05-04-2009, 08:33 PM
|
|
عضو سوبر
|
|
تاريخ التسجيل: Oct 2008
المشاركات: 495
معدل تقييم المستوى: 214847
|
|
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رأي متواضع
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كم من الكائنات تتوشح بوشاح الفضيلة .. وترسم على محياها الإبتسام .. وفي حقيقة أعماقها .. لاتنسج سوى الإنهزام وحب الإنتقام ..
كيف يجتمع الكذب والخداع والزيف في فرد واحد .. ؟؟!! .. وللأسف يُسمى " إنســــان " ..
لم أكن أدرك وحتى اللحظة أن المصائب لا تأتي إلا فرادى .. وإنما تأتي جماعات متتالية .. حتى عاصرت ذلك المدعي الإنسانية ..
الجاهل .. الحاقد .. المدمر الغبي .. يقفز على حدودي الموجعة .. ليزيد من آلمي .. ؟! .. ليغتال براءتي .. وإنسانيتي ..
وبمنتهى الاستهتار يقول : اعذريني فقد كان خطأ غير مقصود ؟؟ .. وهفوة إنسان ؟؟ .. أو زلة لسان .. فتقبليها ... يا نبع الإنسانية والحنان ..
خطــــأ .. هفــــوة .. زلـــــة .. ؟؟!!
• خطأ في صميم الكبريـــاء ..
• هفوة في عقر الكرامـــة ..
• زلة في عمق الأعماقيــة ..
يا ترى هل تستطيع أن تعفو وتصفح عن من جرح كبرياءك ؟ وأهان كرامتك الإنسانية ؟
هل تتسامح مع إنسان خدش إنسانيتك .. وشوه ملامح الإنسان فيك ؟
هل تعتبره درساً قاسياً في " الإبداع في الإوجاع " وتتعلم منه عدم السقوط في مثل ذلك ؟؟
أختكـــــــــــــــم .
|
كيف لا اعفووو والغفوووور يغفر لنا ذنوبنا ومعاصينا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
كيف لا ؟ وقد أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم أصحابه وقد كانوا في المسجد مجتمعين حوله عليه الصلاة والسلام فقال : يدخل عليكم رجل من أهل الجنة ؟ فلما ذهب الصحابة بأبصارهم إلى مدخل المسجد ، إذ به شيخا عجوزا ، فلما قضيت الصلاة تبعه أحد الصحابة وأظنه عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق فأختلق قصة حتى يأويه الرجل في بيته وذلك ليرى هذا الصحابي الجليل ما يميز هذا الشيخ العجوز عنهم وما الشيء الذي أتى به فجعل الرسول صلى الله عليه وسلم يشهد له بالجنة ، فلما مضت ثلاث ليال وكان عبد الرحمن يرقب الرجل فلم يره يأتي بجديد بل كان هناك من الصحابة أشد منه عبادة ولم يشهد له النبي صلى الله عليه وسلم بذلك ، فأعترف له عبد الرحمن بن أبي بكر رضي الله عنه وقال القصة كيت وكيت وقد أختلقت هذه الكذبة لأرى الشيء الذي جعل الرسول صلى الله عليه وسلم يشهد لك بالجنة ؟
فقال يابني والله لا أعلم شيئا في غير أنني لم أنم يوما وفي قلبي غل على مسلم .
أنظر شهد له الرسول صلى الله عليه وسلم بالجنة لسلامة قلبه وصفاء معتقده وخلوه من الغل والحقد اللذان يذهبان بالحسنات ويأكلانها كما تأكل النار الحطب .
ومن الأمور العظيمة التي يجهلها بنو جنسي أن الإنسان إذا دخل مع أخيه في مخاصمة فسكت وصمت فإن الله يجعل له ملكا عند رأسه يدافع عنه فإذا تكلم هذا الإنسان إنصرف عنه الملك وحضر مكانه الشيطان نعوذ بالله منه ومن جنده ومن أوليائه .
كيف لا وقد ثبت ذلك في ما وقع بين أبا بكر الصديق وبين أعرابي قد أسرف بالقول على أبي بكر الصديق رضي الله عنه في حضرة الرسول صلى الله عليه وسلم وكان الرسول عليه الصلاة والسلام يسمع كلام الأعرابي ولم يرد عليه بكلمة واحدة ، فلما رأى أبا بكر رضي الله عنه ذلك ، جاء في نفسه ما جاء ، فرد على الأعرابي ، فأنصرف الرسول صلى الله عليه وسلم من المجلس .
فلحقه أبا بكر رضي الله عنه ليفهم الأمر منه صلى الله عليه وسلم فقال يارسول الله شتمني فلم ترد عليه بل ولم تنصرف من المجلس ، فلما رددت عليه غضبت وأنصرفت من المجلس لماذا بأبي أنت وأمي يارسول الله ؟
قال عليه الصلاة والسلام : يا أبا بكر حينما شتمك الأعرابي ، فأبيت أن ترد عليه كان هنالك ملك عند رأسك يرد عليه عنك .
ولما رددت عليه بالمثل ، أنصرف الملك وجاء الشيطان ، وما كنت لأجلس في مجلس يحضره الشيطان . أو هكذا قال عليه الصلاة والسلام .
فأنظر لكرم الله ومدافعته عن أوليائه حينما يعرضون عن الجاهلين ويعرفون أن في صمتهم وحلمهم رد على سفههم .
تعلم أخي وتعلمي أختي ثقافة الحلم والعفو ، فإن ذلك الأمر يريك أعماق الآخرين ويجعلك تسبر في أفق الحاضرين ويجعلك من أولياء الله الصالحين . ولا تنسى أن من ترك لله شيئا عوضه الله خيرا منه .
وتذكر قول حبيبك عليه الصلاة والسلام : وأتبع السيئة الحسنة تمحوها وخالق الناس بخلق حسن .
ثقافة العفو تحتاج منا إلى صبر وإلى تحمل وإلى أن نتذكر بأن الصمت في الأزمات وحال الغضب سلاح نواجه به سفه السفهاء وشطط الأشقياء .
والموضوع طويل ، لكني أحببت أن أجمع ما تيسر منه ، وإلا فالعلماء والحكماء قد أوفوه حقه وأشبعوه طرقا وعرضا .
والله يرعاكم ،،،
|