحق ويعتقد أنه من نصيبه ولا يعرف أن عليه حقوق وواجبات مشروعه لم يقم بوفائها .
الصراع بين عقلي وعاطفتي باق ما بقيت الحياة لي وهناك رجال يستطيعون معالجة أمورهم بيسر وسهولة ودماثة خلق ولا يسمحون بإجحاف أحدهما على الآخر . فيحبون بصدق وعطف وحنان ويعطون مثلما يأخذون وأكثر .
ولكن عنده الباطل حقاً ، والحق عنده سحابة صيف ما أسرع زوالها . لذا لايستطيع أحد أن يجاريه بظلمه .
النبلاء من البشر تؤنسهم في وحدتهم مشاعر الرضا من ضمائرهم ... فيسرون من حولهم بمشاعرهم .
أما هو فوحدته هم ٌ عليه وهمٌ على من حوله فيجمع بها أحقاده ، ويصفي بها مشاكله ، ويصب بها غضبه. فترى وجهه شاحب كأن عليه غبرة ، وقلبه متنكد ثائر ، لأن الحب قد قطع صلته منه . وبدله بحب الاستعلاء على الاخرين بحق أو بغير حق .
ومع كل هذا رزقت منه ببنتين وولداً . و إنني لمنزعجة من تصرفه وقوة جبروته وسلطته . ولقد تجنبت شر غضبه وقوة حيلته فاخترت إحدى شقق المنزل مسكناً . حتى أكون بمنجأ عن خطاءه و أبتعد عن كوارثه التي تكمن في إصراره على تكرار خطاءه .
وإنني أعلم أنه يبني قاعدة ضخمة تكون له حماية ومرصداً سهلاً لجميع تصرفاتي وسكناتي .
ولكن أقول له ولكل ظالم مثله .صبراً جميل والله المستعان .فلقد كنت ظالماً لنفسك وظالماً لمن حولك وصبرك قد نفذ . ولا تجد من يرد كيدك وجبروتك وظلمك إلا الله عزوجل . و إنني لمتجهة إليه بقلب صادق وإخلاص واضح . ورافعة يدي لمناجاته . و إنني على ثقة بأنه لايردها صفراً ، وإنني لمنتصــــــــــــــــــــــــــرة عليك . إن شاء الله .
هذه قصة حقيقية . حدثت وسجلت أحداثها تحت ( مسمى الزوجات المضطهدات ).حين أبت النفس إلا أن تدافع بما تجود ، وأبى القلم إلا أن يسجل أحداثها لتكون شعاراً لها على مدى الزمن . فهذه المرأة بطلة لهذه القصة . فصبرت وضفرت ونالت ونفعها الله بأولادها . حيث الابن الأكبر تخرج من كلية الهندسة قبل خمس سنوات . فكان سنداً لها بعد الله يوم ضاقت بها السبل .
[/frame]
|