06-04-2009, 05:14 AM
|
|
|
|
تاريخ التسجيل: Oct 2008
الدولة: في غربة
المشاركات: 2,203
معدل تقييم المستوى: 10652
|
|
ثـــــــــــــــــــامر ..................وأحــــــــــــــلام ...
*
سؤال بحجم الكون؟
هل يطعن القلب من سيد القلب ؟
هل يجبرنا القدر على قتل وردة حياتنا
والسير على أنقاض جثتها !
استيقظت وهي تنظر إلى الورقة المخبأة تحت وسادتها
وتنظر إلى الساعة التي بجانبها ثم تنهض لتنفض الألم
التي تدور فوق أفكارها والذكريات التي تريد أن تعصر روحها
لتخرجها من بوتقة هذا الصباح الجميل
خرجت من غرفتها وألقت تحية الصباح على والدها ووالدتها
قالت وهي تجلس بينهما وتلقي تحية الصباح عليهما
هل تريدين مني شيئاً أحضره معي إذا عدتُ من الدوام؟!!
بادرتها والدتها بقولها : سلامتك
نهضت وتناولت حقيبتها ومعطفها الأبيض وهمت بالخروج
أمسكتها والدتها بمعصمها وربتت عليه بحنان
وهي تنظر لنظرة الحزن المسكونة بعين أبنتها
وهي تقول ( الله يرضى عليك يابنتي )
أنحنت أحلام قُبلت كف والدتها وهي تقول
(الله لا يحرمني منك )
*
عادت والدتها إلى حيث والدها
قالت وهي تجلس
(البنت تحتاج تغير جو , أنها تعيش كآبه عارمة
هي لا تتحدث , لكن أنا أم وأشعر بها وقلبي يتقطع على حالها
, أشعر بأن حالتها تزدد سوءاً , ولابد أن نخرجها من هذا الجو كيفما كان
وكيفما أتفق , أن زوجها كان لها بمثابة الهواء الذي تتنفسه ومنذ طلاقها وأنا أشعر أنها أقرب
من الموت لا الحياة )
والدها : هذه قدرها يا أم محمد
وأحلام طيبة والله لن يضيعها .
*
كانت أحلام في السيارة التي تسير بها إلى حيث المستشفى
وهي مشغولة بقلبها وجراحها تخاطب نفسها وتقول :
لأيام وجودك التي فارقتها الشمس
يقودني الحنين إليها وإليك
يقودني الحنين إلى أياماً كنت أصرخ فيها إليك
وأتوسل الأقدر أن تأخذ صوتي إليك ؟
ولهفتي المجنونة بك ودعائي في أن تكون من نصيبي !
وتحققت أحلامي وجئت أنت في صورة فتى أحلامي
فسجدت لله شكراً وعرفاناً
بيد أن القدر الذي أشعل شمعتي معك
أخمدها وتركني أشلاء من بعدك
وأنا أنظر لأشرعتك وهي تبعتد عني
وأزف خطواتك وأبارك لك أرتماك في أحضان امرأه أخرى
لتهب لك طفل يسد رمق جوع أبوتك
طفل... لم تكن أرادة الله قد حكمت لي أن أهبهُ لك
دقت أجراس الذكريات بداخلها حينما قال لها ثامر ذات يوم :
أحلام أنا أريد أن أصارحكِ بأمر ما , أردت أن أقولها لك ِ أنا بنفسي
لا أن تسمعيه من غيري
أحلام : ستتزوج أليس كذلك
ثامر: أحلام حبيبتي أنا مجبر أمي .....
أحلام : ثــــــامر كافي , ورقتي تصلني قبل أن تعقد قرأنك عليها
ثامر: أحلام أنا أبيك
أحلام: أنت تبي طفل وأسره وهذا من حقك
ثامر: وأبيك فوقهم
أحلام: وهي تشيح بنظرها للجهة الأخرى حتى لا يرى ضعفها
وأنا أريد الطلاق , ومن الآن ستكون هذه آخر لحظة تجعنا تحت سقف واحد
سأطلب من سائق أهلي أن يمرني الآن وأنت لا تتأخر في ورقة طلاقي لوسمحت ...
ثامر: يسمع كل هذا وهو يبكي ويصرخ من الداخل وهو يقول (رحمتك يالله )
جهزت أحلام أغراضها و سحبت حقيبتها ونظرت إليه وهي تهم بمغادرة الغرفة بعد أن أنفلتت منها دمعة أبت الا أن تسقط أمامه ,( وكأنها تخبره بأنه صاحب أغلى دمعة ذرفتها في حياتها)
قالت له بلهجة يتخللها كبرياء وضعف موارب ( لاتتأخر في أطلاق سراحي )
أقبل نحوها حاول أن يمنعها , توسل إليها , أراد أن يعانقها ..
