السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أسعد الله اوقاتكم جميعا بالمسرات ..
الإستثمار مصطلح دائما يتردد على مسامعنا ونعلمه بالتجارة
بااسواق المال والذهب والتجارة بشتى انواعها ..
ولكن هنا شقيقين من هذا المجتمع السعودي
كان بينهم تحدي كبير قبل 30 عام على نوع من الإستثمار
وقد اثمر عند احدهما وخسر وفشل الاخر ..
هو إستثمار في الدنيا والاخره ..!
كان للشقيقين أم والدتهما حادة الطبع حارة المزاج
عصبية التصرفات .. ظالمة في كثير من المواقف
الشقيق الأكبر كان رحيما معها .. عطوفا .. قريبا منها .. لم يستيقظ يوما
دون أن يمر على والدته ويقول صباح الخير يأجمل أم في الدنيا وكانت بطبعها
في كثير من الاحيان لاترد .. او تعبس بوجهها في محياه ..
كان لا يعود من عمله الشاق إلا ويكبو عند ركبتيها فيقبل يديها ويداعبها
فأن كان غاضبه او حدة المزاج حاضره .. نهرته .. وعبست بوجهه .. وتزود
عليه بكليمات تجرحه .. وقد كان يبتسم في وجهها .. حتى أتى يوم وقد غضبت غضب
شديد وصفعته على خده ..! فتحمل صفعتها وقدم اليها وقبل يديها ..
تزوج الشقيق ورزق الابناء والبنات
ام الاخر الصغير فكان مدللا ضيق الافق .. ضيق الصدر .. لئيما ..
لا يمر لا صباحا ولا مساء على والدته .. ولا يعرف يوما قبل يدي والدته
وقد تزوج ورزق الابناء والبنات ..
كان الصغير تحمله نفسه الضيقه ورياح الغيرة على استفزاز والدته ضد اخيه
فلا يكل ولا يممل من الكيد ضده عندها .. وللأسف كانت الأم تصدق مايقوله الصغير
فتصب نار غضبها ظالمة له .. وكان الشقيق الأكبر يتحسب الله في الأجر والتحمل
ومرت الايام كبرت الام وكبر الشقيقين .. وكان الشقيق الاكبر حالته الماديه لابأس بها
وكان الصغير افضل حال بوظيفته دخلا ماديا..
كبرت الأم وكانت تمرض كثير .. فكان الشقيق الاكبر يسبق الصغير بحملها
للاطباء وللسفر بها ويهجر ابناءه وزوجته ويعتذر منهم لايام
ورغم مافعله لوالدته كانت تقابله بالعبوس والتقليل من شأنه
أم الصغير فلا يعرف سفرا لها وبها ولا يعرف تقبيلا ولا يعرف تذللا لها
ورغم ذلك ولانه الصغير كان الاقرب لقلب الام وهذا الشعور كان موجودا
لدى الشقيق الكبير وكان رغم ذلك متحملا صابرا ..
كان الشقيقين يلتيقيان كثيرا لقرب مسكنيهما لبعضمها
فكان الصغير يتحدى الكبير بحب والدته رغم انه يعترف انه ل يفعل شي
وكان الكبير يبتسم في وجهه ويقول له واثقا : سينتصر الصابرين يااخي
في الدنيا والاخرة ..
كبرت الام وصابها الخرف .. ورغم الخرف والهذيان إلا انها كانت تبكي ليل نهار تريد
منزل الشقيق الاكبر .. يالله رغم نسيانها وخرفها وهذيانها
وكان الصغير يظطر لشدة الحاحها وبكائها ان يذهب بها الى مسكن أخيه
كان الشقيق الكبير يسهر اليالي حتى تنام والدته .. وكان يعملها كالذليل بين يديها
رغم خرفها ..
حتى استوفاها الله ...!
وماذا بعد الوفاة ..
سبحان الله ظهرت ملامح الاستثمار
وظهر صدق مقوزلة الشقيق الاكبر عندما كان يقول لشقيقة الصغير
سينتصر الصابرين ياأخي ..!
بعد سنوات قليله
فتحت الدنيا للشقيق الاكبر عقارات رابحه .. تجارة متسيره .. أبناء متوفقون
في حياتهم .. حتى ان الابناء بعد ان كبرو واشتد عودهم قاموا بمحاوطة والدهم
بمساكنهم كالعقد الصافي حول رقبة عروس في ليلة زفافها ..
اصبح الابناء يتعاقبون على والدهم صبح مساء يقبلون يديه ويستابقون
بالبر فيه .. فلا يأكل إلا وهم حاضرون .. ولا ينوي سفرا إلا ويتجادلون من يسافر به اولا!
اما الشقيق الصغير
فاصبحت حياته كالمر في حلق السقيم !!
لم يوفق في تجارته بعد تركه الوظيفة ..
وطلق عد مرات وتزوج عدة مرات ولم يتوفق !
ونفر منه الابناء .. ونفر منه الاقرباء ..
واصبح مهموما ومنشغلا بعلاج متاعبه الصحية ..
ورغم ذلك كان الشقيق الأكبر حنون تجاه أخيه
فاصبح يغدق عليه ويعطف عليه ويسدد ديونه
ويقربه لجانبه
ويقول له الإستثماار الإستثمار يأخي فات عليك ..
ولكن اجعله لا يفوت على ابناءك؟؟؟
الأستمثار يتصوره البعض فقط باسواق المال وبالتجارات
ولكنه الإستمثار ايضا بالابناء والوالدين وهو أعظم
وكلفة هذا الأستثمار الصبر والتحمل والبر وقلب صبورا حنون تجاههم
لا يوجد كلفة ماليه يريدها الاب ولا الام يريدون الاب الحنون الابن الصبور
الابن الذي يسابق اشقاءه واخوانه تجاههم طيلة حياته ليكسب تجارة الدنيا
والاخرة ..
منقول
أسأل الله لي ولكم إستثمار ناجحا فيهم
وتقبلوا تحياتي
27-02-2009, 05:00 AM
العرض الشجري
