09-04-2009, 12:31 PM
|
|
عضو متواصل
|
|
تاريخ التسجيل: Sep 2007
المشاركات: 84
معدل تقييم المستوى: 36
|
|
القصيبي لـ «عكاظ»: هاجس البطالة في صحوي ونومي وجدي وهزلي
بالله شوفوا الفاضي هذا جالس للإمسيات والخرابيط
لم يشأ الشاعر غازي القصيبي الحضور إلى أمسيته الباريسية دون «سحيم عبد بني الحسحاس»، عارضا سيرته المأساوية في منظمة اليونسكو العالمية بمصاحبة العود وأمام نحو ألف شخص. القصيبي حلق بالجمهور الغربي في فضاء الشعر من خلال قصيدة «سحيم» التي تناول فيها سيرة الشاعر العربي سحيم، وقد لقيت استحسان الجمهور حيث استمر في إلقائها نحو ساعتين. وقدم القصيبي في بداية الأمسية صديقه «سحيم»، فوصفه بالبطل العبد الأسود الذي يجب أن يحكى تاريخه شعرا لا نثرا، فقد استجلب غرام صديقه الذي أحرق قبل 1400 سنة بحطب العبودية ولهيب الطبقية، وجاء ليعرض مأساته أمام حكماء العالم الذين يبنون مواثيق حقوق الإنسان وينسجون أعلام الحرية والمساواة، ليعلنوا عن استنكارهم «للمحرقة» التي تعرض لها «سحيم» وآخرون من بعده وقبله من ضحايا عدالة القوة ومساواة التحيز. واستمتع الجمهور الباريسي المثقف بكلمات القصيبي وأبياته التي كانت تترجم للفرنسية، كما طرب بموسيقى النص العربي الذي خالطته أسماء نساء عربيات لعبت دورا مهما في القصيدة.
معركة اليونسكو
وقال الشاعر القصيبي لـ«عكاظ» بعد ختام الأمسية، إن معركته الماضية مع اليونسكو أهم تجربة تعلم منها، وأضاف: «لا بد أن يتعلم كل إنسان أن لا يدمن النجاح دائما.. لكن يمر على الإنسان فترات يحاول شيئا ثم يفشل فيه، إنما يجب أن يواصل طريقه.. كان درسا واعتبرته غاليا علي، لأنه في فترة من الفترات كان يُخيل لي أن أفعل أو أحقق كل ما أريد تحقيقه، إلا أنها كانت تذكيرا من الله سبحانه وتعالى أنه أحيانا هناك أشياء لا يستطيع المرء أن يحققها، فيتركها ويحول انتباهه إلى أشياء أخرى».
وبسؤاله: إلى أي حد سرقتك الرواية من الشعر؟ أجاب وهو يبتسم: «لم يسرق شيء من شيء ولا أحد من أحد فهو كما أنا وأنت تراني».
العمل والسعودة
وردا على سؤال: أين يقع هم العمل والسعودة من قصيدتك الشعرية، على هامش الورقة أم على طاولة أخرى؟
تحدث القصيبي بكلمات شعرية مترادفة: «لا يوجد في نومي وفي صحوي وفي ضحكي وفي مزحي وفي جدي هاجس غير هاجس البطالة والعمل والسعودة، أوكد لك انه يكاد يملأ حياتي بأكملها».
وإذا تمكن من التغلب على هذا الهاجس أو على الأقل هل هو راض عن نفسه فيما تحقق؟ قال: «لا أريد أن اتغلب على الهاجس، أريد أن اتغلب على المشكلة بشكل واضح وخصوصا بما يتعلق ببطالة الذكور، أما بطالة الإناث فموضوع آخر، ولكن أفضل مناقشة هذا الموضوع في محل غير اليونسكو».
وعن نجاح أبو شلاخ البرمائي كعمل تلفزيوني، هل يفكر في عرض أعمال أخرى؟، قال القصيبي: «إذا جاء أحد يطلب عملا من هذا ، فسأفكر في الموضوع».
الأدب السعودي
أما عن رؤيته للأدب السعودي، فقال: «لا أحب أن اتكلم عن الهوية السعودية من حيث الأدب، لأن الأدب شيء عالمي، ولكن بطبيعة الحال يجب أن يكون له خصائص محلية، انما لا أريد أن يكون هناك أدب سعودي منفصل تماما عن بقية الآداب الأخرى».
ميدالية ابن سيناء
وقدم رئيس الثقافة والفنون في منظمة اليونسكو فرانشسكو ماندلز (صديق القصيبي في الانتخابات الماضية)، عقب الأمسية ميدالية ابن سيناء الفضية للثقافة التي تواكب الذكرى الألف على ولادة المؤرخ والطبيب العربي ابن سيناء. وفي وقت لاحق، نظمت مندوبية المملكة الدائمة لدى اليونسكو وجبة عشاء شعبية من الطبخ السعودي شهدت ازدحاما من قبل الباريسيين.وأوضح مندوب المملكة الدائم لدى اليونسكو السفير زياد الدريس أن الحضور الكثيف للأمسية كان مفاجئا، لأنه توقع أن يكون العدد أقل بسبب أمسية أخرى تقام في باريس في الوقت نفسه. وأكد الدريس أن الشعب الفرنسي يهوى الشعر والثقافة وخصوصا العربية، لأنه يرى فيها الكثير من المعاني والأحاسيس التي تتقارب مع الأدب الفرنسي، مشيرين إلى وجود قواسم مشتركة بين اللغتين والثقافتين، وبدا ذلك واضحا على الجمهور الفرنسي في أمسية القصيبي عندما تم التنسيق بين موسيقى النص العربي والترجمة الى الفرنسية، خصوصا أن التصفيق اتى مع ختام الأبيات.
|