أنسللت من بين يديه بهدوء وهي تقول إذا كنت تحبني فعلاً ولاتريد لي أن تموت فدعني أذهب
لأني سأموت فعلاً إذا رأيت يوماً ما (أنثى اخرى تشاركني فيك)
رمت بكل هذه الذكريات المؤلمة عنها حتى لا تبكي الآن وهي تقول :
ثلاث سنوات مرت وهذه الرابعة وأنا مافتأت على أسترجع كل التفاصيل التي جمعتني بك!
واللحظات الأخيرة التى كانت تحمل لها صك طلاقي ووفاتي في آنً واحد..
أفاقت أحلام من شرودها عندما أشار إليها السائق بأنهم الآن أمام بوابة المستشفى !
لملمت أنفاسها وتنهدة لبرهة وأطلقت سرب طيورها الحزينة ووتوجهت نحو بوابة المستشفى!
*
كنا نسير في ممرات المستشفى أنا ومنار صديقتي
كلانا ملتفه بمعطفها الأبيض
أقبلت إلينا السستر منى
قالت لي دكتورة أحلام :
هناك حالة ولادة في غرفة العمليات
والدكتور محمد يريدك حالاً
توجهتُ إلى حيث العملية ..
ذهلت عندما رأيته أمامي ..
كدت أن أعتذر عن أجرى العملية
لكني في آخر لحظة تراجعت
منذ أن رأيته قادني شعور بأن التى في غرفة الولادة هي زوجته
لكني لم أكن متأكده من هذا كثيراً
خرجت من غرفة العملية توجهت إلى المكتب وأنا أبكي ,
أبكي قدري الذي ساقني لهذه المدينة كان في الرياض فما أتى به إلى جده
أبكي قدري الذي ساقني في أن تكون المناوبة لهذه الليلة على كاهلي
أبكي قدري الذي وضعني أشرف بنفسي على زوجته وطفله
أتت إلى منار وهي تسألني أحلام وشفيك ؟!
أبتعلت الغصة وأنا أقول لها: تدرين اللي سويت لها العملية من تكون؟
منار: من؟
أحلام : زوجة طليقي ثامر ؟
منار : أيش , مو هو ساكن بالرياض
أحلام : ماأدري , ماأدري
دخل ثامر إلى زوجته , سأل عن الطبيبة المشرفة على حالة زوجته
أجابته السستر أنها الدكتورة (أحلام محمد )
تملك الذهول ثامر وشعر بدور طفيف وكأن الدنيا أنحدرت رأساً على عقب
خرجت أحلام إلى حيث غرفة زوجة ثامر للأطمنئان على حالتها وحالة الجنين
كان ثامر يتوسد الجدار ويفكر كيف الأقدرا ترغمه على أن لا ينسى أحلام
هاهو الآن وبعد أربع سنوات
وبعد أن حقق حلمه وأصبح طفله بين يده
طفله الذي ضحى بحب أحلام وأخلاصها وقلبها من أجله
هاهو الآن لمجرد أن يسمع أسم( أحلام محمد )
يتبعثر رأساً على عقب
رأت أحلام ثامر وهو يتوسد الجدار
دارت سريعاً أرادت أن تعود من حيث أتت
أنتبه لها ثامر وقال بصوت يسكنه الشوق الميت
أحــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــلام
أبتلعت أحلام غصتها حينما صا فحها صوته
وأرتمى على قلبها وكأنه يسألها أمازلتِ تتذكريني ؟!!
أسرع ثامر ألى أن قابل أحلام وجهاً لوجه
وقال لها : أحلام كيفك؟
أحلام : ثامر لو سمحت أبعد عني ومبروك ماجأك
ثامر : أحلام أنا مانسيتك
أحلام: وهي تعاند أحساسها لتنطق كذباً وبعد تعب بس أنا نسيتك
تعرف وش معنى نسيتك , أنا قعدت ليالي طويلة أذرفك دمعة دمعة
وألم وراء ألم ألى أن شفيت منك ........وش تبي مني الحين .!!
أرجوك أتركني أشوف شغلي
ثامر : أحلام
أحلام : كافي يا ثامر روح لزوجتك وطفلك
خلاص صرت أب الحين
وزوجتك وطفلتك يحتاجونك
ثامر : بس أنا يا أحلام
أحلام: أنت أيش ياثامر أنت ما أكتفيت بذبحي يوم زواجك جيت وذبحتني اليوم
وخليتني بنفسي أشرف على حالة ولادة زوجتك , وأشيل طفلك بين يديني !
أنت أيش ياثامر أنت تبي تفهمني أنك منت سعيد معها أو مو مبسوط
لأن ربي عطاك اليوم اللي كنت تبيه واللي أنا ماقدرت أعطيك إياه
.........كافي ياثامر الضرب في الميت حرام
وأنا ميته من أربع سنوات
*
ثامر قتل أحلام
وقتل زوجته؟؟
وأحلام كان القدر معها عنيف جداً
لكن الصورة لم تكمتل والله رحيم
ربما سيبتسم لها القدر ذات يوم
ويهبها حب يفوق حجم حب ثامر
أنتهى
شموخ!
التعديل الأخير تم بواسطة شموخ امرأه ; 06-04-2009 الساعة 05:25 AM
|