إبراهيم عقيلي ـ جدة
تحول خريج جامعي، بدرجة البكالوريوس في اللغة العربية، إلى قهوجي «كوفي شوب»، بنكهة النحو والصرف. ولا يتردد عبد الله بن محفوظ لحظة، في أن يفتخر بما يمارسه من عمل، واعتبره مكسبا كبيرا، بعد أن أوصدت في وجهه أبواب كل الفرص، التي تلائم تخصصه، وحالت دون طموحه 24 مدرسة أهلية لجأ إليها، وصدمته كغيرها من المؤسسات والشركات بشروطها التعجيزية، شاملة عاملي الخبرة وإجادة اللغة الإنجليزية. فبعد عام من البحث المضني عن وظيفة، أدرك بن محفوظ أن سوق العمل يفرض عليه لغة أخرى لم يدرسها، وهي لغة الواقع التي لا تعترف أحيانا، بالمناهج والمقررات وسهر الليالي والسنين، ووجد نفسه مجبرا على ترك شهادته جانبا؛ ليعمل في مجال لا يمت لتخصصه بأية صلة. يقول بن محفوظ، الذي يبلغ من العمر (24 عاما): «اخترت اللغة العربية، عملا بنصيحة الكثيرين، في أن هذا التخصص يتيح فرصا واسعة للعمل في قطاع التعليم، وبعد أن أنهيت أربع سنوات من التحصيل العلمي، طرت بشهادتي فرحا باتجاه الخدمة المدنية، ولكنني فوجئت بشروطها التعجيزية، تقف عائقا أمام تحقيق رغبتي في العمل في الحقل الذي أحببته». ورغم محاولته الحصول على فرصة وظيفية، ربما قد لا ترضى طموحه، يشعر بن محفوظ بمرارة شديدة، كلما تذكر كيف كان يتعذب وهو يتنقل بين مدرسة وأخرى، وكيف كان المسؤولون فيها يطلبون منه شهادة خبرة من مدرسة أهلية، والخضوع لاختبار في اللغة الإنجليزية، علما بأن تخصصه لغة عربية! ومع أنه يعمل حاليا مقدم طلبات في مقهى شهير، إلا أن هذه الوظيفة «ليست كل ما يتمناه». يقول بن محفوظ: «اضطررت لها؛ لتأمين مستلزماتي الشهرية فقط، ولكنها براتبها لا تحقق طموحي».
المصدر :http://www.okaz.com.sa/okaz/osf/2009...0423272574.htm